ولاد الناس الكويسين

الأحد، 12 نوفمبر 2017 02:00 م
ولاد الناس الكويسين
ارشيفية
نجوى رسمى

تجلس بجانبى فى النادى، تحكى لى عن عريس، تقدم لابنتها ورفضته.. أتساءل بفضول كالعادة.. ليه.. ليه رفضتوه؟
تُجيب بثقة غير مُبررة: حسينا إنه مش ابن ناس..!
 
أتساءل طوال الوقت.. من هُم ولاد الناس؟.. فى بلادنا العزيزة ومع حراك اجتماعى ضرب مفاصل الوطن، كما يُحدثنا د.جلال أمين فى معظم مقالاته، اختلف تعريف ابن الناس. 
 
دعونا نتفق أن التعريف الشائع لولاد الناس، أنهم هم الذين يحتلون مكانة اجتماعية مرموقة، فقبل ثورة يوليو، كان يقتصر ولاد الناس على طبقة الاقطاعيين، والأسرة المالكة، طبقة الـ2 % كما كان يُسميها جمال عبدالناصر، ثم قامت ثورة يوليو، وقرارات التأميم، وأصبح ولاد الناس بقايا قليلة من الاقطاعيين، حيث هاجر معظمهم خارج مصر، وانضم إليهم طبقة العسكريين الجديدة، ثم وبمرور الوقت جاء عصر الانفتاح وتجاره، وانضم للطبقة الجديدة التجار والمقاولين، وحينما تولى الرئيس المخلوع مبارك الحكم، وعلى مدار 30 سنة هى مدة حكمه، تم مايُسمى بتزاوج المال والسلطة، وهو ما أنتج طبقة جديدة، نسمع أخبارها من الصحف، طبقة يحمل شبابها غالبا جنسية أخرى مع الجنسية المصرية، درسوا بالخارج ولايعرفون عن مصر إلا مايُذاع فى نشرات الأخبار العالمية. 
 
هؤلاء هم ولاد الناس الجُدد، وهم من يملكون معظم ثروات الوطن، وللأسف للطبقة الجديدة أمراضها الاجتماعية كالطبقات الأخرى، لامجال لذكرها الآن، لذا عزيزى الأب.. عزيزتى الأم.. حينما تبحث عن عريس لابنتك لاتبحث عن مكانة اجتماعية زائفة، ولا عن ثراء من دم المواطن الغلبان.. ولكن ابحث عن الإنسان الشريف، الذى سيحافظ على ابنتك ويكرمها ولايهينها، كما قال رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنةُ فى الأرض وفساد كبير»، صدق رسول الله.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق