وصفت قتل الإرهابيين بالحادث المأساوي.. مواقع إخبارية في خدمة التطرف

السبت، 28 أكتوبر 2017 04:10 م
وصفت قتل الإرهابيين بالحادث المأساوي.. مواقع إخبارية في خدمة التطرف
ارهابيين _أرشيفية
محمود علي

يكفيك فقط أن ترصد التناول الإعلامي لبعض المواقع التي تبث من الخارج، لتعرف كل ما يحاك من مؤامرات ضد الدولة، فهناك توجه بتهييج المجتمع ضد مؤسساته ووسائل إعلام تبث شائعات لتقويض السلطة والنيل من استقرار مصر.

فما رصده المتابعون على مواقع التواصل الاجتماعي من تناول لمعركة الشرطة المصرية في الكيلو 175 مع إرهابيين ومقتل 12 منهم،  ووصف الواقعة بالحادث المأساوي ليس خطئًا مهنيًا كما يعتقد البعض بل هو مسلسل للحرب النفسية ضد الدولة التي تقودها دول وجماعات تدعم تلك المؤسسات الإعلامية التي أصبحت معروفة للجميع.

وترصد "صوت الأمة" في هذا التقرير أبرز المواقع الخارجية التي أظهرت بما لا يدع مجالًا للشك توجهها المناهض للدولة المصرية ومؤسساتها في السنوات الأخيرة، والتي تبث أغلبها من تركيا ولندن.


هافينجتون بوست عربي

منذ الوهلة الأولي من دخولك النسخة العربية لموقع «هافينجتون بوست» الأمريكى تدرك إنها ليست أكثر من نسخة متطرقة للموقع تحمل كافة وجهات النظر المؤيدة للجماعات المتشددة في الشرق الأوسط، والتي تصف الإرهابيين بـ«المسلحين» وتنظيم داعش بـ«الدولة الإسلامية».

وفي آخر سقطة إعلامية لهذا الموقع، وصف واقعة مقتل الإرهابيين الـ12، في اشتباكات مع قوات الأمن، بالأمس في الكيلو 175 على طريق الواحات "الخارجة- أسيوط"، بـ"الحادث المأساوي الجديد"، الأمر الذي اغضب الكثير من المتابعين والنشطاء على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، لاسيما وأن كافة المقالات والتقارير تقريباً التي ينشرها مؤيدة لجماعة الإخوان ولدول مثل قطر وتركيا  وتقوم بالتحريض ضد مصر.

والموقع المملكوك لآريانا هافنجتون التي استقالت منه مؤخرًا اشترته قطر، لتصعد الرئيس السابق لقناة الجزيرة وضاح خنفر لرئاسة مجلس إدارته، فيما أسندت الدوحة رئاسة التحرير لأنس فودة الذي سبق وأوقفته السلطات الإمارتية في أحدى مطاراتها بسبب علاقاته الوطيدة بجماعة الإخوان.

ويأتى إطلاق هذا الموقع فى سياق سعى قطر  لتضخيم آلتها الدعائية فى التي حاولت من خلالها في السنوات الماضية، استخدام الابواق والأفواه لتشويه الدول العربية المختلفة معها ايدلوجيًا وفكريًا ، وإيجاد مزيد من الأصوات الداعمة لها .

 ويقع المقر الرئيسى للموقع فى العاصمة البريطانية لندن، وله فروع فى العديد من دول الشرق الأوسط، ابرزها تركيا في الوقت الراهن ويحاول إخفاء تبيعته لقطر ولجماعة الإخوان من خلال نشر مقالات لكتاب ما يعرفون بنشطاء الثورة الغير محسوبين على الجماعة إلا أنهم لا يزالون يبثون سموهم ضد الدول العربية.

عربي21
 

لم يكن موقع عربي 21 بعيد عن المحتوى الذي يبثه هافينجتون بوست، بل كان أشد تطرفًا، اعترف رئيس تحريره فراس ابو هلال صراحة بتلقى تمويلات من النظام الحاكم فى قطر، مؤكدا أن هذا الأمر بالنسبة له باب فخر لا ينكره،.

فراس أبو هلال لديه تاريخ طويل من الهجوم على مصر ودول الخليج والدفاع عن الجماعة الإرهابية في القاهرة وخلاياها في الإمارات، آخر فصول هجومه كان على دول المقاطعة ضد قطر وقال إنهم "سيخسروا من قطع العلاقات مع الدوحة"، كما أنه يردد بأن المقاطعة "حصار".

موقع «عربي 21» الذي يبث إصداره من لندن حريض على نقل حريص على نقل أخبار تنظيم أنصار بيت المقدس بشكل منتظم، ويحاول كذبًا إظهار أخبار الجيش المصري وبيانات المتحدث العسكرى فى صورة أخبار مزعومة، أو غير دقيقة، يعمل على نقل كل ما يبدو مناهض ومهاجم لمصر، كما أنه يحاول قلب الحقائق عبر تحريف التصريحات لتشويه مصر.

 وأبرز هذه التقارير التي نشرها هذا الموقع وتم تكذيبها من الإدارة المصرية هو تحريف تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي افردت لها عنوانًا واسعًا مفاده «شكري»:  قتل الإسرائليين للأطفال الفلسطينين ليس إرهابًا» واتضح من حديث شكري أن الإجابة كانت على سؤال نظري يستفسر عن السبب وراء عدم توصيف المجتمع الدولي الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بالإرهاب، حيث جاء رد وزير الخارجية ليشير إلي عدم وجود اتفاق دولي على تعريف قانوني محدد للإرهاب ولم يقل من قريب أو من بعيد أن الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينين ليس إرهابًا.


العربي الجديد
 

بدأ ظهوره في أعقاب سقوط جماعة الإخوان في مصر عام 2013، حيث شاع انتقال فريق عمل الحرية والعدالة الذراع الإعلامى للجماعة من القاهرة إليه لقيادة وتحريك تروس النوافذ الصحفية والإعلامية للجماعة.

أدار صحيفة العربي الجديد منذ بداية إنطلاقتها الصحفي المصري المقرب من جماعة الإخوان "وائل قنديل" تحت إشراف المفكر الفلسطيني -القريب من دوائر صنع القرار في قطر- عزمي بشارة الذي كان له دور في تأسيس سلسلة نوافذ إعلامية إضافية من بينها موقع “عربي 21″، بالإضافة إلى قنوات تلفزيونية جديدة.

ويشعر من يقرأ صحيفة وموقع العربي الجديد أن مصر دائمًا عبارة عن حقل وقود مشتعل ، وأن الحياة بكل مجالاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية متوقفة بسبب غليان الشارع حيث توحي هذه المؤسسة أن مصر تعيش في وضع غير مستقر على عكس الحقيقة.

تسريب صوتي ظهر لعزمي بشارة في أوائل العام الماضي وضح سياسة هذا الموقع والقناة التي تتبعه حول الشأن العربي ومحاولة انتهاج سياسية معينة لتحريض المجتمع ضد السلطات الحاكمة،  ففى اجتماع لمسئولي الموقع والقناة  فى قطر، شرح بشارة آلية العمل والسياسة التى سيتبعها الوطن العربى ، حيث دعى لعدم طرح وجهة النظر الأخرى والتي تتعلق بالحكومات خلال تناول الأحداث الجارية فى مصر وسوريا ودعوته لتهميش المؤيدين لوجهة نظر ثورة 30 يونيو وعدم استضافتهم لشرح وجهة نظر الدولة المصرية فى العديد من القضايا، داعيا المجتمعين للعمل على طرح مبادرات لاستقطاب شباب الثورة مثلما فعلت قناة الجزيرة.


ميدل إيست آي

موقع يصدر باللغة الانجليزية يبث من لندن وتستخدمه الساحات الإعلامية التابعة لقطر وتركيا كتوثيق لتوجهاتهم المناهضة للدول العربية التي تلاحق جماعة الإخوان، فتنقل مثلًا صحيفة العربي الجديد أو غيرها من الصحف القطرية السابقة الذكر تقرير يهاجم مصر أو السعودية أو الإمارات تحت عنوان مترجم، وكأنه منقول من أحدى الصحف الكبري، ولكن بالبحث أكثر في هذا الموقع سنعلم انه ظهر في السنوات الأربع الأخيرة وتموله الدوحة.

كان له تقريرًا العام قبل الماضي يحرض فيه الشعب ضد الشرطة ، فكتب الموقع تقريرًا عنوانه تساؤلي "حينما تغتصب الشرطة المصرية الشعب فلمن يلجأ الناس”؟ ..ويتضح من العنوان كيف يقوم الموقع بنشر تقارير وأخبار تثير المصريون ضد السلطات المصرية لبث الفتنة.

وتبدأ رسالة أسرة تحرير موقع "ميدل إيست آى" التي نشرها الموقع في فبراير 2014 منذ انطلاقة  لتقول ان ملوك الشرق الأوسط يحاولون تأخير الثورة في بلادهم، من خلال تأخير قيامها في مصر وسقوط الحكام هناك .. في يوم من الأيام ستأتي الثورة لملوك وحكام الشرق الأوسط، ممن يبذلون أقصى جهدهم لتأخيرها.

وبث الموقع تقارير تدعي أنها قائمة على وثائق وبيانات مسربة، على غرار "ويكيليكس" الشهيرة، تتضمن معلومات عن بعض قادة الدول العربية، في مقدمتهم ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، والرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى جانب المساس في كثير من التقارير والمقالات بأمراء السعودية، وسياسات المملكة العربية السعودية، بشكل مُبالغ فيه.


ساسة بوست

يصدر موقع ساسة بوست من تركيا، ويبدو الموقع من حيث الصور والإخراج جيدا، ولكن بالنظر إلى المحتوى فإنه يتضمن نقل ترجمات غربية، بعيدة عن السياسة، يضع بينها مواد تهاجم مصر والسعودية والإمارات.

المتابع للأذرع الإعلامية التابعة لقطر على موقع التواصل الاجتماعي مثل فيصل القاسم المذيع السوري بقناة الجزيرة، سيلاحظ أنه أكبر الداعمين لموقع الساسة بوست، حيث دائمًا ما ينشر تقارير ها على صفحته وكأن الموقع أحد أفرع قناة الجزيرة.

الواضح في ساسة بوست أنه على الرغم من أن يترك المساحة واسعة لكتاب رأي داعمين لجماعة الإخوان وينتقدون دائمًا الدول العربية، لا يترك مساحة في المقابل لكتاب يردوا على مزاعم الجماعة.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة