4 أزمات كشفت عورات وزارة التربية والتعليم
الخميس، 09 نوفمبر 2017 03:00 ص
«الامتحانات والتصحيح أون لاين من العام المقبل».. هكذا أعلن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم الفني خطته لتطوير التعليم فيما يتعلق بشكل الامتحانات وتغيير شكل الورقة، واللجان المعتادة إلى الاختبارات عن طريق الإنترنت.
التصريح السابق أثار عدة تساؤلات من جانب بعض أولياء الأمور وخبراء التعليم، عن مدى استعدادات الوزارة الفعلي لتطبيق تلك الآلية على المنظومة بأكملها ، ومدى جاهزية المدارس وقاعات الكمبيوتر بها، واستعدادات الطلاب والمعلمين، لاستقبال ذلك العدد من الطلاب للامتحان، خاصة مع عجز الوزارة عن حل عدد من الأزمات والشكاوي المتكررة مع بداية العام الدراسي وهي عدم استلام وتأخر الكتب الدراسية، في الوصول للمدارس، بجانب طول المنهج وحشوه بدروس ترهق الطلاب، وأخيرا الدروس الخصوصية.
نقص الكتب الدراسية
«الكتب لسه موصلتش».. جملة اعتاد سماعها عشرات من أولياء الأمور الذين يفاجئون بعد استلام أولادهم للمقررات الدراسية العام، التي من الممكن أن تمتد لأكثر من شهرين من بداية العام الدراسي وعلى الرغم من تصريحات الوزارة المتكررة عن انتهاء أزمة الكتب، واتخاذ الإجراءت كافة التي تضمن وصولها للطلاب إلا أن تلك الأزمة تبقى حاضرة بقوة، خاصة في المدارس التجريبية التي يعاني عدد كبير من الطلاب بها من عدم وصول الكتب إليهم حتى هذه اللحظة.
النائب فايز بركات، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، قال إن أزمة تأخر تسليم الكتاب المدرسى للطلاب تحولت إلى عادة سنوية مع بداية العام الدارسى، وأن ما أعلن عنه في السابق بخصوص الانتهاء من طباعة ما يقرب من 98% من المقررات الدراسية لا يتطابق مع الواقع الفعلي، خاصة بعد معاناة عدد كبير من أولياء الأمور من نقص المقررات الدراسية.
وأوضح عضو تعليم النواب، أن ميزانية طبع الكتاب المدرسي فى موازنة 2016/2017 وصلت إلى مليار و800 مليون جنيه.
حشو المناهج
المناهج التعليمية المتطورة، التي تعتمد على البحث والتحليل بدلا من الحفظ والتلقين هي الأساس في خلق طالب متوازن ملم بالتطورات الحديثة يكون قادرا على التجاوب مع متطلبات سوق العمل، على الرغم من الشكاوى المستمرة من صعوبة بعض المواد الدراسية وحشوها بدروس زائدة، وهو ما اضطر عدد من أولياء الأمور إلى تدشين بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بتخفيف المناهج، ووعود الوزارة بالاستماع إلى هذه المطالب وأخذها في الحسبان إلا أن معاناة الطلاب مع طول المناهج التي تحتاج إلى مجهود مضاعفات للحفظ ما زالت مستمرة.
الدروس الخصوصية
«مجموعات تقوية، قوافل تعليمية، غلق السناتر التعليمية» مجموعة من الإجراءات التي تم الإعلان من قبل الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، لمواجهة الدروس الخصوصية، التي تحولت إلى تجارة رائجة تبلغ تكلفتها- بحسب تصريحات الوزير نفسه.
25 مليار جنيه سنويا يتكبدها أولياء الأمور سنويا، وعلى الرغم من الإجراءت السابقة فما زالت معاناة أولياء مع الدروس الخصوصية، التي ترتفع أسعارها من عام دراسي إلى آخر.
كان شوقي، قد أعلن في تصريحات صحفية أن الدروس الخصوصية ستموت إكلينيكيا في حالة تطوير المناهج، والابتعاد بها عن مبدأ الحفظ من خلال اتباع منهج البحث والتحليل المتبع في أغلب دول العالم، وهو الوعد الذي ينتظر الآلاف من أولياء الأمور تحقيقه.
تهالك البنية التحتية
في ظل الحديث عن تهالك البنية التحتية للمدارس، حيث وصل الأمر أن بعضها يعاني من عدم كهرباء أو مقاعد للطلاب أو قاعات للكمبيوتر يثير التساؤل عن مدى إمكانية الاعتماد على خاصية «الأون لاين»، في الامتحانات والتصحيح؟
إيمان طاهر، معلمة بأحد المدارس التجريبية وولية أمر طالبين في مراحل التعليم المختلفة قالت، إن حديث الدكتور طارق شوقي عن الاستعانة بالتكنولوجيا في التعليم أمر جيد، لكن يعترضه عدد من الصعاب في مقدمتها أن المنهج الدراسي الذي اعتمدته الوزارة بنفسها مرهق للطلاب والمعلمين ويحتاج إلى مجهود خرافي للانتهاء منه في ظل اعتماده بالكامل على الحفظ، بجانب حاجة الطلاب للتهيئة للنظام الجديد بجانب المعلمين أنفسهم، الذين يجب تدريبهم على التقنية فهل تملك الوزارة التغلب على تلك الصعاب قبل بداية العام الدراسي المقبل.
الشو الإعلامي
«طارق شوقي بتاع مهرجانات ومؤتمرات».. هكذا علق الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي على تصريح الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم عن آلية الامتحانات الجديدة، متابعا «تصريحات الوزير تفتقد إلى الدقة ويصعب تطبيقها والهدف من إطلاقها هو الشو الإعلامي فقط».
وتابع: «في ظل افتقدا الوزارة إلى المنهج والتخطيط العلمي فلا يمكن الحديث عن تطبيق آليات جديدة، خاصة إذا كانت تتعلق بالامتحانات، التي يتعلق بها مستقبل الآلاف من الطلاب».
وأكمل: «هل قام شوقي بعقد اختبارات أولية داخل عدد من المدارس لبيان ما يحتاج إليه لتطبيق تجربة امتحانات وتصحيحها (أون لاين) قبل التصريح بها، وهل يعلم وزير التربية والتعليم أن عددا كبيرا من المدارس لا يوجد بها كهرباء وتعاني من تهالك البنية الأساسية بها».