شتاء ساخن جدا.. تحرك دولي ضد الجماعات والمليشيات الإرهابية
الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017 11:00 م
تعيش الساحة الدولية حالة من التصعيد السياسي تجاه الجماعات ذات الأيدلوجية الدينية، حيث تشهد أروقة المنظمات الدولية تحركات واسعة تجاه حزب الله اللبناني وميليشيات الحوثي في اليمن وجماعة الإخوان، وذلك لإيجاد اتفاق دولي حول تصنيف تلك الجماعات على قوائم الإرهاب السوداء.
التصعيد الدولي ضد تلك الميليشيات يأتي تزامنًا مع رياح باردة تحوم في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ما دفع البعض إلى إطلاق مقولة: "شتا أسود عليكم إن شاء الله".
حزب الله اللبناني
في الآونة الأخيرة، أكدت الجامعة العربية في اجتماعها العاجل لوزراء الخارجية، الأحد الماضي، وجوب تحرك دولي لإدراج حزب الله اللبناني على قوائم الإرهاب الدولي، مطالبة في بيانها بتوقف الحزب عن نشر التطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وكلف الوزراء المجموعة العربية في الأمم المتحدة "مخاطبة رئيس مجلس الأمن الدولي لتوضيح الخروقات الإيرانية، والميليشيا اللبنانية، كذلك، حملت الجامعة "حزب الله" اللبناني "مسؤولية دعم الجماعات الإرهابية في الدول العربية" واتهمته مع الحرس الثوري الإيراني بـ"تأسيس جماعات إرهابية" في مملكة البحرين.
وأكد عادل الجبير، وزير خارجية السعودية، أن المملكة تتشاور مع إدارة دونالد ترامب والدول الأوروبية، لتنسيق المواقف ضد إيران، التى تعتبر الدولة الأولى الداعمة للإرهاب فى العالم، موضحاً أن قرار جامعة الدول العربية قوى وواضح، ويمثل إضافة ضد الخطر الإيرانى، أما حزب الله فسنطالب الدول العربية بإعلانه منظمة إرهابية، خاصة أن الحزب له تصرفات غير شرعية فى الكويت والبحرين وسوريا، بالإضافة إلى مصر فى سنوات سابقة.
واستنكر الوزراء العرب "تأسيس جماعات إرهابية في البحرين ممولة ومدربة من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني الإرهابي"، محملين الحزب "الشريك في الحكومة اللبنانية مسؤولية دعم الجماعات الإرهابية في الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ البالستية".
عقوبات دولية
ويأتي التحرك العربي بعد أيام من تحرك أمريكي ضد الميليشيا اللبنانية، حيث أقر مجلس النواب الأمريكي، 3 مشاريع قوانين تفرض عقوبات على حزب الله اللبنانية، وتتضمن العمل على تجفيف منابع تمويله.
وصوت المجلس بالإجماع على 3 مشاريع قوانين، من أجل إرسالها إلى مجلس الشيوخ للتصويت عليها لتصبح نافذة، وتستهدف القوانين الجديدة التمويل الدولي لحزب الله واستخدام هذه الميليشيا للمدنيين كدروع بشرية.
كما دعا القانون الثالث بشكل غير ملزم الاتحاد الاوروبي على تصنيف حزب الله، المتربط بإيران، بكامله كمنظمة إرهابية.
جماعة الإخوان
الشتاء المقبل سيكون أكثر برودة على جماعة الإخوان الإرهابية، حيث هناك تحرك أمريكي يطالب بإدراج الجماعة على قوائم الإرهاب الدولي.
ونشرت صحف أمريكية صباح اليوم الثلاثاء، تقريرًا يفيد أن أعضاء الكونجرس الذين قدموا مشروع قانون يهدف إلى تصنيف الإخوان جماعة إرهابية قد أعدوا خطابا يطالب وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون بإدراج التنظيم على قوائم الإرهاب، موضحة أن نحو 20 عضوا من الكونجرس وقعوا على الخطاب.
وأوضحت صحيفة "فوكس نيوز"، أن الخطاب يطالب تيلرسون بدراسة تصنيف الإخوان فى قوائم المنظمات الإرهابية لعام 2017، وذلك برعاية 63 من المشرعين الأمريكيين، ويسرد الخطاب نماذج على حظر الإخوان فى مصر والإمارات والسعودية، ويقول إنه لو سارت الولايات المتحدة على نفس الخطى، فإنها ستكون فى وضع يخنق التنظيم من خلال إضافة قيود مالية وأخرى تتعلق بالسفر، ما يجعل من الصعب على الجماعة العمل فى الوقت الذى ستواجه فيه العزل أيضا.
وقالت فوكس نيوز، إنه فى حين أن المشرعين يدعمون التصنيف الكامل للإخوان كجماعة إرهابية، فإنهم يقترحون أيضا استراتيجية جديدة تقوم بمقتضاها الإدارة الأمريكية أولا بتصنيف منظمات محددة. وشدد نواب الكونجرس فى خطابهم على أن ما حدث مع الإخوان فى مصر والإمارات والسعودية أمثلة جيدة لكيفية تصنيف جماعات محددة.
في الوقت ذاته أكد نائب الرئيس اليمني الفريق الركن على محسن الأحمر، أن اليمن ستتخلص من ميليشيا الحوثي الانقلابية وأعوانها قريبًا مبينًا أن تلك الميليشيا الانقلابية تعد مخلب إيران في اليمن عاشت وتعيش على الدماء والقتل والسرقة والغدر.
وجاءت تصريحات القائد اليمني، بعد أيام من تصريحات أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، حول الميليشيا الشيعية، بقوله إنه تم إطلاق 332 صاروخا باليستيا منذ بدء النزاع الحوثى، وهذه الصواريخ تأتى من مصدر واحد هو إيران، وهو ما يخالف قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالصواريخ الباليستية وعدم تسليح الميليشيات، موضحا أن استقرار العالم العربى وأمن دوله بنياً مترابط وآن الأوان أن يتحمل كل طرف مسئولية قراراته.
وأضاف أبو الغيط، خلال كلمته بالاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، أنه آن الآوان أن تتخلص منطقتنا من مظاهر العنف والطائفية، وكل هذا يقوم على تغيير النهج الإيرانى تجاه الوطن العربى من المحيط إلى الخليج، إننا نطلع ليوم ينشغل فيه جيراننا بما ينفع الناس.