أطعم نجله بيده قبل خروجه للصلاة.. هل شعر مؤذن مسجد الروضة بنهاية عمره فسجد؟

روايات متشابهة، وقصص بائسة لحادث مسجد الروضة الإرهابي بالعريش، جميعها كارثية تدمي لها الأعين حزنا، وتنفطر منها القلوب بؤسا، حصيلتها النهائية 305 شهداء لقوا ربهم وهم سجدًا.

فتحي الطناني، مؤذن المسجد، الذي وقع به الحادث، كان قلبه شاعرا بما سيحدث فقبل توجه للمسجد ليؤدي صلاة الجمعة، أصر علي تناول نجله الأكبر قطعة خبز من يده ثم نادي نجله الثاني وقال له" عايزك تكون جامد".

"الطناني"، صاحب الـ62 عاما، رفض ترك المسجد علي الرغم من خروجه علي المعاش منذ عامين ، حيث قال نجله الأصغر "حسيني"، إن والده قال لهم "هفضل أذن لآخر يوم في عمري".

الابن الصغير وصف مشهد مقتل والده قائلا : كنت ذاهب لتأدية صلاة الجمعة، وقبل دقائق من دخول المسجد سمعت وابل من النيران وقيام 7 أشخاص بإطلاق النيران علي المصلين وبعدها أطلقوا الشهادة وفروا هاربين، متابعا "دخلت المسجد بعد الواقعة، افتكرت أبويا صاحي لقيته ميت ساجد".

وأضاف ، "أول شخص شاهدته شهيدا عمي رضا الطناني سكرتير المسجد المحلي ببئر العبد ، وبعدها وجدت والدي  قتيل بطلقة برأسه و11 بجسمه ، متابعا "شلت أبويا بأيدي  وجبته دفنته بالشرقية".

أما إمام المسجد الشيخ محمد عبد الفتاح رزيق ، والذي يتلقي العلاج حاليا بمستشفي الحسينية بالشرقية، قال إن الهجوم علي المسجد استغرق ما يقرب من 15 دقيقة ، فروا هاربين فور وصول الجيش و الإسعاف .

وأضاف: "كنت علي المنبر بخطب الجمعة في الجزء الأول  ، فجأة صوت وابل من الرصاص ، لا أعرف  مصدره من الداخل أو الخارج ،  وتدافع بين المصلين لمحاولة النجاة من الرصاص، متابعا "وقعت على قدمي من على المنبر، وسمعت أصوات المصابين من المصلين يرددون الشهادة الله أكبر، أشهد أن الله لا إله إلا الله".

الحاجة فاطمة والدة إمام المسجد والتي ترافقه بمستشفى الحسينية قالت: "حسبي الله ونعم الوكيل، منهم لله الكفرة، يارب يموتوا شر موتة".

وأضافت والدة خطيب المسجد: "عشت لحظات صعبة جدا فور سماع الخبر، خاصة أنني ظننت أنه ضمن الشهداء، وصليت ركعتين شكر لله فور علمي أنه بخير، وأطالب الرئيس والقوات المسلحة بالتصدي بكل قوة لهؤلاء الجماعات الإرهابية" .

التقط أطراف الحديث والد الإمام قائلا: "دول لا يعرفون دين، دول كفرة، الإسلام لا يعرف القتل، ولا التفرقة بين الأديان، ربنا هو من يحاسب العباد" .