لينين.. مُحرر الشعب الروسي (بروفايل)

السبت، 04 نوفمبر 2017 10:10 م
لينين.. مُحرر الشعب الروسي (بروفايل)
لينين
محمد أبو ليلة

في أواخر القرن التاسع عشر وبينما كانت روسيا تعيش حالة من الاستبداد السياسي من جراء القرارات التي كان يتخذها قيصر روسيا آنذاك ألكسندر الثالث، كانت ملامح الثورة تتشكل في وجدان أحد أهم السياسيين في القرن العشرين" فلاديمير ليين" الزعيم الروسي الذي قاد ثورة البلاشفة قبل مائة عام من الآن.
 
n-SOCIAL-MEDIA-large570
 
 
 
كان لينين لا يزال في دراسته الثانوية عندما شاهد أخاه جنود القيصر وهم يقوموا بإعدام أخيه"ألكسندر" شنقاً بتهمة الاشتراك في مؤامرة لاغتيال القيصر، وقتها شاهد لينين أخاه وهو يعترف نصاً بمحاولة اغتيال قيصر روسيا قائلا"أردت قتل القيصر لأنها الوسيلة الوحيدة لتحقيق الحرية السياسية للشعب الروسي".. هذه الحادثة وكلمات أخيه تركت أثاراً بالغة في نفسه ومن هنا بدأت أفكاره الثورية تتبلور.

لينين المحامي

في السنة نفسها أنهى لينين الذي وُلد في 22 إبريل من عام 1870 دروسه الثانوية بامتياز وحصل على الميدالية الذهبية، وفي الخريف انتسب إلى جامعة قازان ولكنه طُرد منها بسبب تزعمه لفئة احتجت على انعدام الحرية في الجامعة، وقد حاول عدة مرات تقديم طلبات للعودة إلى متابعة دروسه، ولكنها رفضت كلها.
 
بعدها بفترة قبلت جامعة بتروسبورغ طلبه للانتساب إليها شرط عدم حضور الدروس، والاكتفاء بالمجيء إلى الحرم الجامعي في نهاية السنة الدراسية للاشتراك في الامتحانات. 
 
في سنة 1891 حصل لينين على شهادة الحقوق من الجامعة ثم بدأ العمل في مكتب للمحاماة في سامارا، وفي تلك الفترة راح يقرأ كتابات كارل ماركس بعمق حتى العام 1893 حين انضم إلى منظمة ماركسية تدعى الديمقراطية الاجتماعية وما لبث أن عاد إلى بترسبورغ حيث تولى قيادة تلك المنظمة، وساعده في صعوده ذكاؤه اللامع وثقافته الغزيرة وقدرته على الخطابة والإقناع.

مفهوم الثورة عند لينين

كانت الأحداث في روسيا تتصارع فالقيصر توفي عام 1894 وخلفه ابنه نيقولا الثاني، لكن لينين فقد أمضى معظم العام 1895 في فرنسا وألمانيا وسويسرا حيث التقى معظم الماركسيين النشطين هناك، وبعد شهرين من عودته إلى بترسبورغ أُلقي القبض عليه فيما هو يستعد لإصدار جريدة قضية العمال، وبقي رهن التحقيق أكثر من عام إلى أن صدر بحقه الحكم بالنفي إلى سيبيريا عام 1897.
 
وفي روسيا ارتفعت المطالبات بمزيد من الحريات السياسية، والسماح للفلاحين بزراعة الأراضي التي يمتلكها الإقطاعيون، زيادة أجور العمال وتحسين ظروف العمل، إنهاء الحرب ضد اليابان.
وفي يوم الأحد 22 يناير 1905 نظم كاهن أرثوذكسي يدعى جورج غابون مظاهرة اشترك فيها أكثر من 200 ألف مواطن في بترسبورغ، كانت هذه الأحداث بداية لثورة كبرى سوف تجتاح المجتمع الروسي بعده هذه الانتفاضة بأعوام.
 
وكانت مظاهرة سلمية تهدف إلى إيصال المطالب الشعبية إلى القيصر، ولكن رجاله أطلقوا النار على المتظاهرين وقتلوا عدة مئات منهم، وكانت تلك هي الشرارة التي أشعلت الثورة الروسية وامتدت، على درجات متفاوتة من الحدة، حتى سقوط النظام القيصري في عام 1917م.
 
عاد لينين خلال ثورة عام 1905 في روسيا إلى وطنه ليشارك في التمرد ضد الحكومة، وفي عام 1908 توجه مرة أخرى إلى سويسرا وبعد ذلك سافر إلى باريس، وفي عام 1916 بعد انقسام شهده حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي ترأس لينين الحزب البلشفي، ومع نشوب الحرب العالمية الأولى دعا لينين إلى تحويل الحرب العالمية إلى حروب أهلية ضد حكومات رأسمالية في الدول الأوروبية.
 
 
1386694858812123100
 

بداية الثورة
وفي 16 أبريل 1917 عاد لينين مرة أخرى إلى روسيا عقب الإطاحة بالقيصر الروسي نيقولا الثاني وتبوأ مكانته من بين البلاشفة في روسيا ونشر في صحيفة البرافدا أطروحة أبريل التي تروي وجهة نظر لينين في كيفية إدارة روسيا سياسياً. 
 
وبعد الثورة العمالية الفاشلة في يوليو من نفس العام اضطر لينين للمغادرة إلى فنلندا مرة أخرى لدواعي أمنية ومن ثم عاود الرجوع إلى روسيا في أكتوبر مدججاً بالسلاح ليقود الثورة ضد حكومة كيرنسكي المؤقتة.
 
وقتها دعا لينين الهيئة المركزية للحزب إلى إعلان الثورة ، كانت حكومة كيرينسكي ضعيفة، وكان ليون تروتسكي أحد القادة البارزين في الحزب يحظى بولاء مجموعات كبيرة من الجنود، وأعلن بعض فرق البحرية تأييد الثورة. 

لينين رئيس روسيا

وهكذا قرر البلاشفة التحرك فسقطت بتروغراد بأيديهم دون مقاومة تذكر، وسيطر البلاشفة برئاسة زعيمهم "لينين" على مدينة موسكو  في أقل من أسبوع، وأصبحت روسيا كلها تحت سيطرتهم واستطاعوا اكتساب ثقة الأهالي بالشعار البسيط الذي رفعوه "الخبز والسلام والأرض للجميع.
 
في الثامن من نوفمبر من عام 1917 اجتمع مجلس السوفييت ممثلين عن كافة الأقاليم الروسية، وانتخبوا مجلس مفوضي الشعب الذي انتخب لينين رئيسا له، وهكذا صار فعلياً "لينين" رئيساً للدولة الروسية، وفي الاجتماع الأول سأل لينين المجلس أن يعطيه تفويضاً بإعلان إنهاء الحرب ضد ألمانيا وبإلغاء الملكية الفردية، فوافق المجلس على الشأنين، وكان ذلك بداية مفاوضات السلام مع ألمانيا وبدأ العمل على إلغاء الملكية الخاصة للأراضي وإلحاقها بممتلكات الدولة. 
 
وفاته
وفي يوم 30 أغسطس 1918 وبعد أن انتهى لينين من أحد الاجتماعات وكان في طريقه لسيارته، اقتربت منه فتاه تدعى فانيا كابلان ونادته باسمه، فلما التفت إليها لينين أطلقت عليه 3 أعيرة نارية طالت كتفه ورئته ولكنها لم تكن في مقتل، وفي مارس 1921 عمد لإجراء بعض الإصلاحات الداخلية فشجع الأعمال الزراعية والصناعية الصغيرة إلا أن ثورة البحّارة في نفس الشهر حالت دون تحقيق برنامجه في الإصلاح الداخلي، وكانت محاولة الاغتيال وهموم إدارة الدولة قد نالتا من صحته التي أخذت في التدهور.
 
في مايو 1922  أُصيب لينين بجلطة دماغية قللت من مشاركاته السياسية، وفي ديسمبر من نفس العام داهمته جلطة ثانية وأمرت الإدارة السياسية بأن يبقى بعيدا عن الأضواء، وفي مارس 1923 أصيب بجلطة ثالثة ألزمته الفراش إلى أن توفي إثر جلطة رابعة في 21 يناير 1924.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق