فنزويلا تسجل تراجعا في إنتاج النفط.. ومصدر بأوبك: السعودية ترفض رفع إنتاجها لتعويض الانخفاض
الإثنين، 20 نوفمبر 2017 11:30 ص
قالت مصادر فى قطاع النفط وأوبك إنه فى ظل معاناة قطاع الطاقة الفنزويلى المتعثر لضخ ما يكفى من الخام لتحقيق هدف الإنتاج الذى حددته أوبك لكراكاس فقد بدأ منافسوها داخل المنظمة بسد هذه الفجوة.
وسجل إنتاج النفط فى البلد الواقع بأمريكا الجنوبية أدنى مستوياته فى 28 عاما فى أكتوبر، حيث تكافح شركة النفط الوطنية ( بي. دي. في. اس. ايه) لتدبير التمويل لحفر الآبار وصيانة حقول النفط والحفاظ على استمرارية عمل خطوط الأنابيب والمرافئ.
وأظهرت أرقام مقدمة لأوبك أن إنتاج فنزويلا النفطي، الذى يهبط نحو 20 ألف برميل يوميا على أساس شهرى منذ العام الماضي، يتجه صوب الانخفاض، بما لا يقل عن 250 ألف برميل يوميا فى 2017 ، حيث عرقلت العقوبات الأمريكية وشح السيولة العمليات.
وقالت بعض المصادر فى أوبك إن بعض أعضاء المنظمة يتوقعون تسارع وتيرة الهبوط فى 2018 ليصل إلى ما لا يقل عن 300 ألف برميل يوميا، وفى اجتماع لأوبك عُقد فى الآونة الأخيرة طلب الحاضرون من المسؤولين الفنزويليين إعطاء صورة أوضح بشأن تراجع الإنتاج فى بلدهم.
وقال أحد المصادر "طرح السعوديون وغيرهم الكثير من الأسئلة على الفنزويليين لتقديم صورة واقعية بشأن وضع الإنتاج والانخفاض". وقد يُطرح الموضوع فى وقت لاحق من الشهر الجارى خلال الاجتماع المقبل للمنظمة.
وقال مصدر بأوبك مطلع على سياسة النفط السعودية لرويترز فى الشهر الجارى إن المملكة، أكبر منتج فى أوبك، لن ترفع إنتاجها النفطى لتعويض هذا الانخفاض حيث تركز الرياض على خفض مخزونات النفط العالمية.
غير أن مصادر وبيانات لتومسون رويترز تفيد أن إمدادات النفط الثقيل من العراق عضو أوبك ومن كندا والبرازيل غير العضوين فى المنظمة يحل بالفعل محل النفط الفنزويلى لعملاء مهمين مثل الولايات المتحدة والهند.
وأظهرت بيانات رويترز أن العراق زاد شحنات الخام والمكثفات إلى الهند بمقدار 80 ألف برميل يوميا فى العام الحالى بينما انخفضت شحنات فنزويلا 84 ألف برميل يوميا.
وصدر العراق، ثانى أكبر منتج فى أوبك، 201 ألف برميل يوميا، إضافية من النفط إلى الولايات المتحدة فى العام الحالى حتى أكتوبر، حيث انخفضت شحنات فنزويلا نحو 90 ألف برميل يوميا.
وقال مصدر فى أوبك إن انخفاض إنتاج فنزويلا "قد يكون مفيدا لاستعادة توازن السوق، وقد نرى بقاء السعر عند 60 دولارا للبرميل لفترة أطول قليلا"، وأضاف "هذا لا يعنى أنه لن يكون هناك منتفعون".
سد الفجوة
أظهر تقييم تستخدمه أوبك لمراقبة إنتاج الأعضاء أن فنزويلا ضخت 1.863 مليون برميل يوميا فى أكتوبر، وهو ما يقل عن الهدف الذى حددته لها المنظمة بنحو 109 آلاف برميل يوميا. وقالت فنزويلا إنها ضخت 1.955 مليون برميل يوميا وهو يظل أقل أيضا من الهدف الذى حددته أوبك عند 1.972 مليون برميل يوميا.
وهناك عادة اختلافات بين التقييم والأرقام الرسمية التى يعلنها أعضاء أوبك، وعندما تعرضت دول أعضاء فى أوبك لاضطرابات فى الإنتاج من قبل غطت بقية الأعضاء هذه الفجوة حتى دون تغيير حصص الإنتاج الرسمية.
ورفعت السعودية إنتاجها فى 2003 لتعوض تراجع صادرات العراق بعد الغزو الأمريكى، لكن لم يُكشف قط عن هذا الاتفاق بشكل رسمي.
ومناقشات أوبك بشأن حصة فنزويلا ليست جديدة، وقال مصدر فى الحكومة الفنزويلية إن اقتراحات تغيير حصة بلاده طُرحت ولم تسفر عن شيء عدة مرات فى اجتماعات أوبك منذ بدأ تراجع إنتاجها النفطى عام 2012.
وقالت فنزويلا من قبل، عندما واجهت تساؤلات بشأن انخفاض الإنتاج، إنها تعمل على زيادة الإنتاج من احتياطياتها النفطية الضخمة المؤكدة.
لكن قد يكون من الصعب على المسؤولين الفنزويليين إقناع أوبك باحتمال حدوث تغير فى الاتجاه الصعودى فى المستقبل القريب حيث تسعى بلادهم لإعادة هيكلة دين قيمته 60 مليار دولار. وشهد اقتصاد فنزويلا المعتمدة على إيرادات النفط انكماشا حادا فى الأعوام الثلاثة التى أعقبت انهيار أسعار الخام من مستويات تجاوزت المئة دولار للبرميل.
وقال مصدر بارز فى أوبك إن مراجعات الحصص وإعادة توزيع حصص السوق قد تثير خلافات وربما تفضل المجموعة السماح لقوى السوق بسد فجوة المعروض الناتجة عن تراجع إنتاج فنزويلا بدلا من مراجعة الحصص رسميا وإعادة توزيعها على أعضاء آخرين.
يجتمع وزراء نفط أوبك فى فيينا فى الشهر الجارى لمناقشة سياسة الإمدادات. ومن المتوقع أن تمدد المنظمة اتفاق تخفيضات الإنتاج لما بعد مارس .
وقال المصدر البارز فى أوبك "نريد عقد اجتماع ناجح فى 30 نوفمبر، ولن تقبل فنزويلا إعادة مناقشة الحصص فالحديث بشأنها فى الاجتماع سيفتح الباب للآخرين للقيام بذلك أيضا".