" داعش" يهدد بكريسماس دامي.. انقذوهم قبل الصلب
الإثنين، 20 نوفمبر 2017 04:00 م
تقول مراكز الإسلام السياسي إن تنظيم داعش الإرهابي عادة ما يلجأ إلى توجيه ضربات للمسيحيين، وذلك في حالات ضعفه، في محاولة لإثبات وجوده أو أنه يحارب من أجل قضية دينية يستطيع من خلالها جذب مزيد من التعاطف وتجنيد خلايا.
ومع اقتراب احتفالات أعياد ميلاد السيد المسيح، بدأ التنظيم في بث رسائله لذئابه المنفردة عبر وسائل التواصل الاجتماعي "تويتر" و"تليجرام" وذلك لبدء موجات عنف جديدة في الأيام المقبلة، كذلك عبر مجلته الأسبوعية "النبأ".
آخر التهديدات التي كشف عنها التنظيم صراحةً "انتظروا الكريسماس الدامي"، حيث نشر التنظيم صورة هدد من خلالها باستهداف الفاتيكان، خلال فترة احتفالات الكريسماس، والتي بدأت الدول الاستعداد لها.
ونشرت قناة "فوكس نيوز"، الصورة التي ظهر بها أحد عناصر "داعش" الملثمين أثناء قيادته سيارة ويظهر عبر زجاجها مبنى كنيسة الفاتيكان، وحملت الصورة عبارة "انتظروا الكريسماس الدامي"، ما يعني احتمالية اتباع خلايا التنظيم استراتيجيات "الدهس والنكاية" في تنفيذ الهجوم.
تهديد الفاتيكان ليس الأول من نوعه، في أغسطس الماضي، نشر التنظيم مقطعًا مصورًا هدد فيه بقتل بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، وحسبما نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أظهر مقطع الفيديو، الذي تم تصويره في الفلبين، أنصار التنظيم وهم يمزقون صورة البابا فرنسيس والبابا بنديكت السادس عشر ويكسرون الصليب ويدمرون تماثيل المسيح والسيدة العذراء.
وقالت الصحيفة البريطانية: إن الفيديو أظهر لقطات مصورة توثق لحظة الهجوم على كنيسة كاثوليكية بمدينة مراوي جنوبي الفلبين، حيث قام التنظيم الإرهابي بتدمير الكنيسة وإضرام النار بها.
كنيسة مدمرة
التمهيد الإلكتروني
داعش بدأ التجهيز لغزوة "الكريسماس الدامي" من سبتمبر الماضي، حيث هدد شاب جزائري باريس بتنفيذ تفجيرات على مستوى الكنائس ومعبد يهودي في باريس، وقالت صحيفة النهار الجزائرية إن الشاب راسل الشرطة عبر صفحة "alerte police" بصفته أحد عناصر داعش العائدين من سوريا.
وفي 23 أكتوبر الماضي، نجحت الشرطة الجزائرية في توقيف الشاب البالغ من العمر 15 عامًا في بلدية القبة، بعدما تم ترحيله من الأراضي الفرنسية، حيث تملك والدته شركة إلكترونيات، وقالت مواقع جزائرية إن الشباب يمر باضطرابات نفسية، وأنه لا يتذكر كثرة تردده على المواقع الجهادية.
العام الماضي، وفي نفس التوقيت، دعا تنظيم لهجمات الدهس عبر منابره الإعلامية، وأفرد لمجلة "رومية" عددًا خاصا شجع أنصاره من خلاله على استخدام أكبر وأثقل مركبة يمكنهم الحصول عليها، واستهداف أكبر حشد يمكنهم العثور عليه.
دعا تنظيم تابعة لداعش أنصار التنظيم الإرهابي على تنفيذ هجمات على أهداف مثل الأسواق والمستشفيات في أوروبا خلال فترة عطلة عيد الميلاد وطالبت المسلمين بالابتعاد عن أماكن احتفالات المسيحيين. حسب ما أوردت رويترز.
جاء التهديد في الوقت الذي كثفت فيه السلطات الأوروبية إجراءات الأمن في أعقاب هجوم دهست خلاله شاحنة حشدا في سوق لهدايا عيد الميلاد في برلين مما أسفر عن مقتل 12 شخصا هذا الشهر. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم.
وفي ديسمبر الماضي وقبل ليالي من أعياد الميلاد، نشرت "قناة ناشر" أحد منابر داعش، رسالة على الإنترنت مرفقة بصور لمقاتلين يحملون أسلحة وسكاكين وسانتا كلوز والرنة وشجرة عيد الميلاد، وجاء فيها لأنصار التنظيم الإرهابي في أوروبا: "إن الاحتفالات والتجمعات والأسواق والمسارح ودور السينما والمراكز التجارية وحتى المستشفيات كلها أهداف"، مضيفة أنه ستبدل "ألعابهم" النارية بأحزمة ناسفة ومتفجرات وستحول الغناء والتصفيق إلى بكاء وعويل.
تحذيرات رسمية
الخارجية الأمريكية حذرت رعايها الذين سيحضرون إلى أوروبا خلال موسم احتفالات الميلاد وبداية السنة الجديدة ألا يكونوا ضحايا عمليات إرهابية، وأنه من المتوقع وقوع عمليات إرهابية خاصة مع تحذيرات أمريكية سابقة من أن هزيمة تنظيم داعش تسببت في هجرة مقاتلين إلى أوروبا للقيام بعمليات إرهابية انتقامية.
وطالبت وزارة الخارجية، الجمعة، بالحيطة والحذر، بسبب تزايد التهديدات الإرهابية، مشيرة إلى تحذيرات مماثلة خلال السنوات الأخيرة الماضية. وقالت إن التحذير الجديد سيكون ساري المفعول حتى نهاية يناير المقبل.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن التحذير الجديد له صلة بالهجوم الإرهابي بواسطة شاحنة الذي تسبب في قتل 12 شخصا في ديسمبر الماضي، في سوق لأعياد الميلاد في برلين، وأيضًا له صلة بقتل 39 شخصا في هجوم داخل ملهى ليلي في إسطنبول ليلة رأس السنة.
ونقلت شبكة الـ CNN الأمريكية، على لسان الخبير الأمني بول كروكشينك، محلل شؤون الإرهاب لديها، من أن أسلوب الدهس ينتشر بسرعة، مؤكدًا أن داعش يعتقد أن عمليات الدهس وسيلة ناجحة لإسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا وجذب انتباه وسائل الإعلام، كما أنه يرى في هذا الأسلوب خيارا سهلا لأنه لا يحتاج إلا إلى استئجار سيارة ما يجعل من الصعب جدا توفير حماية ضد عمل من هذا النوع.
وتوقع الخبير الأمني الأمريكي رؤية المزيد من هذه الهجمات التي قال إن داعش "يفضلها بشدة ويحض عناصره عليها، فقد سبق أن وجّه دعوة لمناصريه لشن عمليات مماثلة في أمريكا قبل عام من الزمن" وفق قوله.
وخلال الشهر الجاري، استهدف تنظيم داعش الإرهابي كنسية شهداء الأرمن في مدينة ديرالزور السورية وهي أقدم الكنائس في العالم.