"مذكرات بن لادن" تضع المجتمع الدولي أمام محك في علاقته مع الإخوان.. هل يغير الغرب موقفه من الجماعة ويعتبرها إرهابية؟

سلط نشر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السي أى إيه، عددا من الوثائق السرية منسوبة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن التي تؤكد العلاقة السرية بين تنظيم القاعدة الإرهابي وجماعة الإخوان وإيران، وكشفت هذه الوثائق عن علاقة بن لادن بالإخوان المسلمين، الضوء على مدى إمكانية تغير الموقف الدولي تجاه الجماعة، وهل من الممكن أن يعتبرها الغرب تنظيما إرهابيا على غرار القاعدة.

وتباين أراء  خبراء حول وثائق بن لادن التى نشرتها المخابرات الأمريكية فالبعض ينفى علاقته الوثيقة بجماعة الإخوان في مصر، والبعض الأخر يؤكدها  لكن جميعهم لفتوا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها أغراض سياسية تريد تحقيقها من الجماعة لذلك تمارس أدوات الضغط عليها، كما أن المخابرات الأمريكية تمتلك هذه الوثائق منذ زمن طويل لكنها قررت أن تستغلها الآن، موضحين أن الموقف الأمريكي من الجماعة لن يتغير.

"ثروت الخرباوي":  ترامب  يضغط على جماعة الإخوان المسلمين لتحقيق أغراضه السياسية

ثروت الخرباوي

وفى هذا السياق قال الدكتور ثروت الخرباوي المتخصص في شئون الحركات الإسلامية إن الرئيس الأمريكي دونلد ترامب يريد أمرًا سياسيًا من الإخوان، لذلك قام بتحريك المخابرات الأمريكية لاستخدام وثائق أسامة بن لادن للضغط على قادة الإخوان، موضحًا أن وكالة المخابرات  المركزية CiA، لديها مذكرات بن لادن منذ زمن  طويل لكن لم تستغلها .

وأكد "ثروت الخرباوي" في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة"  أن موقف الإخوان الدولي سيشهد تغير كبير عقب كشف وكالة المخابرات الأمريكية عن   علاقة أسامة بن لادن بعبد المنعم أبو الفتوح، ومناع قطان مسؤل الإخوان المسلمين في المملكة العربية السعودية، لكن الموقف الأمريكي لا يتغير ولم تدرج الولايات المتحدة الأمريكية الإخوان ضمن قائمة الجامعات الإرهابية، مناشدًا القادة والمحللين السياسين بالكشف عن أسباب ترامب السياسية من الإخوان.

وأشار"الخرباوي" إلى أنه كشف في وقت سابق عن علاقة الإخوان بأسامة بن لادن، وقال في العديد من الكتب والمقالات، والحوارات الصحفية، إن بن لادن يتبع نهج الإخوان، وإن القاعدة جزء لا يتجزأ من سياسة الإخوان المسلمين، لكن لم يتم الالتفات لما يقوله حتى نشرته وكالة المخابرات الأمريكية.

وأكد" الباحث في الشئون الإسلامية" أن موقف الإخوان في مصر محسوم فهي جماعة إرهابية منبوذة سياسًا، ولا يتم التصالح معاها، فهي تتبع نهج العنف والدموية في تحقيق  أغراضها السياسية.

"أحمد بان": أمريكا لن تدرك الإخوان كمنظمة إرهابية

احمد بان

وفى سياق متصل  قال أحمد بان، الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، إن وثائق أسامة بن لادن التي نشرتها وكالة المخابرات المركزية السي أي إيه ليس دليل قاطع على علاقة القاعدة بالإخوان، فهناك لعبة استخبراتية لإجبار الإخوان على القيام بغرض سياسي يخدم مصالح الولايات المتحدة.

وأكد "بان"، في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة"، أن أسامة بن لادن قضى مرحلة من عمره في خدمة الإخوان كغيره من القادة الإرهابية، وقادة تنظيم القاعدة في العالم، لكنه لم يقود الإخوان  طيلة حياته على الإطلاق، لافتًا إلى أن موقف أمريكا لا يتغيير تجاه الإخوان ولن تدرج ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، وذلك لأن الأمر لازال مذبذب بين القادة الأمريكيين.

وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع الإخوان من خلال ثلاث جهات وهي الخارجية الأمريكية، والمؤسسة الرئاسية، وكالة المخاربات المركزية cia، لذلك تتباين الأمور في التعامل مع الإخوان كمنظمة إرهابية أم لا.