98% من الناتج المحلي الإجمالي في دبي من الموارد غير النفطية
الإثنين، 20 نوفمبر 2017 06:25 م
أكد حمد بو عميم، مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي، أن دولة الإمارات تمتلك رؤية اقتصادية واضحة تعتمد على تنويع الاقتصاد الوطني وتحقيق التوازن بين قطاعاته بما يضمن استدامته للأجيال القادمة، علاوة على أثر تلك الرؤية في تمكين مجتمع الأعمال من التعرّف على الفرص الاستثمارية الواعدة وكيفية الاستفادة منها.
وأشارت حمد بو عميم، إلى أن دبي بفضل رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق أهداف استراتيجية الإمارات ما بعد النفط بما تشمله من نهج التنويع الاقتصادي الذي يشكل قطاع التجارة أحد ركائزه الأساسية، جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظّمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي ضمن سلسلة "جلسة مع مسؤول" بمشاركة مجموعة من رؤساء تحرير الصحف المحلية والأجنبية العاملة في الدولة بمقر المكتب الإعلامي.
الاستثمار في المستقبل
ونوّه المدير العام لغرفة تجارة وصناعة دبي بالرؤية الحكيمة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي وضعت دبي في مصاف المدن المتميزة على الساحة الاقتصادية العالمية، ومكنتها من امتلاك اقتصاد قوي ومتنوع، موضحاً أن 98٪ من الناتج المحلي الإجمالي في دبي من موارد غير النفطية مع تمتعها بقطاعات قوية كالسياحة والطيران والضيافة والتجزئة والخدمات اللوجستية والخدمات المالية واقتصاد المعرفة، متوقعاً أن تشهد دبي في السنوات المقبلة توسعا في أسواق وقطاعات جديدة بفضل تبنيها وتحولها نحو مجالات جديدة من الأعمال، وتسخيرها للتقنيات المتقدمة، ما يسهم في تنويع الاقتصاد وتوفير فرص استثمارية كبرى.
وحول الرؤية المستقبلية لاقتصاد دبي أكد بو عميم، أن المدينة أطلقت أجندة مبتكرة لاستشراف المستقبل وفقاً لأفضل الممارسات العالمية وبما يحقق الريادة والتميز في مختلف القطاعات، تقوم على الاعتماد على الابتكار والتوظيف الأمثل للتقنيات الحديثة والتي تُعد اليوم عمادا لتحقيق الريادة وتعزيز النمو الاقتصادي، لتسبق بذلك العديد من دول العالم في اطلاق المبادرات المبتكرة مثل مبادرة دبي 10 إكس، ومسرِّعات المستقبل، وغيرها من المبادرات النوعية المُبتكرة التي تخرج عن الأطر التقليدية نحو آفاق أوسع من الريادة والتقدم.
وأشار بو عميم إلى أن دبي تقدم اليوم نموذجا يحتذى في إدارة الأعمال، يعد الأنسب للاقتصادات الناشئة التي تمتلك رؤية مستقبلية وتسعى إلى التميز في الأداء، مؤكدا أن هذا النموذج تسعى دبي من خلاله لإرساء مناخ مبتكر لتنمية الأعمال بما تمتلكه من مقومات وبنى أساسية تستوعب متطلبات الأعمال ضمن كافة القطاعات، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي كحلقة وصل بين اقتصادات العالم.
الإعلام شريكاً
وأكد مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي أهمية دور الإعلام كونه يعد شريكا رئيسا في دعم الاقتصاد، لما له من دور فعّال ومهم في نقل صورة وتوجهات الاقتصاد المحلي، بما يخدم أفراد المجتمع ويزيد من فرص تحفيز الأعمال وجذب الاستثمارات.
وفيما يتعلق بقدرة دبي على مواصلة استقطاب الاستثمار الأجنبي، أكد سعادة حمد بو عميم، أن ما وفرته دبي من امتيازات استثمارية كبيرة جعل منها بوابة للاستثمار العالمي، استقطبت معها نحو 3 مليارات دولار في النصف الأول فقط من العام 2017، مشيرا أن دبي وبحسب تقرير صادر عن مجموعة "جيه إل إل" الاقتصادية، جاءت في المرتبة الحادية عشرة من ضمن قائمة أكثر المدن ديناميكية في العالم لهذا العام، مشيراً إلى أن تلك المكانة الاقتصادية المرموقة لدبي تؤهلها لتكون محور جذب للاستثمار من جميع دول العالم، وبيئة محفزة على تأسيس الأعمال والتوجه نحو العالمية.
استراتيجية الابتكار
وتحدث حمد بو عميم حول استراتيجية غرفة تجارة وصناعة دبي، وقال إنها تقوم على أربع ركائز رئيسية تتمثل في الترويج لدبي كمركز تجاري عالمي، ودعم نمو الأعمال في الإمارة، وخلق وابتكار بيئة محفزة لها، إضافة إلى التركيز على عنصر التميز لتكون الغرفة أفضل غرفة تجارة في العالم، مشيرا إلى أن الاستثمار في المستقبل وتوظيف تقنياته لصالح المنظومة الاستثمارية والاقتصادية سيشكل عنصراً مهماً من نجاح الإمارات ودبي في تحقيق استدامة تنموية شاملة وقفزة نوعية اقتصادية خلال السنوات العشر القادمة.
وتركز الاستراتيجية على الأسواق الرئيسية في جذب الاستثمار الأجنبي وتسعى لتوسيع آفاق الأعمال مع أفريقيا ورابطة الدول المستقلة وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا، موضحا أن الغرفة تعمل على إيجاد آفاق تجارة جديدة عالميا واستغلال نقاط القوى التي تعزز مكانة دبي على الساحة الاقتصادية العالمية مثل الموقع الجغرافي الاستراتيجي والبنى التحتية الحديثة، والدعم اللامحدود من حكومة دبي، مضيفا أن الغرفة وعبر مكاتبها التمثيلية الخارجية تلعب دورا أساسيا في استكشاف أسواق ووجهات مستقبلية لتعزيز تنافسية شركات دبي في هذه الأسواق، وأن الشراكة بين القطاعين العام والخاص أسهمت في استقطاب المزيد من الشركات الأجنبية ومساعدتها في تأسيس أعمالها الإمارة حيث أنضم إلى بيئة الأعمال في دبي مؤخراً 9 آلاف شركة جديدة.
وأوضح بو عميم أن غرفة دبي تسعى إلى الالتزام بالتميز ضمن أربعة محاور أساسية تشمل: تعزيز دور غرفة دبي لتصبح بيئة مثالية للعمل وأسعد وجهات العمل في الإمارة، وتحقيق التميز المؤسسي من خلال الابتكار، وتبني التكنولوجيا الذكية والبيانات كميزة تنافسية، إضافة إلى تنويع مصادر العائدات والإدارة المستدامة للموارد، ودعم الابتكار من خلال مبادرات متنوعة أساسها مؤشر دبي للابتكار الذي أطلقته الغرفة منذ عامين وتستعد لإطلاق الدورة الثالثة منه.
وأضاف سعادته أن الغرفة تعمل من خلال تطبيق استراتيجية الابتكار على تحقيق هدفين رئيسيين هما: ترويج وتعزيز الابتكار في القطاع الخاص ضمن رسالة الغرفة لدعم وتمثيل وحماية مصالح مجتمع الأعمال في الإمارة، إضافة إلى ترسيخ سمعتها كإحدى أكثر غرف التجارة ابتكاراً في العالم من خلال الاستثمار في كوادرها وبيئة عملها، حيث ساعد مؤشر دبي للابتكار الشركات على قياس نسبة الابتكار في القطاع الخاص وتأثيره على إجمالي حركة الابتكار في الإمارة، كما نجح في تحديد عوامل تميّز دبي والمؤشرات التي تحتاج إلى تطوير وتحسين في منظومة الابتكار، مشيرا إلى أن دبي أحتلت في الدورة الماضية المرتبة الـ 15 من بين أهم 28 مدينة عالمية رائدة في مجال الابتكار مقارنة بالمركز رقم 16 في العام الماضي، متفوقةً على مدن عالمية كبرى مثل مدريد، وميلانو، وشنغهاي، وموسكو وجوهانسبيرغ، وساوباولو، وكوالالمبور.
مبادرات استراتيجية
وتعمل غرفة دبي ضمن استراتيجيتها على دعم الجهات الحكومية لتنفيذ خطة دبي 2021 عبر قيادة مسيرة التحوّل في مجتمع الأعمال، وتمكين الشركات من توظيف فرص النمو الجديدة للاستفادة منها في عملية التطوير وتعزيز التنافسية، حيث تتمحور تلك الاستراتيجية حول الريادة العالمية وتلبية احتياجات المتعاملين، وتعزيز التنافسية والنمو في قطاع الأعمال بالتكامل مع خطة دبي 2021.
وفي هذا الإطار أطلقت الغرفة ست مبادرات رئيسية بهدف تعزيز المكانة العالمية الاقتصادية لدبي، هي: مبادرة "صوت الأعمال" لتعزيز جاذبية دبي وتنافسيتها العالمية من حيث التشريعات المحفزة للنمو والاستثمارات، ومبادرة "ريادة الأعمال" لدعم رواد الأعمال وترسخ مكانة دبي كوجهة إقليمية لريادة الأعمال، ومبادرة " تنشيط أعمال دبي" بهدف توفير أفضل وأنسب الخدمات لأعضاء الغرفة من خلال إرساء تفاعل وثيق ومبتكر يخدم الأهداف الموضوعة، بالإضافة إلى مبادرة "أفضل غرفة" التي توفر أسسا متينا لدعم مسيرة غرفة دبي في تحقيق رؤيتها وتحفيز مستوى الأداء والمساءلة وتحقيق الأهداف، وتنقسم مبادرة "دعم دبي 2021" إلى عدد من المبادرات الفرعية التي تشمل الترويج لإكسبو 2020، وإطلاق جائزة متخصصة للشركات صاحبة التأثير الأكبر في تطبيق خطة دبي 2021، بالإضافة إلى إطلاق مركز متخصص بأبحاث السياسات والتشريعات الاقتصادية، أما آخر المبادرات فهي مبادرة "ترويج دبي" التي تعتمد على الاستمرار في استراتيجية افتتاح المكاتب التمثيلية الخارجية، وتنظيم المزيد من الفعاليات الدولية.