بعد الإصرار على الانفصال .. الرفض الدولي يحاصر كتالونيا

السبت، 28 أكتوبر 2017 10:10 م
بعد الإصرار على الانفصال .. الرفض الدولي يحاصر كتالونيا
كتالونيا
محمود علي

 

شهدت أزمة إقليم كتالونيا الساعي للاستقلال عن إسبانيا الكثير من التطورات في الآونة الأخيرة، فبعد إعلان البرلمان أمس الاستقلال من جانب واحد، اتفقت الدول الغربية على رفض هذا القرار ودعم إسبانيا الموحدة، بينما ارتأت دول صغيرة مستقلة حديثًا وبعض المناطق التي لديها نزعة انفصالية فرصة لتأييد الاستقلال في محاولة منهم للترويج لأفكارهم ورؤيتهم الاستقلالية.

 

الدول الرافضة

وفور تصويت البرلمان الكتالوني على بدء عملية انفصال الإقليم عن إسبانيا، خرجت الدول الغربية لتعلن عن رفضها للاستقلال، حيث سارعت الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا وألمانيا، إلى إعلان عدم اعترافها بخطوة برشلونة، وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، دعمه لإسبانيا الموحدة، وقالت المتحدثة باسم ترامب، سارا ساندرز، إن البيت الأبيض يشارك وزارة الخارجية موقفها من قضية انفصال كتالونيا، وأكدت بالقول: "نكرر دعمنا لإسبانيا الموحدة".

من جانبها، رفضت كندا إعلان برلمان كتالونيا الاستقلال عن إسبانيا، ودعت إلى الحوار بين مدريد والإقليم الانفصالي، وقال مساعد وزير الخارجية الكندي، أندرو ليسلي: "بحسب القواعد القانونية الدولية، هذه القرارات ينبغي اتخاذها ضمن إطار دستوري"، مضيفا: "كندا تعترف بإسبانيا موحدة".

كما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «دعمه الكامل» لرئيس الوزراء الإسباني، وزاد: «لدي شخص (واحد) أخاطبه في إسبانيا، رئيس الوزراء، هناك دولة قانون في إسبانيا بقواعد دستورية يجب احترامها».

وأعلن ناطق باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن برلين «تتابع بقلق تدهور الأوضاع في كاتالونيا»، مؤكداً أنها «لا تعترف بإعلان الاستقلال».

كما أعلن المتحدث باسم رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، أن لندن «لا ولن تعترف» بإعلان استقلال الإقليم، مشدداً على وجوب «تطبيق حكم القانون، واحترام الدستور الإسباني والحفاظ على وحدة إسبانيا».

ونبّه رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يحتاج إلى «مزيد من التصدعات والانقسامات»، فيما أكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، أن مدريد «ستبقى المحاور الوحيد» للتكتل، داعياً الحكومة الإسبانية إلى «إعطاء الأولوية لقوة الحجة، لا لحجة القوة».

بدورها، أكدت موسكو أنها تعتبر الوضع في الإقليم أمرا داخليا إسبانيا، وتحترم سيادة إسبانيا ووحدة أراضيها.

كما لقيت مدريد تأييدا من دول أخرى ، حيث قالت الخارجية المغربية في بيان اليوم السبت، إن "المملكة المغربية التي تواجه هي أيضا ومنذ عدة سنوات تهديدا انفصاليا (في إشارة إلى قضية الصحراء)، لا تعترف، ولن تعترف مستقبلا بالإعلان أحادي الجانب لاستقلال كتالونيا".

وأضاف البيان أنه "في ظل هذه الظروف الخاصة التي تجتازها الجارة إسبانيا، فإن المملكة المغربية تقدم دعمها المطلق للحكومة الإسبانية، من أجل فرض احترام الدستور والحفاظ على الوحدة الوطنية وسيادة البلاد".

من جهتها، علقت الخارجية التركية في بيان، أمس الجمعة، على قرار كتالونيا الانفصال: "نتمنى عدم الإصرار على القرار الأحادي الجانب الفاقد للشرعية الدستورية الذي من شأنه التصعيد وخلق التوتر، كما نتمنى إيجاد حل في إطار الديمقراطية وسيادة القانون".

وشدد البيان على أن "قرار برلمان إقليم كتالونيا ذاتي الحكم ليس خطوة في الاتجاه الصحيح"، وأكدت أنقرة على "ضرورة احترام وحدة أراضي إسبانيا ودستورها وإرادة شعبها".

بدوره، عبر وزير الخارجية الصربي إيفتسا داديتش عن دعم بلغراد لوحدة أراضي إسبانيا، وعدم اعترافها بشرعية انفصال كتالونيا الأحادي الجانب، الذي شبهه بحالة كوسوفو،  وقال: "نهج كتالونيا شبيه بنهج كوسوفو، لكن المشكلة في أن الدول الكبرى تحرم كتالونيا من دعمها في الظرف الحالي، لكن كانت لها مصالح مختلفة في حالة كوسوفو".

في نفس السياق دعمت دول أمريكا اللاتينية حيث قال الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو على تويتر أمس ، إن بلاده لن تعترف بإعلان إقليم كتالونيا الانفصال عن إسبانيا، وأوضح إنه سيقف إلى جانب راخوي في مواجهته أقوى أزمة سياسية تشهدها إسبانيا منذ تحولها إلى الديمقراطية عام 1978.

 

من جانبها، أكدت الخارجية الأرجنتينية عدم الاعتراف بانفصال كتالونيا وأبدت الأمل في "استعادة حكم القانون بالوسائل الدستورية في إطار التعايش السلمي للشعب الإسباني، بما يضمن وحدة البلاد وأراضيها".

الدول المؤيدة

في المقابل كان هناك دولا صغيرة مستقلة حديثًا دعمت انفصال كتالونيا، فقالت قالت أبخازيا التي انفصلت عن جورجيا وأعلنت استقلالها عام 2008، إنها مستعدة للنظر في الاعتراف باستقلال كتالونيا، "في حال تلقت طلبا بذلك". وأضافت الخارجية الأبخازية أن الحديث عن هذا الأمر "سابق لأوانه"، غير أنها أكدت رغبة سوخوم في "تطوير العلاقات الثنائية مع كتالونيا قيادة وشعبا".

من جانبه قال وزير خارجية "أوسيتيا الجنوبية"، ديمتري ميدوف، عن استعداد بلاده الاعتراف باستقلال إقليم كتالونيا، وتابع ميدوف: "عدت للتو من برشلونة، حيث افتتحنا مقرا لتمثيلنا، سوف تنظر قيادة أوسيتيا الجنوبية في الاعتراف باستقلال كتالونيا إذا ما تسلمت طلبا في ذلك الصدد".

وأكدّت الحكومة الاسكتلندية، أنّها تتفّهم وتحترم موقف الحكومة الكتالونية، وذلك فى بيان حول إعلان البرلمان الكتالونى الاستقلال من جانب واحد بأغلبية 70 نائباً ورفض 10، وأضاف البيان، وفقاً لصحيفة "ال باييس" أنّه فى الوقت الذى تمتلك إسبانيا الحق لمعارضة الاستقلال، إلاّ أنّ الكتالونيين لديهم إمكانية تقرير مستقبلهم.

وأعرب الانفصاليون في جزيرة كورسيكا الفرنسية عن تضامنهم مع برشلونة، حيث قال رئيس جمعية كورسيكا جان غي تالاموني في بيان على تويتر: "نرحب بولادة جمهورية كتالونيا ونعبر عن تضامننا مع حكومتها وشعبها"، معتبرا أن مدريد رفضت على مدى سنين طويلة احترام تطلعات الكتالونيين إلى الاستقلال، حسب تعبيره.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق