الجنس والعرش
وزير الدفاع البريطانى آخر المتحرشين.. ورؤساء أمريكا على قمة هرم الفضائح الجنسية
الخميس، 16 نوفمبر 2017 01:00 ص محمد الشرقاوى ومحمود على
إدمان الجنس يطغى أحيانا على تمنع مدمنيه وإعراضهم عنه كرَهان للحفاظ على وقارهم السياسى والاجتماعى، ولكن تاريخ الفضائح الجنسية لعدد كبير من الرؤساء والزعماء فى العالم، يؤكد أن سلطة إدمان الجنس تكون أحيانا أقوى من أى سلطة سياسية أو وقار اجتماعى.
وسرعان ما يلتقط خبراء الأجهزة المخابراتية، ومحترفو قضاء المصالح بالرشاوى الجنسية، هذا الخيط الضعيف فى الشخصيات القيادية، فينسجون شباك صيد الفريسة الثمينة بالنساء محترفات الصيد الجنسى، لتبدأ بعد ذلك فى مرحلة لاحقة، كشف سجل الفضائح أمام المحاكم.
الفضائح الجنسية التى تورط فيها، كبار الساسة الدوليين ورجال الأعمال، كان آخر أبطالها، وزير الدفاع البريطانى مايكل فالون، الذى استقال من منصبه قائلًا إن سلوكه فى السابق «لم يرقَ» إلى المعايير المتوقعة من الجيش البريطانى، وفالون هو أول وزير يستقيل بعد الكشف مؤخرا عن مزاعم تحرش جنسى خطيرة له فى البرلمان، وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماى إنها تقدر «الأسلوب الجاد» الذى تعامل به سير مايكل مع دوره فى مجلس الوزراء.
وتأتى الاستقالة بعد يوم من تأكيد متحدث عن سير مايكل أنه ذات يوم، وُبِخ من قبل صحفية اسمها جوليا هارتلى بروار، لأنه وضع يده على ركبتها أثناء عشاء عام 2002، وقال المتحدث إن سير مايكل اعتذر عندما حدث الأمر.
وهو ما اعتبره البعض امتدادا لحادث وزير الحرب البريطانى جون بروفيمو، الذى استقال بعد تورطه فى فضيحة جنسية سببت الكثير من الضجة فى البلاد.
الحادثة كانت أقل وطأة من حوادث أخرى، كانت حادثة الأمير هارى، أكثر وقعا على الأسرة الحاكمة البريطانية، حيث كان هو الآخر بطلا لكثير من القصص الجنسية المثيرة، حيث أثارت الصور العارية له عندما كان مصنفا ثالثا على العرش البريطانى ضجة كبيرة فى بريطانيا وبالقصر الملكى، بعدما ظهر عاريا برفقة إحدى صديقاته فى جناحه الخاص بأحد فنادق مدينة لاس فيجاس، وذلك خلال لعبة معينة فى حفل جمع أصدقاءه المقربين.
أمريكا كان لها نصيب الأسد من الفضائح الجنسية، كان أولها تورط الرئيس الأمريكى الثالث توماس جيفرسون، الذى حكم بين عامى 1801 و1809، بارتباطه بعلاقة جنسية، مع خادمة فى منزله، وقد أثبتت فحوص «DNA» حديثة أن الأطفال الستة الذين أنجبتهم الخادمة، يعودون لجيفرسون إلا أن هذا الزعم كان قد نفى بشدة فى حينه.
ومن بين الفضائح الشهيرة فى الإدارة الأمريكية كانت فضيحة بيل كلينتون الجنسية، مع متدربة البيت الأبيض مونيكا لوينسكى حيث تعرض كلينتون للمساءلة والمحاسبة من قبل الكونجرس، واستدعى لجلسة استجواب قللت من مكانته واحترام مركزه كرئيس للولايات المتحدة.
ولاحق الإعلام الأمريكى الرئيس ونبش فى علاقاته النسائية السابقة مع بولا جونز وجنيفر فلور، واضطر كلينتون فى شهادته أمام الكونجرس إلى الحديث بشكل جرىء وصريح عن علاقته بلوينسكى ما سبب حرجا شديدًا لعائلته وخصوصا زوجته هيلارى كلينتون.
ونجا كلينتون فى النهاية ولم يضطر إلى الاستقالة بينما لاحقت الصحافة مونيكا لوينسكى، وقلبت حياتها رأسا على عقب، ما أثر عليها بشكل سلبى.
وفى أروقة الإدارة الأمريكية، كانت العلاقات الجنسية للجنرال المخضرم ديفيد باتريوس، حيث كانت قصته ذات صيت واسع، ويقال إنها حرمته من أن يكون مرشحا للرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهورى، فقد ربطت باتريوس علاقة مع صحفية كانت تكتب كتابا عن سيرته الذاتية كجنرال بأربع نجوم تخرج من كلية ويست بوينت الشهيرة واعتلى مناصب رفيعة فى المؤسسة العسكرية منها دوره المفصلى فى حرب العراق، ومن ثم تربعه على عرش المؤسسة الاستخباراتية الأولى فى العالم وهى وكالة الاستخبارات المركزية الـ «CIA».
استقال باتريوس بسبب الفضيحة، وتعرض أيضا للملاحقة القضائية ودفع غرامة بمقدار 100 ألف دولار لتفادى السجن، وبعدها اختفى عن الحياة العسكرية والسياسية بعد أن كان من أهم نجومها.
وفى كندا، كانت فضيحة الجاسوسة كيردا موسينجر، من أكبر الفضائح الجنسية التى هزت المجتمع الكندى، فقد تم الكشف عن تورط عدد كبير من وزراء حكومة «ديفبانكر» فى علاقات جنسية مع حسناوات روسيات جندتهن الاستخبارات الروسية.
العقيد معمر القذافى كان له نصيب من تلك الفضائح، وذكرت الصحيفة فى أجزاء من كتاب الإعلامية الفرنسية أنِّك كوجان الصادر بعنوان: «الطرائد: جرائم القذافى الجنسية››.
فى بداية الكتاب تقول «أنِّك كوجان»: إننا نصاب بالحيرة وبالكراهية للممارسات الوحشية التى يصعب إدراجها فى خانة معينة، لأنه وباسم «أولاد وبنات القذافى»، أو القائد كان حاكم ليبيا يسجن الأطفال والبنات منتهكا حرماتهم لمدة تتجاوز العشر سنوات أحيانا، وكان القائد حينما يزور مؤسسة تعليمية أو إدارية، ويضع يده على رأس فتاة تجد نفسها فى دهاليز قصر «العزيزية» سيئ الذكر، وهى إشارة منه لبعض مرافقيه مفادها أنه يرغب فى تلك الفتاة.
واعتمدت «كوجان» على شهادة إحدى الضحايا، المولودة من أب ليبى وأم تونسية، قدمت ورودا للقائد حينما زار مدرستها، فى أحد أيام أبريل عام 2004، وقالت: كنت دخلت للتو الخامسة عشرة من عمرى، وجمعنا مدير المدرسة فى الساحة ليقول لنا، إن القائد سيشرفنا بالزيارة غدا، وإن ذلك مفخرة للمدرسة كلها، وأنا أعوّل عليكم لتكونوا فى الموعد، منضبطين وفى أبهى حلة، عليكم أن تقدموا صورة لمدرسة رائعة، كما يريدها ويستحقها ومنذ ذلك اليوم لم تر «ثريا» الخير، إذ اغتصبها بشكل وحشى، وراح يضربها ويهينها لرفضها لهذه المعاملات، مما زاد فى عناده.
ومن بين الحوادث التى أثارت جدلا على الساحة، فضيحة رئيسة وزراء إستراليا جوليا جيلارد، والتى اعتبرت أول عزباء تتولى هذا المنصب، مع مصفف شعرها الخاص، وفضحت جيلارد بعدما ظهرت صورا لها بمكتبها الرئاسى فى أوضاع حميمية مع تيم ماثيسون، مصفف شعرها السابق، الأمر الذى أدى إلى استياء مواطنيها، لا سيما وأن الصور أظهرت أن غطاءهما يحمل ألوان العلم الإسترالى، وهو ما اعتبره البعض استهانة برمز الدولة التى تمثلها داخليا ودوليا.
القصر الفرنسى «الإليزيه» كان شاهدا على إحدى تلك الوقائع أيضا، حيث انكشفت علاقة عاطفية سرية تربط بين الرئيس الفرنسى «فرنسوا هولاند» والممثلة جولى غاييه.
وفى أفريقيا، تورط الرئيس الزمبابوى السابق جانان بانانة، الذى حكم بين عامى 1980 و1987، بفضيحة علاقات مثلية وممارسة العنف الجنسى ضد مستخدميه، حتى أحيل للمحكمة بإحدى عشرة تهمة من هذا النوع.