منتدى شباب العالم يؤكد: مستقبل مصر مقبل لا محالة بشبابها
السيسى: الحوار هو السبيل لمواجهة أى تحديات.. والإرهاب ينتهك إنسانيتنا
الأحد، 12 نوفمبر 2017 03:00 معبدالعزيز السعدنى
■ الفتاة الإيزيدية التى أبكت الرئيس: «أخذونى من عائلتى وباعونى فى سوريا».. وطالب كفيف: «لو عينى مش شغالة.. إيدى مش بطالة»
«بحلم بالدنيا اللى مفيش فيها كره وغل.. الشمس بتطلع فيها تنور قلب الكل.. الحب يكون هو لغتها.. والناس تستمتع بحياتها.. والخير يزيد ويفيض ويغطى حدود الأرض».. بهذه الكلمات تغنى الشاب محمد الشرنوبى، فى أغنية «بحلم بمكان» بافتتاح منتدى شباب العالم، المقام فى مدينة شرم الشيخ، وتعاون مع الشرنوبى 11 فنانا من جنسيات مختلفة.
تفاؤل، آمال وإرادة، ووعود وشُكْرْ.. هذه الكلمات كانت اختصارا لافتتاح منتدى الشباب الذى يُقام فى الفترة من 4 إلى 10 نوفمبر الجارى، بمدينة شرم الشيخ، التى تزيّنت وارتدت الثوب الأبيض كعروس فى ليلة زفافها ، بدأها الرئيس عبدالفتاح السيسى بكلمة افتتاحية وجه فيها عدة رسائل للمجتمعين الداخلى والخارجى.
بدأ الرئيس السيسى كلمته بالإرهاب الذى -حسب كلامه- ينتهك الإنسانية ويعتدى عليها ويحطمها، وشدد على أن مقاومة هذا الإرهاب حق للإنسانية جمعاء، وأكد أنه سيضيف مقاومة الإرهاب كحق من حقوق الإنسان فى مصر.
وقال الرئيس: «أرحب بضيوف المنتدى على أرض سيناء الغالية، أرض السلام والمحبة، أرض الأنبياء والحضارة، وأود أن أسجل عظيم امتنانى وبالغ سعادتى بهذا الجمع الفريد المتميز الذى اجتمع تلبية لشباب مصر المتحمس لصناعة المستقبل لوطنه والبشرية على أسس السلام والتنمية».
وسجَّل السيسى فخره واعتزازه بشباب الوطن الممتلئ حماسًا، والذى يسعى بلا كلل أو ملل إلى تحقيق إرادته وصناعة الغد الذى يتسق مع آماله وطموحاته، وتتجاوز آماله حدود الوطن لتمثل البشرية جمعاء.
وتابع: «هؤلاء الشباب، الذين حلموا أن نكون هنا فى هذه القاعة كى نجتمع ونتحاور ونصيغ رؤى مشتركة نحو المستقبل، إنما كان حلمهم حلم خير وأملا واستقرارا للبشرية كلها، حلم يتجاوز الصراعات الضيقة والتمييز على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو اللون ليحلق فى رحاب الإنسان الذى خلقه الله لعمارة هذا الكون وزراعة الخير فى جنباته وصناعة المستقبل والحضارة».
وأوضح أن «مصر الفرعونية حضارة والعربية انتماء والإفريقية جذورا والمتوسطية ثقافة إنما تسعى بكل أبعادها الثقافية والحضارية إلى أن تمارس دورها التاريخى فى صياغة رؤية للسلام والاستقرار».
وألمح إلى أن «العالم اليوم أحوج ما يكون إلى وقفة حقيقية لإعادة تقييم الأطروحات والنظريات والرؤى التى أدت إلى نشوب الصراعات والحروب على كوكب الأرض، وانتشر بين جنباته العنف والإرهاب».
وأكد أنه «يجب علينا جميعا الاضطلاع بمسئولياتنا التاريخية من أجل صياغة رؤية للغد تتضمن أن يكون العالم آمنا ومستقرا يعيش أفراده فى ظل سلام وحرية للمعتقد والرأى، وبلا عنف أو تمييز دينى أو طائفى أو عرقى أو جنسى».
وقد دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى قبيل إلقائه كلمة أمام الاحتفال بافتتاح فعاليات منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ إلى الوقوف دقيقة حدادا على أرواح الشهداء الذين سقطوا فى العالم.
وألقى الرئيس السيسى كلمته مؤكدًا فى بدايتها أن الإرهاب ينتهك الإنسانية ويعتدى عليها ويحطهما، مشددا على أن مقاومة الإرهاب حق للإنسانية جمعاء، وأنه سيضيف مقاومة الإرهاب كحق من حقوق الإنسان فى مصر.
ورحب الرئيس بضيوف المنتدى قائلا: «أرحب بكم على أرض سيناء الغالية، أرض السلام والمحبة، أرض الأنبياء والحضارة، وأود أن أسجل عظيم امتنانى وبالغ سعادتى بهذا الجمع الفريد المتميز الذى اجتمع تلبية لشباب مصر المتحمس لصناعة المستقبل لوطنه والبشرية على أسس السلام والتنمية».
وأضاف «كما أسجل فخرى واعتزازى بشباب وطنى الممتلئ حماسا، والذى يسعى بلا كلل أو ملل إلى تحقيق إرداته وصناعة الغد الذى يتسق مع آماله وطموحاته، وتتجاوز آماله حدود الوطن لتمثل البشرية جمعاء».
وفى نهاية كلمته، أكد: «هؤلاء الشباب، الذين حلموا أن نكون هنا فى هذه القاعة كى نجتمع ونتحاور ونصيغ رؤى مشتركة نحو المستقبل، إنما كان حلمهم حلم خير وأملا واستقرارا للبشرية كلها، حلم يتجاوز الصراعات الضيقة والتمييز على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو اللون ليحلق فى رحاب الإنسان الذى خلقه الله لعمارة هذا الكون وزراعة الخير فى جنباته وصناعة المستقبل والحضارة».
يحتضن المنتدى عددا كبيرا من تجارب الفتيات والشباب الرائدة لأعمار مختلفة تبدأ من 13 عامًا سجلها المخترع الإماراتى الصغير أديب البلوشى، للاستفادة من هذه التجارب ونقلها للآخرين، وتأهيل هؤلاء الشباب والفتيات أنفسهم على كل الأصعدة، والدفع بهم لتولى مزيد من المسئوليات، وهنا نحتفى بهذه النظرة التى اهتم بها منتدى شباب العالم، وبهؤلاء الفتيات اللواتى يحضرن بطلات ضمن فعالياته، ونستعرض عددا من نماذج بنات مصر الناجحات، بأقل الإمكانيات، وبطاقة الإرادة والإصرار.
وتعرض «صوت الأمة» عددا من هذه النماذج المشرفة لبلادها ولفعاليات المنتدى:
أمريكية تعطى درسًا فى الوطنية، هيلين هانت، الحاصلة على جائزة الأوسكار، قالت إن «مصر هى أم الحضارة.. تعلمت التاريخ المصرى فى الثامنة من عمرى، ومصر هى أم ومهد الحضارات.. نشكر الحياة ونؤكد أن مصر هى مهد الحضارة وأمها»، مشيدة بتجمع الشباب فى مكان واحد»، مؤكدة أن مثل تلك التجمعات تسفر عن نتائج وأفكار جيدة.
وأعربت، خلال كلمتها فى الجلسة الافتتاحية، عن دعمها لنساء العالم، مطالبة الرجال أن يقوموا بدعم مبادرة منع الاغتصاب.
أصغر متحدث فى المنتدى، الطفل الإماراتى أديب البلوشى، صاحب الـ 13 ربيعًا، يعد أصغر مخترع عربى، ويشارك ضمن جلسة نماذج لقادة المستقبل.
والبلوشى مواليد دبى 4 يناير 2004، ظهر نبوغه منذ صغره، حيث ركب من المكعبات شكل البناء المقابل لمنزلهم، وحصل على لقب المخترع الإماراتى الصغير وهو فى السادسة من عمره، ونال جائزة الشيخ حمدان بن راشد للأداء التعليمى المتميز.
ونشر البلوشى، عبر حسابه بموقع التدوينات القصيرة «تويتر»، مجموعة صور عند وصوله لمدينة شرم الشيخ لحضور فعاليات المؤتمر، معلقا: «الحمد لله.. وصلت مع والدى حفظه الله لمدينة شرم الشيخ الخلابة للمشاركة كمتحدث فى منتدى شباب العالم».
الطالب الكفيف وقصيدته «لو عينى مش شغالة فإيدى مش بطالة».. ألقاها الطالب أحمد شحاتة، أمام الرئيس، عبر فيها عن رفضه رؤية المجتمع لمتحدى الإعاقة، وتأكيده على أنهم يستطيعون العمل.
وقال إنه يدرس بالأكاديمية البحرية للتكنولوجيا، وفخور بحضوره الفعالية، لكنه يتمنى تحقيق أحلام وآمال متحدى الإعاقة فى مصر بتفعيل نسبة الـ5٪، والاستعانة بهم فى الأعمال والوزارات.
وأكد الطالب، أن «الرئيس عبدالفتاح السيسى لا يفرق بين أحد، وجعلنا كلنا لونا واحدا وعلى قلب رجل واحد».
الفتاة الإيزيدية التى أبكت السيسى وحرمه.. «لمياء حجى بشار»، الفتاة العراقية البالغة من العمر 19 عامًا، جاءت كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية، التى روت خلالها قصة هروبها من تنظيم «داعش» الإرهابى، بعد دخول عناصره منطقة «سينجار» ذات الأقلية الإيزيدية، إلى جانب إصابتها فى انفجار وعلاجها فى ألمانيا.
وصفق لها الرئيس وجميع الحضور، عندما قالت «لمياء»، إن تنظيم «داعش» الإرهابى عندما دخل منطقة «سينجار» العراقية دمر المنطقة وأخذوا النساء «سبايا»، وقتلوا الرجال، مضيفة: «أخذونى من عائلتى وباعونى فى سوريا».
وأضافت الفتاة وهى تروى قصة وقوعها فى قبضة تنظيم «داعش» الإرهابى لمدة 20 شهراً: «كان هناك آلاف البنات مثلى.. كنا فى سوق النخاسة نباع لأعضاء التنظيم».
وقالت: «رأيت آلاف البنات اللاتى اغتصبهن (داعش)، وكانوا يأخذون الأطفال إلى مراكز التدريب، وحاولت الهروب، لكن لم أستطع، وفى المرة الخامسة خلال محاولة هروبى انفجرت بنا عبوة تفجير استشهد على إثرها صديقاتى، وأنا أصُبت».
وأضافت: «تم علاجى بألمانيا، وقررت أخرج للعالم وأحكى قصتى وقصة آلاف البنات»، مشيرة إلى أن أعضاء التنظيم حاولوا اغتصابها أكثر من مرة، ويعتقدون أنهم سيدخلون الجنة.
وتابعت: «كان حلمى أن أصبح معلمة لكن أنا اليوم أمامكم لكى أرسل رسالتى للعالم وتعرفون ما يجرى وتقفون ضد الإرهاب والتطرف، ورسالتى للشباب فى كل أنحاء العالم أحلامكم كبيرة والتحديات كبيرة ولكن عزيمتكم أكبر».
ناشط يمنى يشكر الرئيس السيسى..
وجه سهيل عبدالغنى الشكر للرئيس على رعاية منتدى شباب العالم، واستضافة رؤساء وأمراء وممثلى دول العالم وأيضا رؤساء حكومات وقيادات دولية بارزة.
وأضاف عبدالغنى، أن السيسى داعم بشكل كبير للشباب، متابعًا: «عمرى ما شفت رئيس بيدعم الشباب زى السيسى، وإن شاء الله الشباب هيكونوا فوق».
أما عن ممثلة المرأة فى المنتدى، غادة والى، أول مصممة جرافيك مصرية تشارك فى فعاليات المنتدى، كأكثر الشخصيات تأثيرًا حول العالم، فأعربت عن فخرها بالتحدث أمام شباب العالم، قائلة: لى الشرف العظيم، أن أمثل شباب مصر، وتحديدًا فى الفترة الحالية، التى تحتاج إلى التواصل الفعال فى بناء المجتمعات، وبناء الحضارات، ومجتمعات متصالحة.
وقالت «والى»، إن التواصل بين المجتمع ينقسم إلى ثلاثة أقسام «حركى ولغوى وجرافيك»، ويمكن من خلال الجرافيك، توثيق التراث المصرى، وتطوير التعليم، ولفتت إلى أن أول تفاعل بين الإنسان والعالم الخارجى هو البصر، وأن التصميم يستطيع تغيير مصير الشعوب، وصوت الصورة أقوى من تأثير صوت الكلام.
وأضافت، أنها تحلم بصنع أشياء بصرية لتعزيز وإحياء مصر، مثل باقى دول العالم، «مش معقول جيل معتاد على الفن والموسيقى يطلع إرهابى أو متطرف أو عنصري»، داعية الجميع للمشاركة فى الحلم والهدف من أجل السلام، من شرم الشيخ، أرض السلام، مؤكدة، أن التواصل الفعال هو البنية الأساسية لبناء مجتمع متماسك.
وقد فازت مصممة الجرافيك المصرية، غادة والى، فى اختيار مجلة «فوربس»، ضمن قائمة ثلاثين فنانًا تحت سن الثلاثين، فى فئة الفن لعام 2017، كما قام المجلس القومى للمرأة بتكريمها، باعتبارها نموذجًا للفتاة المصرية الموهوبة، والقادرة على تحقيق حلمها، رغم التحديات التى تواجهها.
ملكة الـ«كب كيك»».. ليلى صدقى، «نولا» اسم مألوف لعشاق الـ«كب كيك» فى مصر، كانت بدايته على يد ليلى صدقى، ابنة الـ27 عاما، وهى شابة مصرية عاشت خارج مصر فترة طويلة، لكنها كانت صاحبة فكر مختلف وأحلام لذيذة، ترجمتها مع عودتها بمشروع لصناعة الـ«كب كيك».
بعد تعلم ليلى صدقى فنون الطهى بشكل عام، وطرق صناعة الـ«كب كيك» بصفة خاصة، بدأت تدريب أول فريق عمل لها استعدادا لإطلاق مشروعها، وفكرت فى إنشاء محل متخصص فى الـ«كب كيك» فى مصر.
كان أول فريق عمل للشابة الطموحة ليلى صدقى يضم 4 أشخاص، واستمرت فى عملها حتى تحقق حلمها ونجح مشروعها، لتمتلك فى غضون شهور 3 فروع فى أرقى أحياء مصر، تتخصص فى تقديم الـ«كب كيك» اللذيذ بمختلف الألوان والأشكال، ولم تتوقف عند هذا الحد، وإنما تعمل للوصول بماركتها إلى العالمية.
بحسب رؤيتها الآن لمشروعها بعد نجاحه، تقول ليلى صدقى، صاحبة أول سلسلة محلات متخصصة فى الـ«كب كيك» فى مصر، إنها لم تتخيل أن محلها الصغير الذى افتتحته فى منطقة الزمالك سيلاقى كل هذا النجاح، لتستطيع خلال سنوات قليلة افتتاح أكثر من 13 فرعا فى محافظات مختلفة، وتم تكريمها من عدد من المؤسسات المهمة، وبذلك قدمت «ليلى» نموذجا ناجحا لكل فتاة مصرية، حققت حلمها بالإصرار على تنفيذ ما لم يتوقعه أحد منها، بأبسط الإمكانيات، وبالإرادة والرغبة القوية فى النجاح.
نجمة «إكس فاكتور» ملك الحسينى.. فتاة عشرينية، ظهرت على مسرح برنامج اكتشاف المواهب الشهير فى 2015، يمتزج جمال صوتها بسحر إطلالتها، ورغم عدم فوزها باللقب خلال منافسات البرنامج، أصرت على النجاح، وسعت وظهرت على عشرات المسارح لتوصيل صوتها للجمهور.
اتخذت «ملك» مسارها الخاص فى الوسط الفنى المستقل، واشتهرت بتراكاتها باللغة الإنجليزية، مثل «وايلد سمر»، و«موفينج»، وأطلقت مؤخرا ألبومها الأول «ألترز»، وحقق ردود فعل جماهيرية إيجابية، وذلك عقب لفتها الأنظار عبر مشاركتها الخاطفة فى برنامج «إكس فاكتور».
مصممة الأزياء «منى عينى»، شابة تميل دائما للموضة العصرية التى تحتوى على التطريز اليدوى بالخيوط الملونة، كعلامة مميزة لأغلب الموديلات التى تقدمها.
هذه بعض الشخصيات وليست جميعها ولا يمكن حصرها فى صفحة أو اثنتين أو ثلاث، ولكن نجوم الإعلام والفن من رواد مواقع التواصل الاجتماعى، منذ اليوم الأول، لافتتاح المنتدى، أبرزوا فعالياته وفخرهم بهذا الحدث على هاشتاج We Need To Talk.
كما أشاد حضور المنتدى، من 132 دولة حول العالم، بدور المنتدى والقائمين على تنظيمه، وإخراج مصر بهذا الشكل المنظم فى هذا التوقيت الذى يحاول بعض المغرضين تشويه صورتها فى الخارج.
إجماع فى رسالة موجزة استطاع المنتدى والقائمون عليه والمشاركون فيه من كل صوب وحدب، أن يتفقوا على أن مصر مستقبلها المشرق آتٍ لا محالة، ولن يبدأ سوى بسواعد شبابه، وقيادته الحكيمة.
يشارك فى المنتدى 64 وفدًا و19 وزير شباب ورياضة ومبعوثًا للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوث للاتحاد الإفريقى، وتتضمن فعاليات المنتدى عقد 46 جلسة وورشة عمل يتحدث فيها 222 متحدثًا يمثلون 64 دولة فى حوار تفاعلى مع الشباب حول صناعة المستقبل والتنمية المستدامة. برنامج منتدى شباب العالم يتضمن خمسة محاور متنوعة، تناقش قضايا وموضوعات تهم مختلف فئات الشباب حول العالم، ومن خلال جلسات المنتدى سيعبر شباب العالم عن رؤاهم، وسيطرحون أفكارهم ويتبادلون تجاربهم.