لافتة اليوم.. الحايس البطل والسيسي الأب

"عبد الفتاح السيسي..الأب والإنسان".. جملة رددها أبناء الشعب المصري، صباح اليوم الأربعاء، للتعبير عن مفاجأة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حينما استيقظ المصريون على مشهد قلما يتكرر في زيارة للنقيب البطل محمد الحايس بمستشفى الجلاء العسكري.   

السيسى لـ"الحايس": مصر لا تنسى أبنائها

زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لمست قلوب المصريين وأمحت أحزان 11 يوماَ عاشها المصريون حزنًا على شهدائهم بالواحات، حيث تتضمن المشهد تحية إعزاز وتقدير وسلامًا ظهرت عليه ملامح الأبوة من خلال اطمئنانه على أحد أبناء الوطن الأجلاء الذي لم يتوانى لحظة عن التضحية بروحه في مواجهة إرهاب غاشم، حيث شد الرئيس عبد الفتاح السيسي على يد الحايس قائلاَ له: "مصر لا تنسى ابنائها ولا تفرط في حقهم".   

زيارة محت أحزان 11 يوماَ

زيارة الرئيس للحايس تعد أول زيارة له عقب عملية تحريره على يد قوات الصاعقة المصرية، التي حولت مختطفيه من العناصر الإرهابية إلى أشلاء، وكبدتهم أرواحهم، بحسب ما جاء في البيان الرسمي للمتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، لتثأر له ولزملائه من شهداء الشرطة في حادث الواحات، لم يكن الموقف الإنساني الأول للرئيس، الذي يأتي بزيارة تحمل المواساة، وينزل بها السكينة على القلوب. 

البطل محمد الحايس، رغم حالته الصحية، إلا أنه كان يتمنى أن يقف على قدميه ليتسلم مهام عمله لمواصلة تضحياته من أجل تراب هذا الوطن، كما جاء على لسان والده الدكتور علاء الحايس، الذي وجه الشكر والتقدير للرئيس السيسي قائلًا:" شكرا لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي اللي وعد فعلا ونفذ الوعد.. ومصر كلها كانت واقفة جنب ابني..أنا كانت بتجيلي مكالمات من بره مصر لناس بيقولي هنروح نعمل عمره للحايس مخصوص".  

مفاجأة.. الحايس كان يتناول 5 سم فقط من المياة

والد الحايس فجر مفاجأة من العيار الثقيل، حينما كشف عن أن نجله "محمد" كان يتلقى جرعة من المياه من العناصر الإرهابية تقدر بـ5 سم في اليوم، حيث إن جسده كان يظهر عليه علامات التشقق من الجفاف، ووجه والد النقيب البطل رسالة للشعب المصري قائلًا:" اقفوا جنب بعض وحبوا بعض لأننا في خطر ونبطل شائعات"، ووجه رسالة للرئيس السيسي مفادها:" ربنا يقدرك يا ريس.. ويقدر الجيش على التحديات اللي عندهم".  

بداية الأحداث:

في 20 أكتوبر المنصرم، وقعت الاشتباكات بين عناصر إرهابية مسلحة وقوات الشرطة في منطقة الكيلو 135 بطريق الواحات، وأسفرت عن استشهاد 16 من قوات الشرطة، وإصابة 13 آخرين، فيما قُتل وأصيب 15 من العناصر الإرهابية، بطريق الواحات البحرية.  

شائعات مواقع التواصل

منذ ذلك الحين، كانت واقعة اختطاف النقيب الشرطة محمد الحايس، ضابط مباحث قسم شرطة ثان أكتوبر، على يد العناصر الإرهابية، وبعدها أطلقت الشائعات من عدد من المواقع والفضائيات بخصوص مصير النقيب محمد الحايس ما بين شهيد ومختطف.

اتصال هاتفي يخطر والد الحايس بوفاة نجله

وعقب الأحداث مباشرة، قال عبدالغني الحايس أحد أفراد أسرة النقيب محمد الحايس، معاون مباحث قسم ثان أكتوبر، إن الأسرة لم تتأكد حتى الآن من مصير ابنهم الحقيقي، نافيا كل ما تردد بشأن العثور عليه.

وأوضح عبر منشور له على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أنه تم التواصل مع والد النقيب في الساعة الخامسة صباحًا، يخطره باستشهاد نجله ويسأله عن الترتيب الجنازة ومرت الساعات صعبة على الجميع في انتظار وصول جثمان البطل الشهيد ".

بيان وزارة الداخلية يخلو من اسم الحايس

تنفس المجتمع المصري بإثره الصعداء، عقب خروج بيان وزارة الداخلية ولم يكن الحايس من بين أسماء الشهداء، واستمرت قوات الشرطة والجيش في تمشيط الظهير الصحراوي ليل نهار، ما اضطرهم في الدخول في مواجهات مع العناصر الإرهابية بمختلف عناصرها وحركاتها ومن بينهم جيش المرابطين التابع لتنظيم القاعدة بزعامة الإرهابى هشام العشماوي. 

تحرير الحايس

وبالأمس، أفادت مصادر مطلعة بأن القوات المسلحة تمكنت من تحرير نقيب الشرطة محمد الحايس، وبه بعض الإصابات في ساقه، بعد قتل عدد من الإرهابيين على حدود ليبيا، وتم إيداعه مستشفى العجوزة، نظرًا للإصابات التي لحقت به.

الحايس فى سطور

النقيب محمد الحايس يعلم جيدا طبيعة منطقة الواحات الوعرة، ما أدى بدوره إلى الإستعانة به قوات الأمن والعمليات الخاصة، فى العديد من المداهمات لأوكار خلايا إرهابية.

دفعة 2011

التحق النقيب محمد الحايس  بكلية الشرطة عام وتخرج فيها 2011،عمل في أقسام متعددة منها، قسم شرطة الهرم، وقسم العمرانية، قسم شرطة ثان أكتوبر، وتم تكريمه من قبل الإدارة العامة لمباحث الجيزة العديد من المرات، خلال فترة عمله بالمباحث.

تم تكريمه الشهر الماضي

كرمه اللواء هشام العراقي، مدير أمن الجيزة، في 23 سبتمبر الماضي، على جهوده فى فرق البحث التي شارك بها كمعاون مباحث بقسم شرطة ثان أكتوبر، وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، فيديو يحوى شهادة التكريم التي حصل عليها  محمد الحايس.

آخر محادثة للحايس مع صديقه

ونشر مصطفى حسام، أحد أصدقاء  النقيب محمد الحايس آخر محادثة بينهما، على الماسنجر، وكان الحايس يخبر صديقه بأنه يشتاق لرؤيته لكونه في فرنسا. 

وقال محمد الحايس لصديقه في المحادثة:" كلمني ياعم بالصوت عاوز اسمع صوتك يادرش كلمني".

وعلق صديق الحايس، قائلاً:" النقيب محمد الحايس البطل  أخوايا وحبيبي وصاحبي وعشره عمري والله هتوحشني آخر مرة كلمتني كنت بتكلمني عشان واحشتك وانت دلوقتي الي هتوحشني اووي يا غالي مش هقول غير الله يرحمك يا شهيد في الجنه يا غالي يا اخوايا يا حبيبي وحسبنا الله ونعم الوكيل في الارهاب الي بياخد معاه كل حاجه حلوه سلام يا اخوايا وصاحبي في الجنه يا غالي". 

 

وأسفرت الضربات، بحسب بيان المتحدث العسكري، عن تدمير 3 عربات دفع رباعى محملة بكميات كبيرة من الاسلحة والذخائر والمواد شديدة الانفجار والقضاء على عدد كبير من العناصر الإرهابية، فيما تقوم القوات الجوية بالتعاون مع عناصر الشرطة بتمشيط المنطقة للقضاء على العناصر الهاربة.