الانتهاكات تشوه وجه القاهرة الفاطمية.. وتهدد إنجاز "شارع المعز" (صور)
الجمعة، 03 نوفمبر 2017 10:00 ص
رغم الجهود الهائلة التي بذلت على مدار السنوات الماضية؛ من أجل إعادة الرونق الحضاري، والتراثي، إلى القاهرة الفاطمية، وهو ما بدا واضحا في شارع المعز لدين الله، أعرق شوارع تلك المنطقة التاريخية، فإن الانتهاكات المتتالية، والإهمال الذي عاد ليسود عقول المسؤولين، بات قاب قوسين أو أدنى من تشويه الوجه الجميل الذي أطل عليها في إنجاز شارع المعز.
وشهدت الفترة الماضية، تراجعا حادا في حالة المنشآت الأثرية بالقاهرة الفاطمية، فسقطت شرفات الكثير منها، وغير المواطنون ألوان الجدران الخارجية لعدد آخر، فيما اتخفت الكثير من جدران هذه المباني، تحت لافتات الإعلانات التجارية، للمحال، والشركات المنتشرة في تلك المنطقة، وسط غياب تام لجميع الجهات المسؤولة، التي يحلو لها التفرقة الحاصلة لدماء هذه الأماكن على مكاتب الوزارات والهيئات المختلفة، وذبحها قرابين للروتين، والبيروقراطية.
ولكي نعرف قيمة هذه المنطقة الأثرية الرائعة، نتناول جانبا من تاريخها العريق، في موقعين فقط من أشهر أماكنها، في مصر والعالم بأسره.
- مسرح الأساطير
ويعد شارع "المعز"، أقدم شوارع القاهرة، ويتجاوز عمره أكثر من ألف عام، ولا يملك زواره حينما يقفون بين جنباته إلا أن يشعروا بأن آلة الزمن نقلتهم إلى عصر العظمة الإسلاميةن من قباب ومآذن ومساجد وأسبلة وحوانيتومبانى عتيقة نسجت تاريخ هذا البلد بما تمثله من تحف معمارية تشهد على جال الطراز الإسلامي الفتان.
في القاهرة تختلط الحياة بالأساطير، وتضيع الحقيقة وسط الخيال، وهي من العواصم القليلة التي تثير الخيال، وهذا ما يؤكده عمرو عبد الكريم، الأثري بمنطقة القاهرة الفاطمية، قائلا:حديث المقريزيعن أسطورة بناء القاهرة، عجيبة وتروي أن جوهر الصقلي اختار موقعها بناء على تنبؤات فلكية، حيث رسم على الموقع مربع، ورسمت على طول محيطه أعمدة متصلة بأحبال علقت بها أجراس واجتمع الفلكيون ينظرون إلى السماء حتى يحددون لحظة بدء العمل،بناء على حركة النجوم في السماء.وأضاف أنه في أثناء ترقبهم، إذا بغراب يدق الأجراس فتصوروا أنها إشارة الفلكيين، المنتظرة والتي تشير إلى أن كوكب المريخ صاعد، وكانوا يطلقون عليه لقب قاهر الفلك، ومن هنا جاءت تسمية المدينة بالقاهرة.
ومن أساطير القاهرة الحكايات عن الصخرة التي تحمل أثر أصابع النبي موسى، وأخرى عن شجرة مريم المقدسة فى المطرية، والتى استظلت بها وأرضعت المسيح، وهناك حكايات عن عمود الجامع الطائر في مسجد عمرو بن العاص،والذي جاء طائرا من مكة إلى الفسطاط.
وتابع: "هناك أيضا روايات عن أن نهر النيل ينبع من الجنة"، مشيرا إلىحكاية صاحب مسجد الحاكم بأمر الله، ذلكالسلطان الغامض، الذى اختفىخلال صعوده جبل المقطم، كي يقضي الليل بإحدى المغارات، ويقال إن أتباعه من المذهب الإسماعيلي مازالوا ينتظرون عودته حتى الآن. أسواق خان الخليلي
وتعد هذه الأسواق من أعرق أسواق الشرق، يزيد عمرهاعن 600 عام، وترتبط حاليا بخان الخليلي شبكة الأسواق المحيطة به، التّي تتخصص كلّ منها بسلعة أو صناعة أو حرفةمعينة من الحرف التقليدية واليدوية مثل أعمال الخيامية، ومقلدات التحف الفرعونية والإسلامية، والمفروشات والتحف المعدنية، والخشبية المطعمة والأدوات والأزياء الشعبية، لكن يبقى سؤال مهم، من هو الخليلي؟!
هو الأمير جهاركس الخليلي،وهو تاجر منمدينة الخليل الفلسطينية، جاء لينال في القاهرة حظوة الجاه والثروة،وحضرإلى مصر أيام السلطان الغوري، وكان كبيراللتجار في عصر السلطان برقوق عام 1400م.
ومازال هذا النص "السلطان الملك الأشرف أبو النصر قنصوه الغوري عز نصره"، مكتوبا على مدخل الخان، وجعل جهاركس الخليلين الخان وقفًا إسلاميا عاما، يوزع كل يوم رغيفين على كل فقيرٍ، من المردود الذي يأتي به الخان، من خلال تخزين البضائع واستراحة التجار واتخاذهم منه مكانا لمبادلات ومفاوضات تجارية، وما زال خان الخليلي نموذجا وعنوانا للخانالإسلامي.
- سوق الملابس والمنسوجات
من الأسواق القديمة بمدينة القاهرة، سوق الحريريين بشارع المعز، بجوار القصور الفاطمية المندثرة، و استمرت بعد ذلك صناعة الحرائر والأقمشة وأشهرها حاليا سوق الغورية، المواجه لخان الخليلي.
ويعد شارعا الموسكي وجوهر القائد، اللذان يقعان في أواخر شارع المعز، بعد سوق الصاغة وقبل مدرسة الأشرف برسباي، من أكبر الشوارع التجارية ذات الكثافة العالية في القاهرة، حيث يشغلهما والشوارع المتفرعة منهما كشارع الأزهر الموازي لهما، عدد هائل من تجار الملابس والمفروشات بشتى انواعها، ويقصدهما يوميا عدد هائل من البشر.
وهناك سوق العقادين، بحي الغورية، وهو من الأسواق القديمة بمدينة القاهرة أيضا، فكانت تباع فيه الأقمشة الأجنبية ونسيج بعلبك ومنسوجات الموصل والحرائر الايطالية كالدمقس والمخمل والبروكار وغيرها من المنسوجات التي اشتهر بها سوق الغورية.