مائة عام منذ "ثورة روسيا".. لينين مر من هناك

 

 

وازدادت الصعوبات في الحصول على أحكام، وانخفض إجمالي الإنتاج الصناعي في عام 1917 في روسيا بنسبة تزيد على 36 % عما كان عليه في العام 1916. 

 

ومع بداية شهر سبتمبر كان 50 % من جميع الشركات في روسيا قد أُغلقت، مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة، وفي الوقت نفسه، ارتفعت تكاليف المعيشة بشكل حاد، وتراجعت الأجور الحقيقية للعمال الروس بنحو 50 في المائة عما كانت عليه في عام 1913. 

 

على الجانب الآخر كانت ديون روسيا في أكتوبر من 1917 ارتفعت إلى 50 مليار روبل، وكانت روسيا  على وشك الإفلاس، كل هذه الأحداث كانت مُقدمات لاندلاع الثورة البلشفية في روسيا والتي سيمر على ذكرها مائة عام كاملة في الـ  7 من نوفمبر الجاري.

 

كان زعيم حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي "فلاديمير لينين"، يسبح من بعيداً في منفاه خارج روسيا، لكنه كان طرح فكرة في عام 1914 لتحويل الحرب الإمبريالية إلى حرب أهلية.

أهداف الثورة

كانت أهداف الثورة البلشفية هي تحقيق المساواة بين فئات الشعب كافة من جميع النواحي والقضاء على الرأسمالية الإقطاعية وتحقيق الاشتراكية والعمل الاشتراكي الموحد، وبدأت في سبتمبر وأكتوبر من عام 1917، إضرابات من قبل العمال في موسكو وسانت بطرسبرغ وعمال المناجم من دونباس، والحدادين من جبال الأورال، وعمال النفط في باكو، وعمال الغزل والنسيج، وعمال السكك الحديدية في 44 من خطوط السكك الحديدية، وشارك في هذه الأشهر وحدها أكثر من مليون عامل روسي في الإضراب، وقام العمال بالسيطرة على الإنتاج والتوزيع في العديد من المصانع.

 

وأعلنت اللجنة المركزية للبلاشفة قرارها أن انتفاضة مسلحة أمر لا مفر منه وبأن الوقت قد حان لذلك تماماً، وفي يوم 23 أكتوبر قام الثوار اليساريين بانتفاضة في تالين، عاصمة استونيا، وقادت البلاشفة قواتها إلى الانتفاضة في العاصمة الروسية وفي مقاومة، وفي مقاومة غير فعالة من قبل الحكومة المؤقتة، تمكن البلاشفة من الاستيلاء على المرافق الحكومية الرئيسية. 

 

بعدها أصدروا مراسيم بقيادة زعيمهم "لينين" تقضي بمصادرة أراضي كبار الإقطاعيين ومعامل الرأسماليين بالإضافة إلى إعلان حق شعوب الإمبراطورية الروسية بالانفصال عنها،  في وقت لاحق للثورة تم من قبل حكومة الاتحاد السوفياتي تصوير الأحداث في أكتوبر باعتبار وقوع أضرارا أكبر بكثير مما كانت عليه في الواقع.

الاستيلاء على السلطة
وفي يوم الـ 7 نوفمبر من عام 1917 بدأت قوات الحرس الأحمر البلشڤي تحت قيادة اللجنة الثورية العسكرية احتلال المباني الحكومية وفي اليوم التالي، تم الاستيلاء على القصر الشتوي الذي كان مقر الحكومة الروسية المؤقتة الواقع في پتروگراد، التي كانت عاصمة روسيا.

 

وأُجريت في روسيا الانتخابات في الجمعية التأسيسية، لكن الحزب البلشفي لم يحصل فيها على أغلبية الأصوات، كما عول على ذلك. وبعد رفض نواب البرلمان إقرار المراسيم الصادرة عن الحكومة البلشفية تم حل الجمعية التأسيسية بقوة في يناير عام 1918، الأمر الذي اثأر احتجاج القوى الديمقراطية في البلاد، لكن البلاشفة أمروا بإطلاق النيران على المظاهرة السلمية مما أدى إلى مقتل 21 شخصا.