حالة من الجدل أثارتها فتوى الدكتور مصطفى راشد رئيس الإتحاد العالمى لعلماء الإسلام من أجل السلام بجواز إجراء عمليات تجميل الوجه للنساء والرجال .
وطبقا للفتوى يجوز للرجل أيضا أن يرتدى الشعر المستعار" الباروكة "، على الرغم أن العديد من مشايخ الأزهر كانوا قد حرموا مثل هذه العمليات من قبيل الدكتورعلى جمعة مفتى الديار المصرية السابق والدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر .
تحت عنوان لايوجد مانع شرعى من تجميل الوجه والجسم للرجال والنساء " قال الدكتور مصطفى راشد نصا :" ورد لنا عبر موقعنا على الإنترنت سؤال من السيدة منى من مصر والدكتورة كاهنة من الجزائر والآنسة عاليا من لبنان والآنسة رضوى من الكويت وغيرهن العشرات يسألون عن حكم الشرع فى عمليات تجميل الوجه والجسم وكذا تحديد الحواجب أو شد الوجه أو شفط الدهون أو وصل الشعر أو رسم وشم أو لبس شعر مستعار " باروكة ".
أضاف الشيخ مصطفى راشد عبر موقعه على وللإجابة على هذه الأسئلة نقول :- بدايةً بتوفيقً من الله وإرشاده وسعياً للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم اما بعد فهناك من حرم من الفقهاء عمليات التجميل أو تحديد الحواجب أو شد الوجه أو شفط الدهون أو وصل الشعر أو رسم الوشم وهم للأسف مستندين على أحاديث مزورة على سيدنا النبى (ص) منقطعة السند ومنتفية المصدر مثل حديث مروى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي(ص) : "لعن الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله تعالى. والحديث للأسف ورد في مايسمى بالصحيحين المنسوبين زورا للبخارى ومسلم . وروى ايضا أبو داود في سننه وهو كتاب منسوب لأابى داود لأاصل له عن ابن عباس قال: لُعِنَت الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة من غير داء.
قال أبو داود: وتفسير الواصلة التي تصل الشعر بشعر النساء والمستوصلة المعمول بها ، والنامصة التي تنقش الحاجب حتى ترقه، والمتنمصة المعمول بها. والواشمة التي تجعل الخيلان (جمع خال) في وجهها بكحل أو مداد والمستوشمة المعمول بها. ايضا هناك من حرم ذلك استناداً لقوله تعالى (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلا شَيْطَاناً مَرِيداً * لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً * وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ) النساء/117-119 معتبرين أن التجميل وتحديد الحواجب وشد الوجه وشفط الدهون ووصل الشعر ورسم الوشم وغيره بأنه تغيير لخلقة الله وهو تفسير خاطىء تماما لأن الأية تقصد إستخدام الشياطين فى تغيير الخلقة من أنسان لشىء أخر مثل تغييره لحيوان أى إخراجه من خانة البشر وهذا أمر بعيد تماما عن تهذيب وتجميل وتنظيف الوجه والجسم لأن الله جميل يحب الجمال وهو من منحنا موهبة الطب والتجميل وأمرنا بالنظافة وأمرنا بالظهور بالمظهر الطيب لان الله طيب لا يقبل إلا الطيب فقد روى عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ.
تابع الشيخ مصطفى راشد :" أيضا لا يقبل الله الأشعث الأغبر وذلك رغم وجود أحاديث أخرى تفيد بأباحة عمليات التجميل وتتناقض مع هذه الأحاديث مثل قول الصحابى عرفجة بن أسعد أنه أصيب أنفه يوم الكُلاب في الجاهلية ( يوم وقعت فيه حرب في الجاهلية ) فاتخذ أنفا من وَرِق ( أي فضة ) فأنتن عليه فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفا من ذهب . رواه الترمذي ( 1770 ) وأبو داود ( 4232 ) والنسائي ( 5161 ) ايضا ورود حديث للسيدة عائشة عن النبي(ص): "أنه كان يكره أن يرى المرأة ليس بيدها أثر الحناء، والخضاب وتدخل عليه امرأة، فيقول لها: "اختضبي، تترك إحداكن الخضاب حتى تكون يدها كيد رجل"، تقول تلك المرأة " فما تركت الخضاب حتى لقيت الله والخلاصة مما تقدم أنه لا يوجد مانع شرعى أو نص قرآنى أو حديث صحيح يمنع عمليات التجميل للوجه والجسم للمرأة والرجل وايضا لا يوجد مانع شرعى من شد الوجه وشفط الدهون وتحديد الحواجب ووصل الشعر ورسم الوشم وغيرها من اسباب التجميل والنظافة للإنسان ليظهر بمظهر حسن هذا وعلى الله قصدُ السبيل وإبتغاءِ رِضَاه ".
الدكتورعلي جمعة مفتي الديار المصرية السابق كان قد أفتى بتحريم عمليات التجميل قائلا بأن :"عمليات شد الوجه وتغيير شكل الجلد حرام شرعا باعتبار أن ذلك تغيير للخلقة التي خلق الله الناس عليها واعتراض من صاحب عملية التجميل على قضاء الله وقدره واعتبر أيضا العمليات التجميلية من عمل الشيطان المنهي عنه شرعا مستدلا بقوله تعالى : " ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا " وبحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله" وبقول الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا " لا ضرر ولا ضرار ".
فيما قالت الدكتور آمنة نصير أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر أن تدخل النساء في خلق الله من تكبير الثدي أو شد الوجه أو تغيير الأنف أو تفليج الأسنان ثبت ضررها ولذلك فهي حرام شرعا ويجب الاقتناع بخلق الله لنيل الرضا والاستقرار النفسي لأن التمرد يترتب عليه الأذى .
تابعت فى تصريحات صحفية :" كما أن الرضا بالقضاء والقدر يؤدي إلى السلام النفسي وقناعة الروح من الداخل مما يترتب عليه خلافة الحياة أما الغرق في مساحيق التجميل وجراحاتها يعطي صورة مخادعة غير حقيقية ، والإسلام نهانا عن الغش وتغير خلق الله أو إظهار الفتنة والزينة لقوله تعالى : " إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين" و" لقد خلقنا الله في أحسن تقويم ".