"حلاوة المولد" أمام المحكمة.. "هالة" تخلع زوجها بعد رفضه شراء العروسة

وقفت «هالة» في الشرفة تتأمل المارة، وتتبادل بعض الأحاديث مع جارتها، عندما لمحت أحد الجيران يدخل العمارة محملاً بالحقائب البلاستيكية التي يظهر منها رؤوس عرائس المولد، فسرحت قليلا في الماضي القريب أثناء خطبتها لنجل عمها «مؤنس»، الذي اعتاد شراء علب الحلوى والعرائس لإسعادها، فلم يفوت مناسبة واحده إلا وأغدق عليها الهدايا حتي تزوجها، وكف عن هداياه وتوقف سيل اهتمامه.

أفاقت «هالة»، من ذكرياتها على صوت ابنها الأصغر يهلل لعودة والده من العمل، فاعتذرت لجارتها وأغلقت الشرفة وهي تمسح الصالة بعينها بحثاً عن حلوى المولد أو أي شيء آخر يشفع لزوجها إهماله الدائم لها وللأولاد، فحتى بعد أن وضعت صغارها الثلاث لم يتغير حاله، ولم يتذكر يوماً شراء الحلوى للصغار لإدخال السرور على قلوبهم، وكانت تتولى بنفسها آمر شرائها حتى لا يشعروا بأي شيء ينقصهم.

رحبت «هالة» بزوجها، واقتربت منه تساعده علي تبديل ملابسه، فدفعها برفق طالباً منها تجهيز الغداء، فلم تعترض، وتوجهت إلى المطبخ، وشرعت تحضر الطعام، وتوضب السفرة، وما هي إلا دقائق حتي أجتمعت الأسرة كلها علي الطاولة يتناولون الطعام وسط تبادل الأحاديث الرتيبة الاعتيادية، حتى قاطعتهم «هالة»، وسألته عن حلوى المولد، وألعابه الملونة، فزفر «مؤنس» في ضيق، وتجاهل كلام زوجته، التي أعادت سؤالها مرة أخرى، وصحبها إلحاح الأطفال، فترك «مؤنس» المائدة في صمت، ودخل غرفته.

لم تتقبل «هالة»، الصمت كرد علي سؤالها، ولحقت بزوجها تردد عليه طلبها، وتتهمه بالإهمال واللامبالاة، فصرخ فيها يطالبها بشراء ما تريده لكن هذا الحل لم يلق استحثانها، ولم يهدأ غضبها، وثارت أمامه، تلقي بحمم غضبها عليه، فلم يحتمل ثورتها، وتطورت المشكلة سريعا، وتعدى «مؤنس» بالضرب علي زوجته، فلم تتحمل كرامتها تصرفه، وحملت صغارها وتوجهت إلى بيت أهلها، ومنه إلى محكمة الأسرة، ورفعت قضية خلع ضد زوجها لعدم شرائه حلوى المولد كل سنة.