إنهم يدعون إلى دين جديد.. صحفات العلمانية على فيسبوك
الخميس، 16 نوفمبر 2017 06:00 ص
لا أحد ينسى طرافة ما قاله الدعاية "حازم شومان" عن الليبرالية والمدنية، فى أحد دروسه الدينية إبان ثورة 25 يناير، لتحريك المشاعر العاطفية نحو الخلافة الاسلامية، قائلا بالنص :
- مدنية يعنى إيه ؟
- يعنى أمك ما تلبسش حجاب
- أمى أنا ؟!
- أيوة أمك أنت..
لبيرالية يعنى إيه ؟
- يعنى أي حكم يحكمنا إلا الإسلام .. يعني مفيش حاجة اسمها راجل وست .. ممنوع الرجولة أصلا .. ده مش كلامنا .. ده مش ألفاظنا .. ده ألفاظهم هما
- لبيرالية يعنى :
في الاقتصاد أي مصدر ممكن تكسب منه فلوس "اكسبها".. أي حاجة عايز تصرف فيها فلوس أصرفها.. ليبرالية متقوليش ابن تيمة وابن القيم ياحبيبي.. لانني بفهم النصوص بدماغي مفيش أي قيود ..
لبيرالية: " يعنى ضد العبودية لله "..
هذا الفهم المغلوط وغيره في تلك الفترة، أثر بطبيعة الحال على سمعة المصطلحات السياسية كمصطلح "ديمقراطي" الذى عبر عنه فيلم "البداية" فى مشهده الرائع الذى جمع الفنان القدير جميل راتب وحمدى أحمد، " شوفتوا أنا كنت متأكد أنكم ناس طيبين وعلى نياتكم، ما تخلوش واحد إبليس زى عادل يسمم أفكاركم وتعترضوا على إرادة ربنا.. ده ملحد .. ده كافر ..
- اعوذ بالله حرام عليك متقولش كدة ياستاذ نبيل
- حرام علية أنا برضو.. بقولكم ده ملوش ملة
- ده ..ده .. ده ديمقراطى
- ديمقراطى ..!
- ديمقراطى عمره ما هيورد على جنة
- ياسلام .. أنا سمعت كتير أوى عن الصنف ده الديمقراطى ده بس ربك والحق أنا عمرى ما شوفت منهم واحد فى بلدنا .
هكذا تأثرت سمعة المصطلحات التي حملت مفهومًا عن البعد والضلال والشطط، في الوجدان المصري من ابناء الطبقات الشعبية والفقيرة، لذا حاولت في المقابل عدد من الصفحات الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي إعادة صياغة المفاهيم السياسية بشكل علمي ومنطقى منها صفحات "صفحة علمانيات مصر" – " أنا أصدق العلم" و"صوت العلمانية" و"المكتبة العامة"
وتدافع تلك الصفحات عن حريات المرأة وحقوق الاقليات، كما تحارب الفكر الخرافى والأساطيري الذي التصق بالأديان.
ومن بين المصطلحات التي دافعت عنها الصفحات وإعادت تعريفها مصطلح الفيمنست، الذي عرفته صفحة علمانيات مصر بأنه " هو كل انسان بيطالب بـ احترام كإنسان حر في اختيار مصيره".
ودافعت الصفحة عن نموذج الفنانة الاستعراضية فيفى عبده قائلة " فيفي من الناس القليلة اللي قدرت تعمل كده و كل يوم ليها إطلالة جديدة مبهجة برغم الكلام والانتقاد، فيفي مش بتخاف من موضوع السن لما يتقال لها احترمي سنك بالعكس هي بتفتخر أنها محتفظة بجمالها وبتتحدى به الزمن ودي نقطة قوة في شخصيتها، فيفي كمان مش بتسمح لحد من مدعي الفضيلة والتدين أنه يسرق بهجتها وده نقطة قوة تانية في شخصيتها.
بعكس كتير من النساء في الوسط الفني اللي لما يوصلوا لسن معين يستخبوا في الحجاب ويغيروا ستايل لبسهم ويبعدوا عن الإعلام في محاولة هروب وانكار لحياتهم العملية السابقة ، أما فيفي فمتصالحة مع نفسها تماما وعلى نفس ستايلها.
الاستمتاع بالحياة حق، وما يمنعوش الجنس أو السن أو التدين
كما حاولت صفحة صوت العلمانية الدفاع عن خصوصية الفرد، قائلة "مصطلح الخصوصية منعدم ومشرد، الكل يتدخل فى لبسك ومظهرك وطريقة تفكيرك ومعتقداتك وعلاقتك بربك، واهتمامتك، وحتى فى نيتك".
فيما اهتمت صفحة أنا أؤمن بالعلم بترجمة المقالات الاجنبية العلمية كمقالات الانفجار الكبير وحقيقة الهياكل العملاقة ونسبية اينشاتين ومقالات اخرى عن العلم والذكاء الاصطناعي.