مصر التي لا يعرفها الإرهابيون.. "أبو الحجاج الأقصري" شمس مدينة المعابد (ملف)
الجمعة، 24 نوفمبر 2017 04:00 مإعداد: محافظات صوت الأمة
على الجانب الشمالي الشرقي من معبد الأقصر، يقع مسجد أبو الحجاج الأقصري، أو جامع أبو الحجاج كما يسميه أبناء محافظة الأقصر، الذي ليزاحم تماثيل رمسيس الثاني، وشيد (عام 1286) في العصر الأيوبي؛ ويشبه في شكله المعماري المساجد الفاطمية القديمة، وهو عبارة عن مساحة صغيرة مربعة، مغطاة بسقف خشبي. يبلغ ارتفاع مدخله 12 متراً، ويخلو من الزخارف الهندسية والنباتية واللوحات الخطية المعروفة في العمارة الإسلامية، ويعلو المسجد شريط من الشرفات المبنية بالطوب الأحمر. ويعتبر منارة العلم بمدينة المعابد.
ويحتوى المسجد على أعمدة أثرية، كما يضم أجزاءً من معبد الأقصر، الأمر الذي أدى إلى ضمه لوزارة الآثار خلال السنوات الأخيرة. ويستقبل ضريحه بشكل يومي المئات من المواطنين، كما تقصده العروس قبل زفافها لطلب البركات.
يتوسط المسجد كتلة أثرية فريدة، جعله مقصدًا للسياح بعد زيارة معبد الأقصر، وتحول لدى الكثير منهم إلى فقرة رئيسية ضمن برنامج زيارتهم لمدينة الأقصر.
يقف مسجد أبو الحجاج الأقصري، شاهدًا على 3 حضارات إنسانية، حيث يخترق بطابعه الإسلامي بهو معبد الأقصر صاحب الحضارة الفرعونية، بالإضافة إلى بقايا كنيسة قبطية قديمة طمرت تحت مبنى المسجد الذي يرتفع فوق سطح أرض المعبد بأكثر من 10 أمتار، تم تسجيل مسجد أبو الحجاج الأقصري، كأثر إسلامي في (21 يونيو 2007).
يحتوى المسجد على أعمدة وأعتاب ونقوش مشابهة تماما لمعبد الأقصر، وجاء اكتشاف هذه النقوش بالصدفة بعد تعرض المسجد لحريق، وكانت المفاجأة عندما كشف العاملون بالترميم عن وجود أعمدة أثرية من الطراز الفرعوني مطمورة بالمسجد، وتبين أن هذه الأعمدة هي جزء من معبد فرعوني ضخم يغطيه تل من التراب والطمي، وهو نفس التل الذي قام سيدي أبو الحجاج الأقصري ببناء مسجده فوقه.
وتعد مئذنة مسجد أبو الحجاج الأثرية، من أعرق وأشهر المآذن بمصر، فهي أقدم أجزاء المسجد القديم، وتتكون من ثلاث طبقات الأولى مربعة الشكل، والثانية والثالثة على شكل أسطواني، وقرب نهايتها مجموعة من النوافذ والفتحات، وهي مبنية بالطوب اللبن، والجزء الأسفل المربع مقوى بأعمدة خشبية، وتشبه مئذنة مسجد أبو الحجاج مآذن الصعيد القديمة ذات الطراز الفاطمي، ويبلغ ارتفاعها نحو 14 مترا.