نظم عدد من الباعة الجائلين مظاهرات شارك فيها المئات بجوار موقف أحمد حلمي بشبرا، وذلك لمطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالترشح لفترة رئاسية ثانية، وجمع عدد كبير منهم اسثتمارات «عشان تبنيها»، للتوقيع عليها، ورغم مطاردة شرطة المرافق لهم يوميًا، إلا أن الباعة، أرادوا أن يؤكدوا أن لديهم الوعي للفصل بين مصالحهم الشخصية في توفير قوتهم اليومي، وبين مصلحة الوطن، الأمر الذي دفع قوات الشرطة لتأمين المظاهرات.
تتعدد رسائل «الجائلين» للرئيس السيسي، وقد يكون يأسهم من القدرة علي توفير قوت يومهم، هو ما دفعهم لمناشدة الرئيس بحقوقهم، فقد هتفوا خلال مظاهرات اليوم «راجل قائد وهتبنيها.. احنا لينا حق عليك.. انزل تاني الله يخليك»، وقد يكون اختيار الجائلين لموقف أحمد حلمي رسالة للرئيس بأن هذا السوق لا يتردد عليه المشترين، ما يؤثر بشكل كبير على مكاسبهم.
سوق أحمد حلمي يتسع لـ 362 بائعا، و600 بائع متجول، في حين أعلن الدكتور حسام فودة رئيس المجلس المصري للعمال والفلاحين، أن هناك أكثر من 100 بائع متجول، يشاركون في فعاليات وقفة تأييد الرئيس السيسي، لفترة رئاسية ثانية، بذلك تظهر الرسالة الثالثة من الباعة الجائلين للرئيس السيسي وهي عدم ازدحام السوق بالجائلين، وعدم وجود أماكن كافية لعرض بضائعهم، الأمر الذي يدفع المواطنون للنفور من أسواق الجائلين وركود حركة البيع والشراء.
شكاوى الجائلين
الباعة الجائلين
«فاطمة حامد، بائعة متجولة بمنطقة وسط المدينة ، تقول إنها تعمل في بيع الملابس الحريمي وأدوات التجميل منذ سنوات، لتوفيراحتياجاتها اليومية لأبنائها الثلاثة عقب وفاة زوجها، متسائلة: «أنا لا أسيئ لأحد ولا أترك مخالفات في الشوارع فلماذا تتبعني الشرطة أسبوعيًا لتأخذ البضاعة التى أبيعها؟».
و استنكرت شيماء محمد، إحدى البائعات في محطات مترو الأنفاق، مطاردة جنود المحطات لها يوميا وأخذ بضاعتها، قائلة: «معرفش بضايق الدفعة في إيه، وليه بيخلوني أهرب منهم كل يوم، خلال صعودي المترو على أساس إني راكبة ،مش بائعة أدوات منزلية!».
احتواء المحافظة للجائلين
في محاولة من محافظة القاهرة لاحتواء غضب الجائلين أعلن اللواء محمد أيمن عبد التواب، نائب محافظ القاهرة للمنطقتين الشمالية والغربية، أن المحافظة تبذل قصارى جهدها لتطوير سوق الترجمان وأحمد حلمي والزوايا لضمان استمرارية الاقتصاد غير الرسمي لما له من دور كبير في النهوض باقتصاد الدولة.
وأكد عبد التواب، أنه تم تسكين سوق الزاوية الحمراء بعد تطويره، مشيرا إلي أن عملية التسكين تتم بعد دراسة أوراق الباعة الجائلين وتوفير أماكن لمن يستحق، موضحًا أن جميع إرادات الأسواق تؤول لوزارة المالية وبذلك يكون هناك محاولات لدمج الاقتصاد غير الرسمي في الاقتصاد الرسمي.
خبراء يدعمون الباعة
وفسر الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي الدولي، أسباب وجود الاقتصاد غير الرسمي، قائلا: «ربما يكون نتيجة الضغوط التي تمارسها الجهات الرقابية، التي تبدو في بعض الأحيان جهات مطاردة للباعة الجائلين، الأمر الذي يعوق دخولهم تحت مظلة الاقتصاد الرسمي».
وأضاف عبده أن الحديث عن دمج الاقتصاد غير الرسمي مستمر من عشرات السنين، وفشلت العديد من الدورات البرلمانية السابقة فى تحقيقة، مناشدًا المسئولين بضرورة اهتمام الدولة بهذ ا القطاع من خلال تقديم تسهيلات في التمويل، والمساعدات الفنية أو الترويج للمنتجات، بالإضافة إلى إعفائه مؤقتا من الضرائب.