مصر التي لا يعرفها الإرهابيون.. "أبو الحسن الشاذلي" نور أضاء جوف الصحراء (ملف)
الجمعة، 24 نوفمبر 2017 02:00 مإعداد: محافظات صوت الأمة
"وسط تباب وهضاب، وكثبان الرمال".. سطعت إضاءة باهرة جذبت العديد من الأناس في تلك المنطقة، من الباحثين عن نور المعرفة، والهروب من جهل التطرف الفكري، الذي حاول جنود الفساد في الأرض، نشره في أروقة وطرقات مدينة مرسى علم، بمحافظة البحر الأحمر، وتصدى له مسجد "أبو الحسن الشاذلي".
"أبو الحسن الشاذلي".. الذي يقع في جوف الصحراء، وكأنما يترقب الوافدين على "أرض طيبة"، ليهدهم إلى الصواب ويعيدهم إلى رشدهم، بعد أن أغوهم وأكسد عقولهم الإرهاب -بسمومه المعسولة بكلمات الدين- بنية نسبة إلى أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي المغربي، الزاهد، الصوفي إليه تنتسب الطريقة الشاذلية.
"أبو الحسن الشاذلي".. تتلمذ على يد الإمام عبد السلام بن مشيش، في المغرب، وكان له كل الأثر في حياته العلمية والصوفية. ثم رحل إلى تونس، وإلى جبل زغوان، حيث اعتكف للعبادة، وهناك ارتقى منازل عالية، كما في الفكر الصوفي ودرس بها على أبو سعيد الباجي، ورحل بعد ذلك إلى مصر وأقام بالإسكندرية، حيث تزوج وأنجب أولاده شهاب الدين أحمد وأبو الحسن علي، وأبو عبد الله محمد وابنته زينب، وفي الإسكندرية أصبح له أتباع ومريدون، وانتشرت طريقته في مصر بعد ذلك، وانتشر صيته على أنه من أقطاب الصوفية في العالم أجمع.
داخل المسجد يقع ضريح "أبو الحسن على الشاذلي"، الذي يتكون من مبنى مثمن الشكل بكل ضلع من أضلاعه السبعة نافذة واحدة مستطيلة والثانية على شكل قماري -أي فتحتان معقودتان تعلوهما دائرة أو معين- وهكذا بالتناوب، أما الضلع الثامن فيوجد به مدخل الضريح. ويتوسط الضريح ثمانية أعمدة تقوم فوقها رقبة مرتفعة تعلوها قبة مدببة.
وقد غطى الجزء المحصور بين القبة والمثمن الخارجي سقف مسطح كما زخرف أعلى جدران المثمن بشرافات مسننة. وفي جنوب الضريح أقامت وزارة الأوقاف الآن مسجدا ووصلت بينه وبين مدخل الضريح بممر مسقوف. وقد زودت المسجد بميضأة ودورة للمياه. كما أقامت في الجهة الجنوبية والغربية من المسجد مدرسة لتحفيظ القرآن وسكنا لشيخ المسجد والقائم بالتدريس في المدرسة. تبلغ مساحة مسجد "أبو الحسن الشاذلي"، 4 آلاف متر، وبلغت تكلفه تطويره قبل (3 أعوام)، نحو 12 مليون جنيه.