مفيش فايدة.. ضريح سعد زغلول وبيت الأمة يتحولان إلى سوق الجمعة (صور)
الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017 09:00 ص
لم يكن يعلم الزعيم والمناضل الراحل سعد باشا زغلول، أن ضريحه _منزله سابقاً_ سيلقى إهمالاً كبيراً من قبل المسئولين، فمنذ ما يقرب من 90 عام، وبعد وفاته، تم دفنه بمقابر الإمام الشافعى فى المنطقة الواقعة بين حيى البساتين والخليفة، وبعد 9 أعوام ووسط رفض كامل من قبل السُلطات الإنجليزية المُحتلة فى ذلك الوقت، قرر المصريون تكريمه بتحويل منزله إلى ضريح له، فتم نقل رفاته إلى موقعه الحالى وظل محل اهتمام من المسئولين، إلا فى الآونة الأخيرة، فقد أزال الإهمال ملامح جماله.
"بيت الأمة" و"ملجأ المصريين".. وغيرها من الألقاب التى أطلقها المصريون على المكان الذى احتضن قصة كفاحهم ضد الإحتلال الإنجليزى لسنوات طوال، وتكريماً للزعيم ولقيمة المكان الذى كان أحد أهم الأماكن للمصريين لسنوات، تم إنشاء صرح تاريخى على مساحة 5225 متراً مربعاً بمقدار (55×95 متراً) ويقع وسطه الضريح على مساحة 625 متر تقريباً، بمقدار (25×25 متر)، وتشغل باقى مساحته مساحات خضراء، وتم تشيده على الطراز الفرعونى بأحجار الجرانيت.
كل اللى نفسك فيه هتلاقيه
على الرغم من القيمة الكبيرة لضريح الزعيم سعد زغلول عند المصريين إلا أن شهد إهمالاً غير مسبوق، فقد استغل الباعة الجائلين تواجد الضريح بالقرب من محطة مترو سعد زغلول، وبمحيط عدد من الوزارات أبرزها وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالى ووزارة التموين ووزارة الصحة، وانتشروا بشكل غير مسبوق بمحيط الضريح بشكل غير لائق، فهناك يمكنك أن تشترى كل ما تريد بداية من الملابس والأدوات المنزلية وصولاً إلى الجبنة القديمة و"المش" والبيض والفطير المشلتت.
ضريح سعد زغلول يتحول إلى سوق الجمعة
تحول القيمة الكبيرة، والميراث الذى تركه الزعيم الراحل سعد زغلول إلى سوق جمعة جديد، تُباع وتُشترى بمحيطه البضائع والمأكولات الجاهزة وغير الجاهزة، حتى أطلق عليه البعض "سوق الجمعة الجديد"، حيث يتسق هذا المصطلح حرفياً مع ما يحدث بمحيط الضريح حيث يكون المشهد كالتالى: "باعة جائلين منتشرين حول سور الضريح، وبعضهم يستخدم السور الحديدي فى وضع بضائعه، وسط إقبال كبير وتدافع من قبل موظفى الوزارات والهيئات الموجودة بمحيط المكان تُشبه كثيراً سوق الجمعة الذى يقام أسبوعياً بمنطقة الإمام".
تحدث كل هذه المهازل الحقيقية بمحيط ضريح سعد زغلول، وسط إهمال شديد وجلى من قبل المسئولين، فمن ناحية، توقفت حملات أجهزة حى السيدة زينب التنفيذية ومحافظة القاهرة بتلك المنطقة، فتركوها لمصيرها وللباعة الجائلين، ومن ناحية أخرى، لم تُحرك وزارة الثقافة ساكنة ولم تُخاطب محافظة القاهرة بإنقاذ الضريح من توحش الباعة الجائلين ومخلفاتهم والمنظر السئ المعهود الذى تراه كلمها كررت من تلك المنطقة.
ذهب محلب وذهبت معه هيبة بيت الأمة
طوال الفترة التى تولى فيها المهندس إبراهيم محلب، اهتم بشكل ملحوظ بمحيط ضريح الزعيم سعد زغلول، ووصل الأمر به إلى أنه كان يصطحب الدكتور جلال السعيد، محافظ القاهرة السابق، فى جولات مفاجئة إلى محيط الضريح، بل وكان يترأس الحملات الميدانية لأجهزة السيدة زينب لحين إزالة كافة الباعة الجائلين من محيط، واهتم مكتبه بشكل يومى بأعمال نظافة وتطوير محيط الضريح، فقد أولى رئيس الوزراء السابق، إهتماماً كبيراً بإشغالات الأحياء بشكل عام وبأعمال النظافة.
برحيل المهندس إبراهيم محلب من رئاسة الوزراء، وتولى المهندس شريف إسماعيل المنصب بدلاً منه، رحل معه الإهتمام وهيبة هذا المكان القيم.