قبائل أثيوبيا تتحكم فى مصير سد النهضة

الإثنين، 21 ديسمبر 2015 03:11 ص
قبائل أثيوبيا تتحكم فى مصير سد النهضة
صابر عزت

اندلعت أمس الأحد، احتجاجات جديدة ضد حكومة إثيوبيا التي تهيمن عليها أقلية «وياني»، في اقليم امهرا بمنطقة غوندر، حيث نادا المتظاهرون بسقوط النظام، مهددين برفع السلاح في وجه النظام في حالة رفض الرحيل، فيما اتهم النظام الحاكم فى اثيوبيا المحتجين، بالانتماء الى منظمة «غنبوت ٧» المعارضة.

وشهدت احتجاجات أمس الأحد، العديد من الخروقات ضد حقوق الأنسان وقوانين حق التظاهر، حيث قامت السلطات الأثيوبية بمطاردة المتظاهرين بالطائرات الهليكوبتر، فضلا عن مقتل 75 شخصاً واعتقال المئات.

يذكر أن الثورة الأثيوبية لشعب «الأورومو» بدأت منذ نحو 4 أسابيع، وقد أعلن البرلمان الأثيوبية مساندته لها، واعتراضه على العديد من الممارسات لسلطات البلاد، وبدأت الثورات برفض إقليم «بني شنقول» المقام عليه سد النهضة التوسعات التي تريد الحكومة الإثيوبية تنفيذها في العاصمة.

وانضمت الي الانتفاضة الأثيوبية 3 قبائل وهم: «قبيلة الأوجادين، والتي تستوطن غرب الحبشة، وهي القبيلة التي يقام على أرضها سد النهضة، وقبيلة بني شنقول وتستوطن وسط الحبشة، وقبيلة عفر، في شمال الحبشة».

قبيلة بني شنقول
تأسست حركة تحرير شعب بنى شنقول عام 1962، وترأسها خيرة ابناء بنى شنقول حتى تولي السفير يوسف ناصر حامد رئيسها، رغم انه يقودها من الخارج، نظرًا لمطاردة الحكومة الاثيوبية، وفي ظل هذه الاجواء يزور مختلف دول العالم بصفته لاجئًا فى استراليا لشرح قضية أبناء بنى شنقول، ويطالب بتقرير المصير.

وأوضح «ناصر» فى تصريحات صحفية له: «ان لدينا مقومات الدولة الغنية، فبلدى معروف بثراءه بالذهب، المعادن، والنيل، وفى ذات الوقت نقاتل المحتل الاثيوبي على أرضنا لإجلائه، وسنزيد من وتيرة الكفاح على المستوى السياسي والعسكرى فى ظل تجاهل الدولة الاثيوبية لمصلحة بنى شنقول وتهجيرهم وقتلهم، وكذلك القضاء على مصر من خلال التحكم في حصتها المائية».

وأضاف زعيم بنى شنقو، أن حكومة بلاده خدعت المصريين بمسألة الحوار حول سد إثيوبيا، إذ إنها تواصل العمل على قدم وساق في بناء السد، وتستعين في ذلك بمهندسين وتقنيين إسرائيليين، مشيرًا إلى أن حركة تحرير "بنى شنقول"، التي تناضل منذ عام 1962 ضد الاحتلال الإثيوبي لإقليمها، الذى يقام عليه السد حاليًا، إنها ستزيد من كفاحها المسلح ضد الحكومة الاثيوبية لإجلائها عن الاقليم والسد، الذى يمثل تهديدًا للوجود المصري، لأنه سيعرض مصر للعطش والجوع، موضحا إن الاثيوبيين يريدون بيع المياه لمصر.

قبيلة الأوجادين
وهم قبيلة تقع فى إقليم أوجادين، في الصومال، وتخضع للسلطات الإثيوبية الذي يتكون من إقليم الهود وإقليم الأوجادين، واشتهر اسم أوجادين ليطلق على كامل المنطقة، ويعرف الإقليم جغرافياً بالهضبة الصومالية.

يقع إقليم أوجادين شرق إثيوبيا وغرب الصومال، يحده من الشمال الشرقي جمهورية جيبوتي، وتبلغ مساحته نحو 279 ألف كم مربع، كل سكانه مسلمون، وغالبيتهم الساحقة من أصول صومالية.

ويذكر أن سلطات الاحتلال البريطاني سلمت إقليم أوجادين إلى إثيوبيا في عام 1954م، بموجب الاتفاقية التي وقعتها بريطانيا مع إثيوبيا عام 1897م.

ويعاني السكان في أوجادين من أحوال غير إنسانية وظروف معيشية متدنية للغاية، هذا غير اضطهاد الإثيوبيون لهم، وتعرضهم للقتل والسجن وسلب الحقوق.

ولمنع تكريس صورة الاحتلال في حق السلطات الإثيوبية، يقوم الجيش الإثيوبي بدوريات لمنع وكالات الأنباء والمنظمات الحقوقية من الاقتراب أو تصوير الأحوال غير الإنسانية في الإقليم.

قبيلة عفر
القبائل العفرية ممتدة على امتداد السلطنة العفرية أو ما يسمى بالمثلث العفري وهي على شاكلة مثلث فلذلك سميت بالمثلث العفري وتبدأ من أثيوبيا فنسبة العفر فيها 4% ويعيشون في منطقة أوسا، وفي أريتيريا يمثل العفر نسبة 10% ويعيشون في منطقة دنكلاليا من مصوع إلى حدود جيبوتي طولا، وفي جيبوتي يمثل العفر نسبة 50% ويسكنون غالبية مناطق جيبوتي تاجورة وأبيخ ودخيل ولكن بفعل الزحف الصومالي على جيبوتي يكاد يكون العفر الاقلية مع كثرة عدد المهاجرين من الصومال وأيضا بعل السياسة الحاكمة للبلاد التي تتهم بانها تمارس العنصرية الخفية تجاه الشعب العفري.

فالعفر شعب يعيش في منطقة القرن الأفريقي ويبلغ تعداد سكانه أكثر من سبعة ملايين ويتواجد العفر في كلا من إثيوبيا وجيبوتي وإرتريا. وهو شعب له تاريخ قوي وراسخ في منطقه القرن الإفريقي حيث أن السلطات العفرية المتعاقبة كونت ما يسمي بإمارات الطراز الإسلامي التي خاضت حروبا عنيفة مع ممالك الحبشة في الهضبة الحبشية التي هي جزء من أثيوبيا في يومنا الحاضر. وهذه الثوابت المشهودة مدونة في تعرف مناطق العفر على الخرائط ويأتي سردها:

.المناطق التي يسكنها العفر في دولة إريتريا المآشر إليها باللون الأخضر، الشعب العفري في إريتريا قدم الكثير من التضحيات من أجل استقلال إريتريا.

استعمرت جيبوتي من قبل فرنسا 120 سنة واستقلت من الاستعمار عام 1977م وكان رئيس الدولة قبل الاستعمار كسلطة وطنية السلطان علي عارف أبوبكر باشا وهو عفري من السكان الأصليين. منطقة العفر المعروفة أيضا بمنطقة دناكيل والواقعة شمال شرق إثيوبيا ،تشتهر بمناظرها الصحراوية والبركانية. وصحراء دناكيل التي تعتبر من المناطق الأكثر حرارة في العالم وتقع على ارتفاع مئة متر تحت سطح البحر، منقسمة بين أثيوبيا واريتريا وجمهورية جيبوتي.

وهذه المنطقة المأهولة من قبائل العفر معروفة بمناجم الملح وبراكينها وحيواناتها البرية ولكن أيضا بأنها مهد للإنسانية حيث اكتشف الهيكل العظمي الشهير الذي يعود إلى 3.2 مليون سنة وعرف باسم لوسي.

ويتوجه مئات السياح كل سنة إلى هذه المنطقة في إطار رحلات منظمة تحت إشراف وكالات سفر مقرها في إثيوبيا أو في أوروبا.والمورد الرئيسي لهذه المنطقة منذ آلاف السنين هو الملح الذي يستخرج من بحيرات مالحة كبرى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق