المقال الثالث لطلاب جامعة القاهرة لمناقشة وثيقة الثقافة والتنوير
الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017 02:30 م
تنشر "صوت الأمة" مجموعة من المقالات لعدد من طلاب وخريجي جامعة القاهرة، لمناقشة وثيقة جامعة القاهرة للثقافة والتنوير، والتي أطلقها الدكتور محمد الخشت رئيس الجامعة، بحضور قيادات الجامعة، وعدد من قادة الفكر والإعلام في المجتمع.
يكتب المقال الثالث، محمد شريف أبو الرخا- طالب بالفرقة الثالثة بكلية التخطيط العمراني، وكان عنوانه "وثيقة جامعة القاهرة للتنوير تفتح الطريق أمام طلابها للإبداع" وكان كالآتي:
محمد شريف أبو الرخا
للمؤسسات الكبرى دور في التحرك لمواجهة الجهل والتطرف والإرهاب الفكري وذلك لن يكون إلا بالفن والثقافة؛ ولم يكن غريبًا أن تكون مؤسسة لها تاريخها في نشر العلم والثقافة مثل جامعة القاهرة؛ أن تعلن لنا عن "وثيقة جامعة القاهرة للتنوير"، فالتحدي القومي أصبح بناء إنسان مصري جديد لتحقيق التنوير والتنمية وتأسيس دولة حديثه هكذا بدأت "وثيقة جامعة القاهرة للثقافة والتنوير" بإشعاع نور وبارقة أمل لمستقبل مشرق لطلاب ذو تفكير عقلاني نقدي وإبداعي من أجل تحقيق النهضة الحقيقية.
إن "وثيقة جامعة القاهرة للثقافة والتنوير" هي بارقة أمل للقضاء على الإنفلات الأخلاقي الذي ظهر جليًا وكان له أثر كبير على المجتمع بسبب قلة الوعي؛ مما كان سببًا في انتشار الجهل والتطرف، والغريب أن دور الفن كان سلبيًا في انتشار العنف والإغراء في الأفلام والمسلسلات بدلًا من العمل على إصلاحها أو تقديم فن راقي يحمل رسالة مثلما قدم التليفزيون قديمًا من مسلسلات مثل الضوء الشارد أوالليل وأخره على سبيل المثال وليس الحصر.
وكان من أهم مباديء وثيقة جامعة القاهرة للثقافة والتنوير حرصها على تأكيد اكتشاف المواهب وفتح المسارات الإبداعية أمامهم سواء العلمية أو الفنية أو الثقافية أو الرياضية أو غيرها، وتوسيع رؤية ورقعة النشاط الطلابي حتى يصل الطلاب إلى قيم المعايشة والتنوير، ولا يتحقق ذلك بندوات أو حفلات معدودة، وإنما بخلق حالة من الزخم الثقافي والفني.
ولم يكن جديدًا أيضًا على رئيس جامعة القاهرة، الدكتور محمد عثمان الخشت، اهتمامه بالأنشطة الطلابية فمنذ أن كان عضو هيئة تدريس بكلية الآداب وصولًا لمنصب رئيس الجامعة، والأنشطة الطلابية والمواهب تشغل حيز كبير من اهتمامه، وظهر هذا الاهتمام خلال الثلاث أشهر الأولى، وبرغم صغر هذه المدة إلا أن إعلانه لكثير من المسابقات والفعاليات التي تهتم بالجانب الإبداعي والموهوبين كان واضحًا وضوح الشمس للجميع.
فلأول مرة على مدار 110عام وهو تاريخ جامعة القاهرة، تعلن الجامعة عن مسابقة أولمبياد تضم أغلب الألعاب الرياضية، التي بدأت في أكتوبر الماضي ولا تزال فاعليتها حتى ديسمبر المقبل، ولا يختلف الحال كثيرًا عن مسابقة "فنون 1" التي تضم الكثير من المسابقات الفنية في مجالات الشعر والرسم والمسرح والغناء والعزف والإنشاد الديني، ومسابقة "صحافة 1" وغيرها من المسابقات والمبادرات.
أما عن الموسم الثقافي والفني فحدث ولا حرج بداية من افتتاحه بحفل الفنان محمد محسن، وهو تعظيم لموهبة من المواهب التي تم إكتشافها في الجامعة، حيث بدأ محمد محسن موهبته الغنائية وقتما كان طالبًا بجامعة القاهرة. ثم تلاها حفلتين للموسيقار العالمي عمر خيرت. ولا ننسى الصالون الثقافي واستضافته للكاتب الساخر أحمد سالم والكاتب الكبير صلاح منتصر لفتح الحوار مع الطلاب.
إن الإنفتاح على تجارب الآخرين والإطلاع على التيارات العالمية -كما نصت الوثيقة- بدأ ولم ينتظر كثيرًا بل ظهرت بوادره منذ أيام قليلة عندما أعلن رئيس جامعة القاهرة البدء في إجراءات تنظيم مهرجان جامعة القاهرة الدولي للمسرح بمشاركة جميع الجامعات العالمية، والذي سيكون نقلة للأنشطة الطلابية تقام على مسارح الجامعة ليتعلم الطلاب ويشاهدوا جميع الثقافات الأخرى، وتشكيل لجنة رسمية برئاسة نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي، وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية لإعداد وتنظيم المهرجان مما يجعل المهرجان تحت أنظار جميع العاملين بالوسط الفني.
لا أحد يستطيع إنكار قوة مسابقات جامعة القاهرة هذا العام بل والأعظم قوة لجان التحكيم فعلى سبيل المثال أن تكون لجنة الإنشاد الديني مكونة من نقيب المنشدين الشيخ محمود ياسين التهامي، والمنشد على الهلباوي، وأن يترأس لجنة المسرح رئيس شرفي بقيمة المخرج خالد جلال؛ يعطي لهذه المسابقات قوة ومحور اهتمام من الطلاب للمشاركة والاستفادة من تعليقات وخبرات هذه اللجان.
يتبقى شيء واحد لم تفعله الجامعة وأتمنى أن يحدث في المستقبل القريب وهو أن تتعاقد الجامعة مع مؤسسات أو شركات إنتاج تقوم بتبني المواهب التي تحصد المراكز الأولى في مسابقات الجامعة، بحيث لاتكتفي جامعة القاهرة بإكتشاف مواهب الطلاب فقط بل توجيه هذه المواهب وتصديرها للمجتمع لتكون الرائدة، في هذا المجال وتحذو حذوها باقي الجامعات كما عهدناها دائما.
ويمكنا القول أن جامعة القاهرة الآن تدخل حيز التحول من جامعات الجيل الثاني إلى الجيل الثالث بالأفعال لا بالكلمات، وترسل رسالة واضحة للجميع بالعمل والإيمان بمبدأ ابدأ بنفسك لتغير المجتمع وليس العكس فالجميع ينتظر تغيير المجتمع ليُغير نفسه.