إنها مصر
الأربعاء، 15 نوفمبر 2017 03:59 م
حينما نسمع عن أجنبي يتحدث عن مصر بسوء ويقدح فيها وينتقص منها فقد نلتمس له عذر جهله أو فرط غيرته وحقده عليها فهو لم يشبع من حنانها ودفئ حاراتها وأهلها ولم يرتوي من نيلها ولم يتنفس هواء أرضها وقد يمر الأمر مرور الكرام.
إنما المؤلم حقا والذي لا يتخيله العقل حينما تقابل مصريا من بني جلدتنا ومن أهل هذا البلد يقدح فيها وينتقص من قدرها ولا يعترف بفضلها عليه بل تجده ناكرا لجميلها لا يكف لسانه عن السب واللعن والأدهى حينما تجده يمجد في بلد آخر وكأن لسان حاله يقول: (يا ليتني لم أكن مصريا).
انتبه يا ولدي !!! وانظر عمن تتحدث، إنها مصر التي كبرت ولم تدرك بعد قيمتها حتى الآن مصر البلد التي ذكرت في القرآن وأثنى عليها الله عز وجل بثناء ووصف لا مثيل له .
مصر التي شرفها النبي صلى الله عليه وسلم بذكرها والتوصية على أهلها فله فيها نسبا ورحما... مصر بلد الأنبياء التي عاشوا عليها ومروا بها ، نبي الله إدريس عليه السلام ، وخليل الرحمن إبراهيم الذي تزوج بهاجر المصرية فأكرمه الله عز وجل منها بإسماعيل عليه السلام والذي من نسله خرجت أعظم الأمم وهي العرب ومنهم نسب النبي صلى الله عليه وسلم ،وهي التي عاش فيها يوسف الصديق ووفد إليه أبوه يعقوب عليه السلام ،وفيها ولد كليم الله موسى ولبث فيها من عمره سنين ، وكانت حصن الأمن والأمان لعيسى عليه السلام وأمه العذراء مريم .
إنها مصر صاحبة الجيش الذي حطم طموحات وأحلام الأعداء من الهكسوس والتتار والصليبيين والإنجليز والفرنسيين واليهود وما زال خط الدفاع الأخير والأقوى لكل البلاد العربية والإسلامية إنها مصر التي أنفقت وببذخ وبلا مقابل ولا امتنان على كل البلاد وفي مختلف الأوقات والأزمان ، فمن زمن يوسف الصديق لعام الرمادة في عهد عمر بن الخطاب إلى التكية المصرية بالحرم والتشريف بصناعة كسوة الكعبة إلى مالا نهاية من البذل والعطاء لكل الدنيا ، ولذلك كانت أم الدنيا .
يا ولدي إن كنت لا تدري عمن تتكلم فتلك مصيبة وإن كنت تعلم فالجرم والمصيبة أكبر وأعظم ، واعلم أن حالك كما قيل قديما : يا ناطح الجبل الأشم بقرنه ... أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل.