الأسباب الحقيقية لإحتفال بريطانيا بمئوية وعد بلفور وعلاقته باتفاقية سايكس بيكو
الخميس، 02 نوفمبر 2017 09:49 م
تعتبر إتفاقية سايكس بيكو عام 1916 ، اتفاقًا سريًا بين فرنسا والمملكة المتحدة، برعاية الإمبراطورية الروسية ، على تقسيم الشرق الأوسط بينهما، وذلك بتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا، عقب تهاوى الدولة العثمانية المسيطرة على هذه المنطقة في الحرب العالمية الأولى ، ومابين نوفمبر 1915 ومايو 1916 تم التوصل إلى حل دبلوماسي سري بين فرنسا وإنجلترا ، بعقد إتفاقية "سايكوس بيك" وكانت على صورة تبادل وثائق تفاهم بين وزارات خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية آنذاك ، وتم الكشف عن الإتفاق بوصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في روسيا عام 1917، مما أثار الشعوب التي تمسها الاتفاقية وأحرج فرنسا وبريطانيا .
تم تقسيم منطقة الشرق الأوسط بموجب هذا الإتفاق، وحصلت فرنسا على الجزء الأكبرمن الجناح الغربي من الهلال (سوريا ولبنان) ومنطقة الموصل في العراق. أما بريطانيا فامتدت مناطق سيطرتها من طرف بلاد الشام الجنوبي، متوسعة بالإتجاه شرقا لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية في سوريا ، كما تقررأن تقع فلسطين تحت إدارة دولية يتم الاتفاق عليها بالتشاور بين بريطانيا وفرنساوروسيا، ولكن الاتفاق نص على منح بريطانيا مينائي حيفا وعكا على أن يكون لفرنسا حرية استخدام ميناء حيفا، ومنحت فرنسا لبريطانيا بالمقابل استخدام ميناء الاسكندرونة الذي كان سيقع في حوزتها.
علاقة وعد بلفور بسايكس بيكو
وعد بلفور
عقب إكتشاف اتفاقية سايكس بيكو حاولت بريطانيا ضم الدولة العثمانية التى هزمت مع دول المركز التى تمثّله حينئذ ألمانيا، والنّمسا، وإيطاليا، والدّولة العثمانيّة ، تحالفت إنجلترا مع فرنسا وعقدا إتفاقية سايكس بيكو عام 1916، وبموجب هذه لإتفاقية أصبحت إنجلترا وفرنسا القوى العظمى المسيطرة على الشعوب العربية والإسلامية.
في هذا الوقت كانت الحركة الصهيونية برئاسة اللورد ليونيل والتر روتشيلد تشهد أعنف إنتفاضاتها في فلسطين، الأمر الذي دفع روتيشلد لتتوسل لإنجلترا بإعتبارها المسيطر الرئيسي على منطقة الشرق الأوسط وقتها ، لبحث محاولات إيجاد وطن لليهود، فقام وزير الخارجية البريطاني ن جميس آرثر بلفور فى 2 نوفمبر 1917، بشن الصراع العربي الإسرائيلي برسالته التى عرفت بوعد بلفور، والتي نصت على: "إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر"،وفي نهاية الوعد وصفت الخارجية البريطانية، رئيس وزراء إسرائيل بالمخلص وكان عدد الإسرائيلين وقتها لا يتجاوز 5% من سكان فلسطين.
وزير الخارجية البريطاني الأسبق
أسباب إحتفال بريطانيا بمئوية بلفور
انجلترا وبريطانيا
في 2 نوفمبر 2017 بعد مرور 100 عام على وعد بلفور تُصر رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي على الإحتفال بوعد بلفور، فأعادت التاريخ وقامت بمراسلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تدعو لزيارة بريطانيا لتناول العشاء إحتفالًا بالعيد المئوي لإقامة إسرائيل، وعلى حسب محللون فإن بريطانيا تفخر بالإعتراف بتل أبيب لأنها تعيد بذلك ذكرى سيطرتها على منطقة الشرق الأوسط وليس لمساندتها لإسرائيل، فصورة مصافحة نتياهو لتيريزا هي تأكيد لسيطرة بريطانيا على إسرائيل مجددًا.
الموقف الفلسطيني
مظاهرات فلسطينة
يذكرأن الموقف الفلسطيني لم يتغير، حيث تنتفض فلسطين مجددًا معربة عن غضبها بتقسيم أراضيها والتحكم في ممتلكتها، لذلك انطلقت تظاهرة حاشدة بدعوى من القوى الوطنية والإسلامية، من ساحة الجندي المجهول الرئيسية وسط مدينة غزة وصولا إلى مقرالأمم المتحدة غربي المدينة، لتنديد بالإحتفال بوعد بلفور ، ورفع المشاركون في التظاهرة الأعلام الفلسطينية ولافتات مكتوبة تندد بوعد بلفور، وأخرى تطالب بريطانيا بالاعتذار، والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة.
وسلم ممثلو القوى الوطنية والإسلامية مذكرة مكتوبة إلى مسؤولي الأمم المتحدة في غزة ، طالبوا فيها المنظمة الدولية بتحمل مسؤولياتها في إنصاف الشعب الفلسطيني عما لحق به جراء صدور وعد بلفور.
وفي نفس السياق ، نظم المجلس التشريعي في غزة اعتصاما ، رفضا لوعد بلفور ولمطالبة بريطانيا بـ "الاعتراف بخطيئتها الكبرى والاعتذار للشعب الفلسطيني عن كل ما ترتب على الوعد المشئوم".