د.نجاح أحمد عبد اللطيف تكتب: متصابى
الأحد، 12 نوفمبر 2017 03:30 م
عايش دور الدنجوان، يطارد النسوان، ويهمس إليهن بكلمات غزل مثيرة للشفقة.
ومَن حوله من الأهل والأحباب سعداء لسعادته، يهللون له فرحين «برومانسيته» الطاغية وشبابه الدائم.
والرجل ليس وسيما، بل هو للحق قبيح.
حتى صوره وهو شاب فى العشرين تشي بقبحه.
ولعل إدراكه لكونه قبيحا ولَّد لديه إحساسا بالنقص، هو ما جعله يعيش دور الدونجوان بكل إخلاص.
وهو لا يخفي ذلك أبدا، بل تسمع صوته فى الهاتف واضحا وقد تعمد أن يرققه.
كان قد خرج من المستشفى لتوه بعد أن أجرى فى قلبه «الرقيق» عملية جراحية، فلما أفاق سُمع صوته العالي وهو يخاطب امرأة ويتأوه كصبي مراهق: آه! أحلى عيون فى مصر! آه، لو شفتك حخف.
لقد تعمد أن يرفع صوته وكأنه يقول للمحيطين به: شوفتوني وأنا دونجوان.
لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يتجاوزه بالتصريح فى كل وقت وأي وقت بأن زوجته لو وافقت له بالزواج من أخرى لتزوج.
إنها الرومانسية وقد غلبته، فالتمسوا له العذر.
ولكن ماذا لو أن عدوى الرومانسية قد انتقلت إلى زوجته؟!
هل ستظل رومانسية أم ستصبح عندئذ شيئا آخر يدعو للإحساس بالخزي ويجلب العار على صاحبته؟
رجاءَ سموا الأشياء بأسمائها.
وأنت أيها العجوز المتصابى،
كفاك تصابيا، بلا رومانسية بلا قلة هيبة
مشيها قلة هيبة بدلا من قلة (.....) أدبا مني وتلطفا.
مدرسة بكلية الألسن