"الرحمة حلوة".. شاب ينجح فى التصدي لجشع التجار والتكاتك

مدحت عبد التواب شاب ثلاثيني صاحب سنترال في شارع عز الدين عمر بالهرم، لم يستسلم لجشع التجار واستغلال المواطنين وسط ارتفاع الأسعار الفترة الماضية، حيث قرر أن يساهم في خدمة المجتمع كمواطن مصري يعشق بلده ويتمنى الخير للكافة فأطلق مبادرة بعنوان "الرحمة حلوة" ليساعد من خلالها المواطن المطحون، حضرت إلى ذهنه فكرة المبادرة بعد قراءته كلمة الرحمة حلوة على "توك توك" ليبدأ في نشر الرحمة فى نفوس أهالى المنطقة.

حل مشكلة جشع سائقى الـ "توكتوك"

في خلال حواره لـ "صوت الأمة" أكد "مدحت" أنه يناقش مع الأهالي مشاكلهم واحتياجاتهم ويسعى لحلها، ولعل من أبرز المشاكل التي مستمر في حلها هي جشع سائقي الـ "تكاتك" فى المنطقة مؤكدا أنه يصعب على الأهالي وخاصة كبار السن منهم السير لمسافة طويلة دون ركوب مواصلة نقل ولم يجدوا أمامهم سوى الـ "توكتوك" الذي انتشر بشكل كبير في الشوارع المتفرعة بمنطقة الهرم والكثير من الأماكن الأخرى بخلاف ما يسببه من جرائم ليجد حلا وافقه وشجعه فيه الأهالي ويتمثل في توفير عدد من الميكروباصات بنصف أجرة الـ "توكتوك" وجاء تشجيع الأهالي له من خلال تجنبهم ركوب الـ "توكتوك" إلى حد كبير وتوجهم لركوب الميكروباص ويدعو الأهالي إلى إبلاغه في حال وجود شكوى من السائق أو مخالفته الأجرة المتفق عليها.

وفي الوقت نفسه يجد أنه لا يستطيع القضاء على الـ "تكاتك" نهائيا نظرا لأن الأهالى يركبونه لتوصيله إلى مناطق أخرى بعيدا عن خط الميكروباص الذى وفره لهم وبالتالى اتفق مع 50 "توك توك" بمشاركتهم في المبادرة بأن يوصلوا الأهالى دون استغلال فى الأجرة ويكون لكل "توكتوك" رقم يوضع على لوحة فى الخلف ويستطع من خلاله الأهالى تمييز الـ "توكتوك" صاحب المشكلة أو الغير ملتزم بشروط المبادرة ويتوجه لصاحب المبادرة وتبليغه برقم الـ "توكتوك" ويقوم بدوره بالتصرف معه دون مشاكل ولكن بحثه على أهمية الرحمة في نفوس الجميع.

التواصل مع الحالات الإنسانية

ولم تكن أزمة جشع الـ "توكتوك" هي الوحيدة التى قام بحلها لخدمة أهالى منطقته ولكنه استطاع أن يتواصل مع أهالى المنطقة عن طريق موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" وأنشأ صفحة بمساعدة أحد الأهالي المتحمسين للمبادرة ويعرض من خلالها الحالات الإنسانية التي توجهت له لمساعدتهم مؤكدا أنه لم يأخذ الأموال أو المساعدات في يده منعا للمشاكل أو أن يفهمه أحد بشكل خاطئ ولكن في حال توجه أحد الأهالي لمساعدة الحالة الإنسانية يقوم بتوصيله للحالة لمعرفة طريقة مساعدتها، كما يعرض فيها المحال التجارية المشاركة في الحملة بأسعار السلع فيها.

كما استطاع أن يجمع ملابس وأدوية وكتب خارجية وغيرها من المستلزمات والسلع الأساسية التى يحتاجها المواطنون ويعلن عنها عن طريق صفحته على "فيس بوك" دون مقابل، وشدد على أنه ليس جمعية خيرية ويرفض الانضمام لأي حزب أو جمعية ولكنه يحاول مساعدة الأهالي بكل الطرق الممكنة.

مشاركة أصحاب المحال التجارية في المبادرة

وأكد صاحب مبادرة الرحمة حلوة أنها ألقت إعجاب الكثير من الأهالي وأصحاب المحال التجارية في المنطقة وكانت العلامة المميزة للمحال المشتركة في المبادرة هي وضع لوحة مكتوب عليها الرحمة حلوة على باب الدخول ليستطيع الأهالى طلب المساعدة من المشتركين، وأضاف أن من ضمن المشاركين بالحملة حضانة البراعم النموذجية للغات بشارع العروبة التي استقبلت عدد من الأيتام دون مقابل شهري وتستقبل كافة الأطفال بمبالغ في متناول الأيدى دون جشع وذلك رأفة بالظروف الاقتصادية التي تمر بها الأسر حاليا وحاجة الزوجات للعمل وبالتالي التواصل مع حضانة لرعاية أبناءهم في فترة العمل.

وبدأ بنفسه من خلال "جاوة فون" السنترال أو مركز الاتصالات الخاص به بشارع عز الدين عمر ويبيع من خلاله كروت الشحن بالسعر المكتوب على الكارت وسط محاولات استغلال التجار وأصحاب المحال التجارية بالمنطقة ارتفاع أسعار الكروت الفترة الماضية أو تقليل قيمة الرصيد بالكارت، ودعا كافة المحال المحيطة لتقليده.

وشارك في الحملة العديد من المحال سواء الجزارين أو محال بيع الدواجن والمطاعم وغيرها من المحال التجارية بالمنطقة، وكل ذلك وسط تجاهل تام من المسئولين فلم يحاولوا دعم المبادرة أو مساندته فى السيطرة على السائقين أو ما غير ذلك ولكنه فوجئ بالعكس تماما مؤكدا أنه تتم محاربته من رجال أعمال ومسئولين لرفضه استغلال اسم المبادرة فى شئ سوى مساعدة الأهالي، ولم ينتظر بعد ذلك أي منصب أو مكسب مادى وخلافه مؤكدا أنه يفعل ذلك من أجل إرضاء ربه ومساعدة منه لأهالي المنطقة وحث روح الرحمة في نفوسهم بعد فشل المسئولين في القضاء على جشع التجار أو السيطرة عليهم رغم السلطة والنفوذ.

وأضاف أنه بدأ بشارع عز الدين عمر وانتشرت الحملة في شوارع أخرى ووصلت إلى شارع الطالبية والشوارع المتفرعة بالهرم مؤكدا أنه يسعى الفترة المقبلة لنشر الحملة على أوسع نطاق لمساعدة أكبر عدد ممكن من المواطنين.