سعد زغلول.. ليس ملاكا ولا شيطانا
الأربعاء، 08 نوفمبر 2017 03:00 م عنتر عبداللطيف
* اعترف بأن داء القمار وشرب الخمر تمكنا منه.. فلماذا يغضب الوفديون؟
* فى شبابه كان يكره القمار ويصف المقامرين بالمجانين.. ثم باع عزبته ليسدد ديونه
* هزيمة ثورة عرابى التى كان سعد أحد رجالها أدت إلى إدمانه للقمار وترف القصور
* «سعد» تتلمذ على يد محمد عبده والأفغانى
لم يعرف العرب ما يسمى بأدب «الاعتراف» بينما كانت أوروبا سباقة فى هذا النوع من الأدب، حيث إن هناك كل شىء يبدو مباحا حتى ذكر أدق تفاصيل ما قد نفعله بسرية تامة وفى الخفاء وهو ما تمرد عليه بعض الأدباء العرب مثل المغربى محمد شكرى فى روايته الشهيرة «الخبز الحافى» وإن كان قد كتبها بالفرنسية ثم جرى ترجمتها إلى العربية.
لم تكن المذكرات التى كتبها سياسيون ببعيدة عن الأدب فقد ظلت هناك مساحات وأسرار لم يذكرها كتابها بوضوح فى سطوره حيث توارت بعيدا ربما خجلا أو لاعتبارات كثيرة وإن كان البعض قد ضرب عرض الحائط بهذه الاعتبارات المجتمعية، فالزعيم الراحل سعد زغلول مثلا اعترف عبر مذكراته باحتساء الخمور ولعب القمار ما يؤكد المقولة الشهيرة التى تقول إن: «الزعيم تصنعه الجماهير» لذلك قد يختلف البعض عليه أو ربما حكى هو نفسه ما قد يزيح عنه القداسة لكنه يظل فى نظر الجماهير هو الزعيم وصانع التاريخ.
بعض الناس يختصرون أدوار الشخصيات البارزة فى زاوية واحدة، رغم أن الشخصيات صاحبة الأدوار المؤثرة فى حياة الأمم تتعدد زواياها مثلما تتعدد أفعالها، ومن ذلك إن البعض لا ينظر إلى الموسيقار سيد درويش الذى أحيا موسيقى العرب إلا من زاوية أنه كان زوجًا أو عاشقًا لسيدة تدعى جليلة، اليقين أن موسيقى سيد درويش أهم مائة مرة من علاقته بامرأة أى امرأة كانت، الوضع ذاته يتطابق مع حالة سعد باشا زغلول فهو ليس المقامر فقط وليس زوج ابنة مصطفى فهمى فقط، إنه فوق ذلك بكثير فهو بحق كان زعيماً للأمة فى مرحلة من مراحل تاريخها المعاصر، وكانت له كبوات كما كانت له قفزات ندر أن يصنعها رجل.
زعماء الثورات ليسوا ملائكة ولا يخلو زعيم من عيب قادح فإن كان الأمر كذلك وهو كذلك بالفعل فلماذا ينتفض الوفديون كلما تطرق أحد المؤرخين وآخرهم الدكتور عاصم الدسوقى إلى حكاية القمار والخمور فى حياة زعيم الأمة بقوله إن زعيم الأمة قال فى مقدمة مذكراته: «ويل لى ممن يقرأ هذه المذكرات» يواصل الدسوقى: «لأنه يعترف مثلًا أنه تمكن منه داء القمار وشرب الخمر، وانتقد أخاه بأنه أبلغ السلطان بكل تحركاته واجتماعاته، وكذلك محمد فريد الذى شتم فى مذكراته خصومه السياسيين بأقذع الصفات والشتائم».
حياة الزعيم سعد زغلول مليئة بالمفارقات الغريبة فهو ابن الطبقة الوسطى الذى اشترك فى الثورة العرابية ودفع الثمن بفصله من عمله كناظر قلم الدعاوى بمديرية الجيزة فعمل بالمحاماة تسع سنوات حتى انتخب بعض القضاة من المحامين فكان أول محام يدخل الهيئة القضائية فعين نائب قاض بمحكمة الاستئناف الأهلية عام 1892 ثم رقى إلى منصب قاض فى العام التالى، ثم إلى مستشار، وبقى فى القضاء أربع عشرة سنة.
من المفارقات الغريبة أيضا زواج سعد زغلول من صفية ابنة مصطفى باشا فهمى رئيس وزراء مصر عام 1895 والتى لم تنجب ولكنها لُقبت فيما بعد بـ«أم المصريين» رغم أن والدها كان موصوما بعلاقاته بالانجليز فكأنه بهذا الزواج أراد أن يزداد قربا من الطبقة التى شعر يوما أنها قهرت أحلام الثورة العرابية فى التخلص من الخديوى وأعوانه حيث يقول المؤرخ عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «مصطفى كامل.. باعث الحركة الوطنية»: «لقد بدأ الزعيم - يقصد سعد زغلول - حياته السياسية صديقًا للإنجليز وختمها كذلك صديقًا للإنجليز وبدأها بمصاهرة أشهر صديق للإنجليز عرفته مصر فى تاريخ الاحتلال من أوله إلى آخره وهو مصطفى فهمى باشا أول رئيس وزراء فى مصر بعد الاحتلال».
ربما يشبه سعد زغلول شخصية «المقامر» التى ابتدعها الأديب الروسى «دوستويفسكى» فى رواية له بعنوان «المقامر» والمفارقة أن دوستويفسكى نفسه كان تماما مثل بطل روايته فى الواقع فقد خسر مبالغ طائلة على طاولات القمار وكما كان يلعن بطل الرواية عادته القبيحة راح سعد زغلول أيضا يلعن القمار هذه العادة التى كادت أن تدفع به إلى حافة الفقر.
ربما كانت حياة القصور ومعيشتها وكل ذلك كان جديدًا على سعد زغلول هى من دفعت به إلى إدمان لعب القمار وهو ابن طبقة وسطى مستورة ولكن ليست مترفة ولا صاحبة بذخ يقول زعيم الأمة فى مذكراته: «كنت أفطر مع الست والباشا، أى مصطفى فهمى، وحسين ابن محمود صدقى فى التاسعة، وبعد أن نتمشى مع الباشا قليلا نعود إلى البيت لنلعب البوكر مع الست وحسين إلى الساعة ثمانية، ونتمشى قليلا ثم نعود لنلعب البوكر إلى الساعة 11 مساء، وقد انفعل أثناء اللعب عند الخسارة وصادف أن الزهر كان يعاكس وكان زهر «حسين» سعيد، لكن مع ذلك كسبت ولم أخسر».
اعتراف سعد زغلول بلعب القمار واحتساء الخمور وبيعه الكثير من ممتلكاته فى سبيل سداد ديونه جاء نصا عبر صفحات من مذكراته بقوله: «كنتُ أتردد بعد عودتى من أوروبا على الكلوب فملت إلى لعب الورق ويظهر أن هذا الميل كان بداية المرض فإنى لم أقدر بعد ذلك أن أمنع نفسى من التردد على النادى ومن اللعب، وبعد أن كان بقليل أصبح بكثير من النقود وخسرت فيه مبلغًا طائلًا وكنت قبل 12 سنة (1901) أكره القمار وأحتقر المقامرين وأرى أن اللهو من سفه الأحلام واللاعبين من المجانين، ثم رأيت نفسى لعبت وتهورت فى اللعب وأتى عليّ زمان لم أشتغل إلا به ولم أفكر إلا فيه ولم أعمل إلا له ولم أعاشر إلا أهله، حتى خسرت فيه صحة وقوة ومالًا وثروة».
استغرق «الباشا» فى لعب القمار وهو الأمر الذى دفعه عام 1910 إلى أن يبيع عزبة بناحية قرطسا بمحافظة البحيرة - مقابل اثنى عشر ألف جنيه وعن ذلك يقول سعد: «بعت هذه الأطيان وذهب كل ثمنها أدراج الرياح فلم أستفد منه فائدة».
فيما يقول الدكتور عبدالخالق لاشين فى كتابه «سعد زغلول ودوره فى السياسة المصرية حتى عام 1914»: «تفيض مذكرات سعد زغلول بالتفاصيل المسهبة التى تبين مدى سيطرة هذه الغواية عليه ومحاولة الإقلاع عنها وللتخلص منها وعودته إليها المرة بعد المرة فقد وردت تفاصيل إضافية فى الكراسات 3 و28 و29 و30 فى اثنى عشر موضعا من هذه الكراسات».
حاول البعض تشويه تاريخ سعد زغلول بالادعاء بأنه أحد صنائع الانجليز وهو قول مردود عليه فبفضل مواقف الرجل الوطنية واندلاع ثورة 1919 نفى زعيم الأمة إلى جزيرة سيشل ثم عاد إلى مصر وأكمل مسيرة التفاوض مع الإنجليز حتى نالت مصر استقلالا جزئيا بموجب تصريح 28 فبراير 1922 الذى أعلنت فيه بريطانيا انتهاء حمايتها على مصر وأن مصر دولة مستقلة ذات سيادة لكنها احتفظت بحق تأمين مواصلات امبراطوريتها فى مصر وحقها فى الدفاع عنها ضد أى اعتداء أو تدخل أجنبى، وحماية المصالح الأجنبية والأقليات فيها، وإبقاء الوضع فى السودان على ما هو عليه ليصدر بعدها دستور 1923 حيث يقول محمد محمد حسين فى كتابه «الإسلام والحضارة الغربية»: «ذكر كرومر فى تقرير سنة 1906 م أن فى مصر جماعة صغيرة العدد آخذة فى الازدياد هى الحزب الذى يمكن أن أسميه على سبيل الاختصار بأتباع المفتى الأخير محمد عبده»، وذكر فى خصائصهم أنهم غير متأثرين بدعوة الجامعة الإسلامية ويتضمن برنامجهم، إن كنت قد فهمته حق الفهم، التعاون مع الأوروبيين لا معارضتهم فى إدخال الحضارة الغربية إلى بلادهم، ثم أشار كرومر إلى أنه تشجيعًا لهذا الحزب، وعلى سبيل التجربة قد اختار أحد رجاله وهو سعد زغلول وزيرًا للمعارف».
اللافت أن سعد زغلول تتلمذ على يد الإمام محمد عبده وجمال الدين الافغانى وبدأ عمله فى مجال السياسة بانضمامه إلى الجناح السياسى لفئة المنار وكانت تضم أزهريين وأدباء وسياسيين، واشترك فى الحملة العامة لإنشاء الجامعة المصرية ودافع عن كتاب قاسم أمين الشهير «تحرير المرأة» عندما اتهموه بالكفر فكتب فى مذكراته فصلا بعنوان «موت صديقى قاسم» قال فيه إن خادمه أبلغه بوفاة قاسم أمين بك لكنه قال «انتحر الرجل» يقول سعد فذهبت للمنزل برفقة عبدالخالق ثروت ومحمد صدقى فعرفنا أنه عاد لمنزله فى الساعة الثامنة مساء ورفض تناول الطعام وتألم من شىء فى أعلى صدره فدعكته زوجته بماء الكولونيا فطلب نارا لإشعال سيجارة لكنه فارق الحياة إلا أنه شن هجوما شرسا على الدكتور طه حسين عندما نشر كتابه «فى الشعر الجاهلى» وهو الكتاب الذى أثار ضجة كبرى واتهم بسببه عميد الأدب العربى بالإلحاد وجرى الرد عليه ونقده من قبل كثيرين، على رأسهم مصطفى صادق الرافعى وبعض الكتاب الأزهريين حيث خرجت مظاهرات متوجهة إلى البرلمان للقاء رئيسه سعد زغلول والذى خرج أمام المتظاهرين وخطب فيهم قائلًا: «إن مسألة كهذه لا يمكن أن تؤثر فى هذه الأمة المتمسكة بدينها، هبوا أن رجلًا مجنونًا يهزى فى الطريق، فهل يضير العقلاء شىء من ذلك؟، إن هذا الدين متين، وليس الذى شك فيه زعيم ولا إمام حتى نخشى من شكه على العامة، فليشك ما شاء، ماذا علينا إن لم يفهم البقر؟».
وعندما أثار كتاب «الإسلام وأصول الحكم» للشيخ على عبدالرازق ما أثاره من ضجة كان لسعد زغلول رأي فى هذه المسألة حيث يقول محمد إبراهيم، الذى كان سكرتيرًا خاصًا لـ«زعيم الأمة»، فى كتابه «سعد زغلول.. ذكريات تاريخية طريفة»: «كان سعد زغلول معارضًا للكتاب وقال عنه (لقد قرأت هذا الكتاب بإمعان لأعرف مبلغ الحملات عليه من الخطأ والصواب، فعجبت كيف يكتب عالم دينى بمثل هذا الأسلوب فى مثل هذا الموضوع؟، وقد قرأت كثيرًا للمستشرقين ولسواهم فما وجدت ممن طعن منهم فى الإسلام حدة كهذه الحدة فى التعبير، على نحو ما كتب الشيخ على عبدالرازق، لقد عرفت أنه جاهل بقواعد دينه، بل بالبسيط من نظرياته، وإلا كيف يدعى أن الإسلام ليس مدنيًا، ولا هو نظام يصلح للحكم وقرار هيئة كبار العلماء بإخراج الشيخ على من زمرتهم قرار صحيح، ولا عيب فيه، لأن لهم حقًا صريحًا بمقتضى القانون، أو مقتضى المنطق والعقل، أن يخرجوا من يخرج على أنظمتهم من حظيرتهم فذلك الأمر لا علاقة به مطلقًا بحرية الرأى كم وددت أن يفرق المدافعون عن الشيخ بين حرية الرأى، وبين قواعد الإسلام الراسخة التى تصدى كتابه لهدمها».
جانب آخر فى حياة «الباشا» يتعلق بشقيقه حيث صنف المصريون أحمد فتحى زغلول عضو محكمة دنشواى ورئيس محكمة مصر الابتدائية الذى كتب حيثيات حكم إعدام عدد من فلاحى قرية دنشواى عام 1906 أمام ذويهم بخط يده بمثابة الخائن الثانى بعد المحامى إبراهيم الهلباوى.
حيث اتخذ خصوم سعد من شقيقه وما فعله فى دنشواى وسيلة للطعن فى وطنيته وعندما جرى ترقية أحمد فتحى زغلول إلى منصب وكيل وزارة الحقانية فى العام التالى لمأساة دنشواى أى فى عام 1907 نظم بعض الموظفين حفل تكريمٍ فى فندق «شبرد» احتفالا بذلك وطلبوا من أمير أحمد شوقى نظم قصيدة بهذه المناسبة فأرسل لهم القصيدة فى ميعاد الاحتفال داخل مظروف لتفتحه لجنة الاحتفال لتفاجأ بأبيات تقول:
إذا ما جمعتم أمركم وهممتموا..بتقديم شىءٍ للوكيل ثمين
خذوا حبال مشنوقٍ بغير جريرةٍ وسروال مجلودٍ، وقيد سجين
ولا تعرضوا شعرى عليه، فحسبه من الشعر حكمٌ خطه بيمين
ولا تقرأوه فى «شبرد» بل اقرءوا..على ملأٍ فى دنشواى حزين
وغادر أحمد سعد زغلول الدنيا فى عام 1914 وكان يشغل منصب وكيل وزارة العدل ليذهب عن شقيقه حرج ما فعله فى دنشواى.
يذهب البعض إلى أن عبدالرحمن فهمى قائد الجهاز السرى لثورة 1919 هو القائد الحقيقى للثورة وقد ولد فهمى سنة 1870 وعمل ضابطا بالجيش قبل أن ينتقل للعمل الشرطى مأمورا لأقسام شرطة بالصعيد قبل أن يتولى مديرية بنى سويف ثم الجيزة فيما يقول آخرون إن سعد زغلول من أوكل إلى الرجل قيادة الجهاز السرى للتحريض على التظاهر ومقاومة الانجليز وإرهاب السياسيين المتعاونين من الاحتلال .
ويقول الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة الأسبق فى مقال له: ارتبط فهمى بالعمل السياسى من بعيد فقد كان شقيقه الأكبر محمد ماهر باشا والد على وأحمد ماهر من أصدقاء الخديوى عباس حلمى، وكان من الوطنيين المصريين المعارضين للاحتلال، وانتقل عبدالرحمن فهمى بين الجيش والبوليس وأصبح مديرا للجيزة، وترك منصبه بسبب صدامه مع الإنجليز سنة 1911، فانتقل للعمل فى أوقاف ألخديوى وهناك اصطدم بالخديوى شخصيا فأحاله إلى المعاش سنة 1913، وكان عبدالرحمن فهمى يتمتع بصلات طيبة بكل من سعد وعدلى وكذلك قيادات الحزب الوطنى، الأمر الذى أهله لتوحيد كلمة التيارات المختلفة، ولم شملها خلف قيادة الوفد.
يواصل أبو غازى: «وعقب وصول قادة الوفد إلى باريس اكتشفوا أن الأمور انتهت وأن مصر سلمت للإنجليز، فأرسل سعد برقية إلى محمود سليمان باشا، رئيس اللجنة المركزية للوفد، وصلت إليه فى 13 مايو سنة 1919، يسميها عبدالرحمن فهمى التلغراف المشئوم، جاء فيها: «منذ وصولنا وجدنا جميع الأبواب موصدة فى وجوهنا وكل الجهود والمساعى لم تؤد إلى نتيجة ففى النص التمهيدى لمحادثات الصلح اعترف الألمان بالحماية».
وخشى عبدالرحمن فهمى من آثار إذاعة التلغراف على المصريين، وخاف من تسرب أخباره فقرر أن يلجأ إلى الحيلة، فأوهم أعضاء اللجنة المركزية أن التلغراف مزور ومدسوس على سعد، وقال: إن التلغرافات لا بد أن تكتب على ورق الكربون وتظهر عليها الكتابة من الوجهين، اخترع عبدالرحمن فهمى القصة ليقنع الأعضاء بزيف البرقية، وقد صدقوه جميعا، ثم جعلهم يقسمون على عدم الحديث عن هذا الموضوع بتاتا. وأرسل من جهته برقية إلى سعد زغلول يعاتبه بأسلوب غير مباشر:
وفى نهاية مقاله يصل أبو غازى إلى قوله: «لكن مع أهمية دور عبدالرحمن فهمى فى الثورة هل يمكن أن نعتبره زعيمها الحقيقى؟ بالطبع لا، لكل الثورات جهازها السرى لكن هذا الجهاز لا يستطيع أن يقود الثورة وحده ولا أن يحشد الجماهير ويحركها، لقد كان الحزب الوطنى يمارس طوال سنوات الحرب أعمالا مشابهة لتلك التى كان يقودها عبدالرحمن فهمى لكنها لم تتحول إلى ثورة أبدا، لقد كان دور عبدالرحمن فهمى فى الثورة مهما لكنه لا يلغى دور زعيمها الحقيقى سعد زغلول، وقد عاش فهمى قرابة 20 عاما بعد وفاة سعد ولم يكن له دور إلا دور باهت فى النضال الوطنى قياسا على دور زعيم الوفد التاريخى بعد سعد، الزعيم مصطفى النحاس.