"لو عايز تبقى خبير اعمل صفحة على فيسبوك".. مشورات في الطب وعلم النفس عبر مواقع التواصل الاجتماعي

إيهاب الطاهر: لا يليق بالدولة المصرية أن تستمر هذه الممارسات وعلى وزارة الصحة ومباحث الانترنت التصدي لها

عضو نقابة العلاج الطبيعي: له نتائج كارثية على المرضي وإصابتهم  بكسور أو تمزق أو خلع في المفاصل

نائب: البرلمان يستعد لمواجهة فوضى الإعلانات في بعض الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي 

" أنا خبير في الرياضة لو حد ليه أي استفسار أنا تحت أمركم" .. هكذا يعلن ويصف أي شخص عن نفسه على مواقع التواصل الإجتماعي لعرض خدماتهم لرواد تلك المواقع.

وتحولت مواقع التواصل الإجتماعي خلال الفترة الأخيرة من مواقع لـ" الدردشة" واكتساب صداقات جديدة" إلى باب خلفي للشهرة أحيانا والنصب أحيانا أخرى، من خلال تقديم المشورات في العديد من التخصصات . 

 

إحدى الصفحات على مواقع التواصل التي تم تدشينها بعنوان " اسأل مجرب"، و"قول تجربتك"، للاستفسار عن أي سؤال أو حل مشكلة من خلال عرض الخبرات التي مر بها أعضاء الصفحة في تلك الجزئية،  والتي استطاعت في وقت قصير اجتذاب عدد كبير من المتابعين، وهو ما وجده البعض فرصة  في الدعاية الشخصية والحصول على الشو الإعلامي من خلال إضافة صفحته بعنوان خبير في الرياضة، أو في علم النفس والتربية.

إيهاب الطاهر أمين عام النقابة العامة للأطباء أكد أن ما يتم تداوله على صفحات التواصل مخالف تمامًا لآداب وأصول ممارسة مهنة الطب، حيث لا يمكن وضع التشخيص الطبي وبيان حالة المريض إلا بعد مناظرته ومعاينته وإجراء كشف كامل عليه.

وأوضح الطاهر: " للأسف الشديد مهنة الطبيب أو لقب دكتور أصبحت جاذبة للعديد من المدعين، وهذا ما تكشف عنه الإعلانات التي يتم تداولها من خلال الفضائيات أو صفحات التواصل الاجتماعي، والتي تعمل على استغلال المرضى وتحديدا من أصحاب الأمراض المستعصية ، ومنها العقم، أو السمنة المفرطة.

وأكد الطاهر أن القانون يمنع ويحظر على الطبيب المسجل في نقابة الأطباء الإعلان عن نفسه او الترويج من خلال  الشاشات أو مواقع التواصل الاجتماعي، ولذلك يجب على وزارة الصحة ممثلة في إدارة العلاج الحر التصدي لهذه الممارسات التي لا يليق بالدولة المصرية أن تستمر هذه الممارسات، بجانب مباحث الانترنت.

"له نتائج كارثية على المرضى"، هكذا بدأ الدكتور أحمد فؤاد عضو مجلس نقابة العلاج الطبيعي حديثه مع "صوت الأمة "، مشددا على أن مهنة العلاج الطبييعى ذات طبيعة خاصة حيث يتم التعامل مع المرضي في أضعف حالاتهم  سواء بعد إجراء العمليات أو الحوادث ولذلك  يقتصر العمل بها على المؤهلين والمختصين فقط.

وأوضح فؤاد: للأسف الشديد لوحظ في الفترة  انتشار العديد من الأماكن غير المرخصة والتي لا يقوم عليها أطباء متخصصين  لممارسة العلاج الطبيعي والتي يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة للمرضى، ومنها التسبب في كسور أو تمزق أو خلع في المفاصل.

الدكتور المعتز بالله على النجار عضو لجنة الشؤون الصحية بمجلس النواب قال إن ظاهرة الإعلان عن  الأدوية وعلاج الأمراض على اختلاف أنواعها بما فيها الأمراض المستعصية ومنها الأورام وجدت أرضا خصبة من خلال بعض الفضائيات، وصفحات التواصل الاجتماعي، والتي تتشابه  على حد كبير مع إعلانات  الدجل  والشعوذة.

وأكد عضو لجنة الشئون الصحية على أن استمرار هذه الظاهرة وانتشارها بذلك الشكل يستدعى مواجهته بكل حسم من خلال التحرك  عبر عدة محاور سواء من خلال البرلمان الذي عليه أن ينتفض من خلال تشريعات  قوية  لمواجهة فوضى الإعلانات على صفحات التواصل الاجتماعي أو على شاشات بعض الفضائيات، وهو ما سيحدث في القريب العاجل، بالإضافة إلى تحرك جاد من وزارة الصحة لتتبع مصدر هذه الإعلانات  من خلال استخدام الضبطية القضائية، بالإضافة إلى دور الإعلام وتدشين حملات توعيه للمواطنين بمخاطر الاعتماد على إعلانات مجهولة المصدر في التداوي.