شيوخ مفترى عليهم.. سعد الهلالى وسعاد صالح وعلى جمعة الأكثر عرضة لحملات التشويه
الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017 11:00 صمصطفى الجمل
فى زمن الـ«سوشيال» لا مجال للمنطق وإحكام العقل، العرض مستباح والقيم مهدرة، والرموز تأكلهم «التريندات» الهوجاء، على أطراف «السوشيال ميديا» تنتعش الرويبضة، فيصدق الكاذب ويكذب الصادق، ويتقول على العلماء ما لم يتفوهوا به.
الأسابيع القليلة الماضية، شهدت حملات هوجاء موجهة ضد عدد من الشيوخ الأجلاء الذين لهم قيمة كبيرة فى المجتمع المصرى، كان على رأس هؤلاء الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، الذى طالما لاحقته الأخبار الكاذبة والشائعات السخيفة التى تحمل بين طياتها فتاوى مقتطعة من سياقها، على طريقة «ولا تقربوا الصلاة»، كتلك الضجة التى أثيرت بسبب تصريحه بأن الرسول صلى الله عليه وسلم، توفى منذ 45 دقيقة، فى حين أنه لم يقصد الأمر بمعناه الحرفى، بل كان الرجل يلمح إلى أن الإنسان يعيش فى الأرض 2000 عام، بما يساوى عند الله ساعتين، وبالتالى لو عاش الإنسان مائة عام فإن هذا العمر يساوى عند الله ثلاث دقائق، مضيفا أن الله تعالى قال فى كتابه العزيز «تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ» وبهذا النظام يكون النبى الكريم قد انتقل إلى الرفيق الأعلى منذ ساعة إلا ربع.
قبلها بعدة أيام، قامت جحافل السوشيال ميديا أيضا ضد «جمعة» بسبب تصريحه بشأن الـ «تاتو»، حيث اتهم النشطاء على جمعة بأنه يبيح «التاتو»، فى ظل أنه كان يقول إن رسم التاتو حلال للبنات، وحرام على الشباب، لأن الأصل فى البنات التزين والتجمل، مضيفا: «التاتو للشاب كأنه بيحط أحمر وأيلاينر ومانيكير، وهذا تشبه منهى عنه».
وأكمل إيضاح وجهة نظره بقول: «التشبه بثقافة غير ثقافتنا، أو التشبه بالنساء منهى عنه، فالولاد بيحطوا التاتو للتشبه بالصيع فى حوارى نيويورك»، مشيرا إلى أن الأصل بالنسبة للفتيات التجمل، ولذلك فهو مباح لهن، أما بالنسبة للشباب فهو تشبه بالنساء وهو منهى عنه، يشبه وضع الشاب للكحل والروج، وهو حرام شرعا، مضيفا: «لَعَنَ اللهُ المُتَشَبهِينَ مِنَ الرّجالِ بالنّسَاءِ، وَالمُتشبِهاتِ مِن النّسَاءِ بالرّجَالْ».
وتابع: «التاتو بيعملوه العيال الصيع، وزبالة الحوارى فى نيويورك، والتاتو بالنسبة للشباب هو تشبه بالعيال الصيع ومن تشبه بقوم فهو منهم».
يتضح من مجمل حديث «جمعة» أنه يحل التاتو فى إطار تزين الفتيات، الآمر به المولى عز وجل لأزواجهن، وليس فى مطلق الأمر، كما اتهمته جحافل السوشيال ميديا.
أمر آخر أثار الجدل حول جمعة، حينما قال إن إنشاء البار فى الشقة أو المنزل المعد للمعيشة حلال ولا حرج فيه شرعا.
وكانت فتوى «جمعة» فى إطار الرد على فتوى فى مجال الديزاين أو التصميمات، حيث كان يسأل مهندس ديكور إن طلب منه عمل بار فى الشقة.. فما الحكم؟ فأجاب «جمعة» أن هذا البار لا يشترط أن نشرب فيه الخمر بل وجوده فى المنزل قد يستخدمه صاحبه لشرب الشاى أو ما شابهه، منوها إلى أن المنزل لا يعد لشرب الخمر والأصل فى التحريم هو علة شرب الخمر سواء فى بار أو غيره.
وأوضح أن البار لو موجود فى ملهى ليلى، فوقتها نمتنع عن تصميمه، فالغالب والأعم أنه سيستعمل فى المنكر، إلا أن النشطاء أخذوا الأمر وعمموه.
الدكتور سعد الهلالى، واحد من كثيرين اصطادتهم صفحات «السوشيال ميديا» ووجهت له سهام النقد والتجريح، بسبب حديثه عن الحكم الشرعى فى أكل الجمبرى والإستاكوزا، كان « الهلالى» قال إن المذهب الحنفى يحرم أكل الجمبرى والإستاكوزا، وذلك خلال مناقشته حكم أخذ اللحوم المستوردة بعد إثارة الشك فى طريقة ذبحها.
قال الهلالى، فى النص غير المحرف من حديثه حول هذا الأمر: «هناك بعض الصحابة والسلف يحرمون أكل حيوانات الصيد خارج مكة والمدينة»، إلا أنه يجب أن نأخذ بالرأى الأيسر على المسلمين، منتقدا مَن يحرم أخذ اللحوم المستوردة بدعوى أنها لم تذبح على الشريعة الإسلامية، مشيرا إلى أن هناك عدة أسباب وراء حملات التشكيك فى الذبائح المستوردة، منها أنها جزء من حرب اقتصادية وسياسية تتعرض لها البلاد، وابتزاز الآخر بالفتاوى الدينية مثل المقاطعة، وأخيرا الوصاية الدينية للسيطرة على المتدينين، ضاربا بذلك مثالا بأن المذهب الحنفى يرى أن تناول الجمبرى والإستاكوزا وكل حيوانات البحر عدا السمك حرام.
الدكتورة سعاد صالح، كان لها من الجدل نصيب أيضا، حينما عرضت أنه بكتب التراث والفقه إجازة لمعاشرة البهائم جنسيا من قِبل البشر، ليتلقف الأمر نشطاء التواصل الاجتماعى ويتهمونها بأنها تبيح معاشرة البهائم جنسيا، الأمر الذى دفع أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر للعودة والاعتذار عن حديثها كله، موضحة أنها قالت ذلك خطأ.
قالت الدكتورة سعاد، فى معرض اعتذارها عن الحديث: «اتكلمت فى هذا الموضوع دون وعى، وأندم مع الاعتذار.. وكل البشر يخطئ ولا يوجد معصوم إلا الرسول صلى الله عليه وسلم».