سامح شكري: 60% من الدول الخارجة من النزاعات تعاني ويلات الاقتتال
الأربعاء، 08 نوفمبر 2017 12:53 م
شارك سامح شكري وزير الخارجية اليوم الأربعاء 8 نوفمبر بجلسة "إعادة بناء مؤسسات الدولة في مناطق الصراع" والتى جرت فعالياتها في إطار منتدى شباب العالم بشرم الشيخ.
وصرح المستشار أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن سامح شكري استعرض خلال الجلسة الرؤية المصرية إزاء سبل دفع المساعي الإقليمية والدولية المبذولة لتحقيق الاستقرار وبناء السلام بالدول الخارجة من الصراعات، موضحا أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل والجهد لإنجاح هذه المساعي، خاصة وأنه من المؤسف أن ما يعادل 60% من الدول الخارجة من النزاعات لاتزال تعاني ويلات الاقتتال وعدم الاستقرار وغياب الأمن.
وأضاف وزير الخارجية أن تنامي ظاهرة الإرهاب وانتشار أفكار التطرف قد أضفى مزيدا من التعقيد على فرص استعادة الأمن وبناء السلام بمناطق الصراع، حيث تتلاقى أهداف الجماعات الإرهابية مع العابثين باستقرار الدول من الداخل والخارج من أجل استهداف مؤسسات الدولة الوطنية وإضعاف قدرتها على القيام بمهامها لتحقيق السلم الداخلي والاستقرار.
وحرص شكري في هذا السياق على الإشادة بمؤسسات مصر الأمنية المتمثلة في قواتها المسلحة وشرطتها والتي لولا دورها البطولي وما تقدمه من تضحيات، لكانت مصر في وضع شبيه بدول أخرى في المنطقة. كما أكد شكري أن محاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، واتخاذ تدابير رادعة ضد الدول التي تقدم الدعم للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة، قد بات أحد أهم ركائز إعادة بناء السلام بمناطق الصراعات.
وحرص وزير الخارجية على إبراز الدور المصري في مساعدة الدول الخارجة من صراعات سواء بالمحافل الدولية كمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، أو على الصعيد الإقليمي من خلال جامعة الدول العربية أو مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، منوها إلى أن الجهد المصري في هذا المجال إنما يتأسس على عدة اعتبارات أهمها السعي للتوصل إلى حلول سلمية للأسباب الجذرية للصراعات، وعدم التسرع أو فرض أطر زمنية غير واقعية، مع عدم إغفال الملكية الوطنية لجهود بناء السلام وبناء المؤسسات، والتحذير من محاولة فرض حلول "مستوردة" لا تتناسب مع خصوصية الأوضاع الداخلية. كما أكد شكري على أهمية العمل على تحقيق التنسيق والتكامل بين الجهود الإقليمية والدولية الداعمة لبناء السلام والمؤسسات الوطنية، منوها في هذا السياق إلى أهمية دور المنظمات الإقليمية كجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، التي غالباً ما تكون أقرب لفهم الظروف المحلية والإقليمية للصراع وأقدر على طرح مقاربات لها فرص أفضل للنجاح.
وتحدث سامح شكري عن الدعم المصري المقدم لمساعدة الدول العربية والأفريقية الخارجة من النزاعات في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام المستدام، وذلك على الرغم من التحديات الاقتصادية والأمنية التى تواجهها مصر، مشيرا إلى المساهمة المصرية في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، حيث باتت مصر ضمن أكبر ثمانية مساهمين في هذه البعثات على مستوى العالم، فضلاً عن الدعم المقدم من الوكالة المصرية للتعاون من أجل التنمية ومركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام من أجل المساعدة في إعادة بناء المؤسسات الوطنية بمناطق النزاعات، وذلك بالإضافة إلى المبادرة المصرية بإنشاء مركز للاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد الصراعات، والجهود الدبلوماسية المبذولة من أجل إيجاد حلول سياسية للأزمات في المنطقتين العربية والأفريقية.
واختتم المتحدث باسم الخارجية تصريحاته بالإشارة إلى أن سامح شكري كان حريصا خلال الجلسة على شرح منطلقات ودوافع الدور المصري في مجال إعادة بناء مؤسسات الدولة الوطنية واستعادة الأمن والاستقرار، منوها إلى أن هذا الدور لا ينبع فقط من ثقل مصر ومسئولياتها داخل محيطها الإقليمي والدولي، وإنما ينطلق من إيمان وقناعة راسخة كدولة محبة وراعية للسلام بأهمية الانتصار لمبادئ التعايش بين الشعوب.