المساعي الأمريكية الخفية في تسويق تنظيم القاعدة بديلا عن داعش

الثلاثاء، 07 نوفمبر 2017 11:00 م
المساعي الأمريكية الخفية في تسويق تنظيم القاعدة بديلا عن داعش
تنظيم القاعده الارهابي
محمد الشرقاوي

كشف مركز الدراسات الأمريكية والعربية، عن وجود مساعي أمريكية خفية لإعادة تسويق تنظيم القاعدة الإرهابي وإعداده كبديل معتدل لتنظيم داعش الإرهابي، وذلك في الوقت الذي شهدت فيه الآونة الأخيرة وجود توحش للتنظيم الذي يقوده أيمن الظواهري، وتآكل خصمه التقليدي الذي يتزعمه أبو بكر البغدادي.

وأوضح المركز أن التمدد العسكري الأمريكي عالميًا، يعزز من احتمالات توظيف واشنطن للمنظمات المتشددة والتشكيلات الإرهابية، لدعم مشاريع الإطاحة بالنظم المحلية العصية على الإخضاع والتبعية.

ونقل المركز استدلات بعض المراقبين في الداخل الأمريكي، حول  "الترابط بين سوريا والساحل الأفريقي" في الاستراتيجية الأمريكية الشاملة، من المساعي الخفية لإعادة تسويق تنظيم القاعدة وإعداده كبديل معتدل عن داعش؛ والتجهيز لمرحلة مقبلة ومهام مطلوبة في ساحات عدة.

وأضاف المركز أن الجدل الصامت الذي يدور في الدوائر المؤثرة في صنع القرار السياسي الأمريكي، المتزامن لمعهد راند للدراسات، يروّج بلغة واضحة لمرحلة ما بعد هزيمة داعش في سوريا، والعراق بالطبع، دون المساس بطبيعة التواجد العسكري الأمريكي، بخلاف بعض التصريحات الرسمية التي توحي بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا.

المركز الأمريكي، برر المراهنة على تنظيم القاعدة، بأنه تحت قيادة أيمن الظواهري، أعلن على الملأ أنه سيحجم عن استهداف المصالح الغربية، إضافة إلى أن الفرع السوري للقاعدة برز بصمت كبديل يبعد عن تشدد داعش بين صفوف خارطة القوى الجهادية.

وشدد المعهد على أنه ينبغي على هيكل القاعدة الجديد أن يشبه حزب الله اللبناني؛ موضحًا أن التحديات المقبلة تتطلب وجود تنظيم يؤمن بالعنف مستقل عن هيكل الدولة يعزز شرعيته السياسية وفي نفس الوقت يصقل قدراته لشن عمليات ارهابية وسياسية عنيفة على نطاق واسع.

وأشار التحليل السياسي لمعهد الدراسات الأمريكية العربية، إلى أن أدبيات معهد "راند" أقر بانتهاء وظيفة تنظيم داعش في خدمة الاستراتيجية الغربية بشكل عام، وانتفاء الحاجة له فيما تبقى من هيكلية، نظرًا لطغيان ونجاح سيل الدعاية الجارف لداعش ضد الغرب ومصالحه، مما دفع بواشنطن تركيز أنظارها على تفكيك دولة الخلافة المزعومة، ما أسفر عن تواجد تنظيم القاعدة في سوريا بعيدًا عن الاستهداف، وهو ما مكّنه من إعادة بناء صفوفه بحرية، وأنه بعد خسارة داعش لعاصمته في الرقة، فإن تنظيم القاعدة ربما يبقى الوحيد الذي يمتلك خبرة عسكرية تؤهله لمنازلة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وأكد المركز البحثي: "نحن أمام تجديد شرعية تنظيم إرهابي وتسويقه بماركة جديدة، تحاكي الهواجس الغربية التي تطرب لسماع مفردات الاعتدال وما شابهها"، مشيرًا إلى أن دراسة حديثة للمعهد قالت إن تنظيم القاعدة في سوريا خضع لسلسة من عمليات تحديد الهوية خلال عام 2016 بتفريخها جبهة النصرة ثم جبهة فتح الشام إلى هيئة أحرار الشام.

وتابع العرض البحثي، أنه في سياق الحرب الأميركية على الإرهاب، تتعدد ساحات المواجهة والتنظيمات المسلحة والتشكيلات الإرهابية، وتتجدد العلامات التجارية لداعش والقاعدة وبوكو حرام وحركة الشباب، خاصة في أفريقيا.

واستطرد أن التواجد المباشر للقوات الأمريكية في العمق الأفريقي، ساهم في تأجيج السكان المحليين وأصبح حافزًا لتجنيد المقاتلين للانطلاق والعمل في الرقعة الواسعة من الغرب الأفريقي.

وهو ما تسبب في تدفق مجموعات مسلحة إلى أراضيها؛ بعضهم يدين بالولاء لتنظيم القاعدة، والبعض الآخر يتبع داعش، وأن ذلك ينطوي تحت الاستراتيجية الكونية لأمريكا، وأنه في سياق الكشف عن ملابسات مقتل جنود القوات الخاصة الأمريكية في النيجر، برزت بعض التفاصيل كمؤشرات على ترابط الساحات والتنظيمات الجهادية.

واستند المركز إلى موقع انترسبت الإلكتروني، قوله إن النشاطات العسكرية للقوات الدولية في في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، عزز تواجد الميليشيات الإرهابية، حيث تتم العمليات بمعدل 3.500 مناورة مشتركة سنويًا، أي بمعدل 10 عمليات يوميًا، تمتد على رقعة واسعة من أراضي الكاميرون إلى الصومال وجيبوتي وليبيا، وهي نطاقات التواجد الإرهابي.

وأشار المركز إلى دراسة صادرة عن المكتب الأفريقي في وزارة الدفاع الأمريكية، إلى انتشار التنظيمات والمجموعات المسلحة التالية: "القاعدة في المغرب الإسلامي؛ المرابطون؛ أنصار الدين؛ وفرع الأنصار في مالي، جبهة تحرير ماسينا؛ جماعة نصرة الإسلام والمسلمين؛ مجموعة بوكو حرام؛ حركة الوحدة والجهاد في الغرب الأفريقي؛ أنصار الإسلام؛ ولاية غرب إفريقيا".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق