بعد استدعاء المحكمة الإسبانية.. الاعتقال أو اللجوء بالخارج مصير زعيم كتالونيا
الأربعاء، 01 نوفمبر 2017 03:20 ممحمود علي
دخلت أزمة إقليم كتالونيا بعد الاستفتاء الذي تم إجراءه قبل أسابيع للاستقلال عن إسبانيا، مرحلة صعبة من الاصطدام بعد استدعاء القضاء الإسباني رئيس الإقليم المقال كارليس بيجديمونت و13 آخرين من حكومته لاستجوابهم هذا الأسبوع، قبل اتهامهم رسميًا بإعلان استقلال الإقليم من جانب واحد، فيما طرحت هذه التطورات أسئلة حول تداعيات هذه القرارات على الإقليم في الفترة المقبلة.
وأعطت المحكمة العليا في إسبانيا للمسؤولين المقالين من الحكومة الكتالونية مهلة 3 أيام لدفع وديعة تقدر بـ 7.2 مليون دولار أمريكي لتغطية تكاليف الالتزامات القانونية، ويأتي هذا الاستدعاء بعدما طالب المدعي العام الإسباني بتوجيه تهمة التمرد لبوجديمون والمشرفين على استفتاء الانفصال، الذي وصفته مدريد بأنه غير قانوني.
أول التدعيات التي ظهرت مؤشراتها على السطح بعد قرار المحكمة الاسبانية هو اختفاء رئيس الإقليم عن الأنظار، إلا أنه ظهر أمس الثلاثاء في بروكسل، لكنه نفى ما أشيع حول طلبه اللجوء في بلجيكا، وشدد بوتشيمون في مؤتمر صحفي في بروكسل على أنه لا يسعى للجوء السياسي في بلجيكا بعدما أوصى المدعي العام في إسبانيا بتوجيه اتهامات بالتمرد والعصيان له.
وأضاف أنه سيعود إلى كتالونيا "فورا" إذا ضمن عملية قضائية عادلة في إسبانيا، وردا على سؤال من الصحفيين حول مدة بقائه في بروكسل، قال "طالما اعتبرنا الأمر ضروريا. الوضع يتطور كل يوم، هنا لدينا ضمانات أفضل لحقوقنا هنا ونستطيع الوفاء بالتزاماتنا من هنا".
وسيبني على هذه التصريحات قراءة مهمة وهو احتمالية أن يلجأ بالفعل رئيس الإقليم إلى بروكسل إذا ما تلقى إشارات باعتقاله وحبسه على خلفية تمسكه باستقلال الإقليم من جانب واحد، وهو ما أكده في أحدى تصريحاته بأنه: "إذا استطاعت إسبانيا أن تضمن عملية مستقلة عادلة، بفصل السلطات الذي لدينا في أغلب الدول الأوروبية سنعود فورا".
من جهة أخرى يبدو أن إقليم كتالونيا سيقلل من طموحاته في الفترة المقبلة، لا سّيما بعدما طالب زعيمهم من سكان الإقليم الاستعداد لطريق طويل، داعيًا إلى ابطاء عملية الاستقلال لتجنب الاضطرابات، كما طالبهم بتجنب العنف، معتبرًا أن "الحوار أولوية".
وسيواجه رئيس إقليم كتالونيا المقال الكثير من التحديات في الفترة المقبلة لا سّيما مع الرفض الأوروبي الواسع للاستقلال من جانب واحد، فالبرغم من أن زعيم الإقليم أكد أنه جاء إلى بروكسل من أجل إسماع صوته في الاتحاد الأوروبي، إلا أنه من المتوق أن يسمع رفض أوروبي واسع لخطواته أحادية الجانب، حيث أعلنت بريطانيا، وفرنسا وألمانيا عدم اعترافها بخطوة برشلونة.
كما أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، دعمه لإسبانيا الموحدة، ونبّه رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يحتاج إلى «مزيد من التصدعات والانقسامات»، فيما أكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، أن مدريد «ستبقى المحاور الوحيد» للتكتل، داعيًا الحكومة الإسبانية إلى «إعطاء الأولوية لقوة الحجة، لا لحجة القوة».
وجمدت مدريد الحكم الذاتي في الإقليم ودعت إلى انتخابات جديدة بعدما أعلن بوجديمون وحكومته الاستقلال عن إسبانيا، الأسبوع الماضي، وأخطرت المحكمة العليا الإسبانية المسؤولين الكتالونيين المقالين، الذين لم توجه أي تهم لهم، بالإدلاء بشهادتهم يومي الخميس والجمعة، وفي حال لم يمثلوا أمامها فإن المدعي العام سيصدر أمرًا باعتقالهم فورًا، وتصل عقوبة الإدانة بالتمرد في إسبانيا إلى السجن لمدة 30 عاما.