عن العفة والبكارة في التاريخ.. أمهات يبحثن عن رجال يفضون عذرية بناتهن قبل الزواج

الجمعة، 03 نوفمبر 2017 06:00 م
عن العفة والبكارة في التاريخ.. أمهات يبحثن عن رجال يفضون عذرية بناتهن قبل الزواج
البكارة والزواج في التاريخ
رامى سعيد

"العفة" جاءت متأخرة في سير التقدم فالذي كانت تخشاه العذراء البدائية لم يكن فقدان بكارتها، بل أن يشيع عنها أنها عقيم، فالمرأة إذا ما حملت قبل زوجها كان ذلك فى معظم الحالات معين لها على الزواج أكثر منه عائقًا، لأن ذلك الحمل سيقضي على كل شك في عقمها..!

هذا ما أكده "ويل ديورانت" فى موسعته الخالدة "قصه الحضارة"، موضحًا أن الجماعات البدائية التي قامت قبل ظهور الملكية، كانت تنظر إلى بكارة الفتاة نظرة ازدراء لأن ذلك يعني، حسب اعتقادهم، معناها عدم إقبال الرجال عليها.

عن العفة والطهارة
 

ويشير "ديورانت" إلى أن الرجال من قبيلة "كامشادال" إذا ما وجد عروس بكر ثارت ثورته وطفق يسب أمها سبًا صريحا لهذه الطريقة المهملة التي قدمت بها ابنتها إليه، وفي حالات كثيرة كانت البكارة حائلا دون الزواج لأنها تلقي على الزوج عبئًا ثقيلا على النفس.

ويفسر "ديورانت" سبب ازدراء البكارة عند الجماعات البدائية، لأسباب تتعلق بمفاهيم التحريم التي ارتبطت بتجريم إراقة دماء أحد من أعضاء القبيلة، فكان يحدث أحيانًا أن تسلم البنات أنفسهن لغريب عن القبيلة يزيل عنهن هذا العائق الذي يحول بينهم في الزواج.

وفي "التبت" كانت الأمهات يبحثن عن رجال يفضون بكارة بنتهن، وفى "ملبار" ترى الفتيات أنفسهن يرجون المارة فى الطريق أن يؤدوا لهن هذه المكرمه " لأنهن مادمن ابكارًا فهن لن يستطعن الزواح"، وعند بعض القبائل تضطر العروس إلى تسليم نفسها لأضياف العروس قبل دخولها إلى زوجها، وفى قبائل اخرى فى الفلبين يقوم موظف خاص يتقاضى راتبًا ضخمًا وتكون مهمته أن يؤدى هذا العمل عمن اعتزموا الزواج.

عن العفة والطهارة في التاريخ
 

ويجيب "ديورانت" على سؤال "ما الذى غيّر النظر إلى البكارة بحيث جعلها فضيلة بعد أن كانت خطيئة"؟ مرجعًا إياها إلى نشأه فكرة الملِكية فالعفة الجنسية بالنسبة للبنات قبل الزواج، جاءت امتدادًا بالشعور بالملك الذى أحسه الرجل إزاء زوجته بعد أن أصبحت الأسرة أبوية يرأسها الزواج.

ويوضح " ديورانت " أن البكارة زدات قيمتها لأن العروس فى ظل نظام الزواج كانت تشترى بثمن أعلى من أختها غير البكر التى ضعفت إردتها، إذ أن البكر يبشر ماضيها بالامانة الزوجية التى أصبحت عندئذ قيمة كبرى فى أعين الرجال الذين كان يؤرقهم هم الخشية أن يورثوا أملاكهم إلى ابناء السفاح.

ويشير "ديورانت" إلى عدم وجود جماعة في التاريخ كله قد أصرت على عفة الذكر قبل الزواج، بل لن تجد في أي لغة من اللغات معناها الرجل البكر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق