شتاء ساخن.. الإرهاب يشعل "الحطب" ليدفأ قلوب أنصاره وخلاياه
الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017 03:30 م
الجو مناسب جدًا لتنبت أشجار الكريسماس، فالكنائس دقت أجراسها وتزينت لاستقبال ذكرى ميلاد المسيح، في حين أن رجال آخرين من المسلمين عكفوا على صلاة الاستسقاء فالمطر تأخر في الهطول، غير من ذرات تداعب أغصان الأشجار بين الحين والآخر.. العالم يتأهب لاستقبال الشتاء، كذلك انشترت تشديدات أمنية تنتظر صيد ذئاب الإرهاب التي سنت أسنانها لالتهام المحتفلين أيًا كانت دياناتهم.
تهديدات أمنية تبثها أجهزة استخباراتية في الأيام الجارية، جميعها ينذر بموجة جديدة من العمليات الإرهابية تزداد شراستها مع قرب العام الجديد. مكافحو الإرهاب نجحوا في الحد من انتشار الجماعات المتطرفة والقضاء عليها في مواطنها الرسمية، وآخر تلك النجاحات ما أعلنت بغداد عنه، بأن العراق الموطن الأول لتنظيم داعش الإرهابي بات خاليًا تمامًا من أبناء البغدادي، غير بعض الخلايا النائمة.
تنظيم داعش الإرهابي بث عدة تهديدات عبر مراكزه الإعلامية، مع اقتراب احتفالات أعياد ميلاد السيد المسيح، وأن هناك عمليات ستشهدها الاحتفالات، جميعا ينذر ببدء موجات عنف جديدة في الأيام المقبلة.
التنظيم أعلنها صراحة بـ"انتظروا الكريسماس الدامي"، حيث نشر صورة هدد من خلالها باستهداف دولة الفاتيكان، في محاولة لإثبات وجوده وأنه مازال قادرًا على التحرك، وفق مراكز بحثية متخصصة في الجماعات المتطرفة.
ليس "داعش" وحده الذي يستعد لإشعال نيران العنف في العالم مع دخول الشتاء، ليدفأ بها قلوب عناصره وخلاياه النائمة التي أنهكتها الهزائم المتكررة. تنظيم القاعدة هو الآخر يعيش حالة من التوحش تزيد في الآونة القادمة في ظل تراجع غريمه التقليدي "داعش".
التنظيم الذي يتزعمه أيمن الظواهري، بدأ في العودة إلى صدارة المشهد مع انهيار داعش في مراكزه بسوريا والعراق، فحجم التحركات القاعدية في الوقت الحاضر هي الأنشط منذ سنوات، ما يعني أن التحركات تلك لم تبدأ مؤخرًا عقب الارتدادات الجغرافية لتنظيم داعش.
وفق تصريحات مراقبون فإنه لا يمكن للظواهري أن يترك المشهد لحماسة الحالة الجهادية الشابة في ثوبها الجديد والتى لم تنصت لخبرة حكماء التكفيريين بعدما أوغلوا في النقد والتجريح لحد التكفير والردة وفق أدبيات تلك الجماعات، مضيفة أن هناك حالة سيولة شديدة جدًا في خريطة الإرهاب.
في الوقت ذاته تداولت تقارير دولية أن الأيام المقبلة ستشهد ميلاد الجيل الرابع للجماعات المتطرفة، وأن أقرب تلك الجماعات "تنظيم خراسان" في منطقة وسط آسيا في الحدود المتاخمة بين أفغانستان وباكستان وإيران، وأوزباكستان وتركمانستان.
تنظيم خراسان هو مجموعة مقاتلين حاربوا المد السوفيتي لأفغانستان في الثمانينات، ومعظمهم مقاتلون تدربوا بشكل جيد على تكتيكات قتال الجبال والشوارع، وتجعلهم خبرتهم القتالية من أكثر التنظيمات الإرهابية القادرة على القتال في ظروف صعبة ولفترات طويلة وممتدة.