200 دولار ورعاية مشردين.. "حلاق الفقراء" يحكي تجربته في منتدى شباب العالم
الثلاثاء، 07 نوفمبر 2017 09:04 م
"الحلاقة مش مهنة للفلوس بس".. قد يصدق ذلك القول على الشاب الفلبيني الأصل الأمريكي الجنسية الذي استطاع من خلال عمله البسيط تحقيق نجاحات على المستوى الشخصي والمهني أهله للعبور من الولايات المتحدة الأمريكية على مدينة شرم الشيخ، لعرض تجربته أمام الآلاف من الشباب من حضور منتدى شباب العالم، باعتباره من قصص النجاح الملهمة.
مارك بوستوس أو "حلاق الفقراء"، كما يطلق عليه، نظرًا لتخصيصه جزءا من وقته لحلاقة شعر المشردين والفقراء بالمجان خلال يوم عطلته الأسبوعية، على الرغم من امتلاكه لأحد المحلات الراقية في مدينة نيويورك وتبلغ قيمة قص الشعر به 200 جنيها.
يؤمن الشاب الثلاثيني العمر بأن إسعاد الفقراء جزء من الالتزامات والحقوق التي يجب ان يؤديها لذلك يحرص على التطوع بأداء هذه الخدمة بهدوء شديد والتي يبدأها بعبارة "أريد أن أفعل شيئا لطيفا لك اليوم"، وبعد انتهاؤه من عمله في قص الشعر يحرص على تقديم وجبة غذائية ساخنة لهم لإسعادهم.
ويقول مارك بوستوس عن فكرة هذه العمل :" خطرت لى الفكرة خلال زياراتي للفلبين في 2012، ورأيت الكثير من الفقراء والمشردين، لذلك فكرت في ضرورة إسعادهم مجانًا بصنعة يده التي أتقنها" مؤكدا" انه عمل على تكرار التجربة في "جاميكا، كوستاريكا، ولوس أنجلوس".
"مقص، ومرآة، ومشط" أدوات لمهنة تعتبر من أقدم الحرف في التاريخ، ورغم بساطة الأدوات المستخدمة، فإن بعضا من أصحابها تحولوا إلى نجوم مجتمع واستطاعوا تكوين ثروات هائلة ومجالسة الحكام من خلال مهنتهم، ومنهم محمود لبيب الذي لقب بـ"حلاق الرؤساء".
تعود أصل هذه المهنة إلى الدولة الفرعونية، حيث كان يعتني الفراعنة كثيرا بقص شعورهم وتهذيب اللحية وكانت "الحلاقة" جزءًا من مراسم التنصيب، والتي كان يتولاها كبير الكهنة في نفسه لأنه الوحيد المسموح له بلمس جسد الفرعون الذي يعد من الإله.
ومع مرور السنوات انتشرت هذه المهنة بين العامة، والتي كانت في البداية يتم ممارستها داخل محلات تميزت بالبساطة، وعدم التكلف والتي كانت تتكون من أثاث بسيط لا يتجاوز كرسي " للزبون" ومرأة يتم وضعها في واجهة المحل، وهي الشكل المتعارف عليه داخل عددا من الأحياء الشعبية على أقصى تقدير، والتي تتناسب مع رغبات " الزبائن"، والتي كانت لا تتعدى قص الشعر بشكل متساوي ، مع اللحية، قبل ظهور مصطلحات " الفوطة السخنة"، واستخدام بعض "المسكات الشعبية"، في التسعينات والتي كان يقبل عليها شباب هذه الفترة.
ومع بداية الألفية شهدت هذه المهنة تطور كبير، خاصة مع إقبال عدد من شباب المناطق الراقية للعمل بها وافتتاح صالونات بهذه الأحياء ، تميزت بالفخامة والأثاث الراقي بجانب استقدام عمالة مدربة حسنة المظهر، و التي وصلت ببعض برامج " الكمبيوتر" في تحديد " القصات" المناسبة للوجه.
ورغم أن "الحلاقة" من المهن التي لا يتم تحديد الأجرة بها، إلا إنها شهدت ارتفاعا كبيرا خلال هذه الفترة والتي تتراوح من 50 إلى 150 جنيها، والتي يتم تقديرها بحسب احتياجات وطلبات" الزبون" على طريقة "المنيو"، في المطاعم، حيث يتم زيادة الأجرة في حالة استخدام الكريمات أو طلب " قصات "، بعينها في تقليد مشابهة لنجوم الفن والملاعب المحببين لدى الشباب، بالإضافة إلى وجود اسعار خاصة في حالة الزفاف حيث من الممكن ان تصل سعر " حلاقة العريس" في بعض الأحيان إلى 800 جنيها .