البرلمان العربي يؤكد أهمية العمل الجماعي لمواجهة ظاهرة الإرهاب
الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017 01:52 م
أكد الدكتور مشعل بن فهم السلمي، رئيس البرلمان العربي، ضرورة العمل الجماعي الجاد لمكافحة الإرهاب، وسن تشريعات فاعلة لإقامة نظام قادر على التصدى للإرهاب، يتوافق ويتواءم مع مبادىء وحقوق الإنسان.
جاء ذلك في كلمة السلمي اليوم أمام ورشة العمل الإقليمية حول: تنفيذ توصيات "فاليتا" الصادرة عن المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، التي يرعاها البرلمان العربي وتعقد بالجامعة العربية.
وقال السلمي إننا نواجه اليوم فى منطقتنا العربية خاصةً، والعالم أجمع، تحدياتٍ جسيمة في مقدمتها ظاهرة الإرهاب، وتمدد الجماعات والتنظيمات الإرهابية داخل الدول العربية، والتى تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتعطيل مشاريع البناء والتنمية، وضرب الوحدة المجتمعية داخل الدولة الواحدة، الأمر الذى يستدعى تضافر الجهود الرسمية والشعبية على كافة الأصعدة والمستويات الوطنية والإقليمية والدولية لمواجهة هذه الظاهرة المقيتة.
وأوضح الدكتور مشعل السلمي أن البرلمان العربي أُولى اهتماماً كبيراً للبحث عن السبُل الكفيلة لمواجهة ظاهرة الإرهاب، وأضحت بنداً دائماً على جدول أعماله، للوصول إلى رؤية عملية موحدة فى مختلف المجالات الأمنية والتربوية والاجتماعية والثقافية لاجتثاث جذور هذا الفكر الإجرامى المتطرف، وردع من يغذيه ويدعمه ويموله ويروج له.
وأضاف أن البرلمان العربي لم يكتف بإدانة الأعمال الإرهابية، بل سعى من خلال كافة نشاطاته لبحث الاستراتيجيات والتشريعات والوسائل والإجراءات الكفيلة لمواجهة هذه الظاهرة، وأكد بشكل قاطع لا لَبْس فيه أن الإرهاب يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامى السمحة، التى تدعو إلى السلام والحرية والتسامح والتعارف بين البشر جميعاً.
وقال أن البرلمان العربى ومن منطلق اختصاصه التشريعى، يعمل جاهداً لمواجهة ظاهرة الإرهاب، من خلال دعوته للدول العربية لتفعيل أحكام الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب وآليتها التنفيذية، والاتفاقية العربية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتعزيز آليات التعاون العربى الدولى فى هذا الشأن، إذ توفر هذه التدابير الأساس القانونى لتعاون عربى فعال لمكافحة الإرهاب على كافة الأصعدة.
كما أكد الدكتور مشعل السلمى ترحيب واستعداد البرلمان العربى التام للتعاون وتعزيز قنوات التواصل والتنسيق مع مختلف المبادرات والجهود الوطنية والإقليمية والدولية المبذولة للقضاء على هذه الظاهرة ومسبباتها، وذلك تأكيداً للموقف العربى الحازم باتخاذ كافة التدابير اللازمة لصيانة الأمن القومى العربى والتصدى للإرهاب والتنظيمات الإرهابية المتطرفة.
وأوضح أن رعاية البرلمان العربى لهذه الورشة تأكيد منه على العمل الجاد للوصول إلى رؤية عملية لتنفيذ توصيات فاليتا، بشأن مساهمات البرلمانيين فى تطوير استجابة فعالة لمواجهة الإرهاب، وسن التشريعات اللازمة لمكافحة الإرهاب فى إطار من احترامٍ لحقوق الإنسان والحريات الأساسية.
ودعا رئيس البرلمان العربى البرلمان الأوروبى إلى أن يكون شريكاً فاعلاً مع البرلمان العربى فى مجال مكافحة الإرهاب وفى كافة المجالات الأخرى، وتأطير العلاقة وتقوية أواصر التعاون بين البرلمانيين العربى والأوروبى.
ولفت الدكتور مشعل السلمى إلى أنه عند الحديث عن ظاهرة الإرهاب، لا ننسى أن نُشير إلى الإرهاب الذى تقوم به بعض الدول، وفى مقدمتها الدولة القائمة بالاحتلال (إسرائيل) ضد الشعب الفلسطينى، وهو ما يستوجب من المجتمع الدولى التصدى لدولة الاحتلال وممارساتها الإرهابية اليومية فى الأراضى العربية المحتلة، وتمكين الشعب الفلسطينى من إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطنى وعاصمتها مدينة القدس، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
وطالب رئيس البرلمان العربى برلمانات العالم، والبرلمان الأوروبى على وجه الخصوص، بحث حكوماتهم على عدم دعم الترشح الذى تنوى إسرائيل تقديمه للحصول على مقعد غير دائم فى مجلس الأمن 2019-2020، حيث أنها لا تزال دولة احتلال وتقوض الأمن والسلم، ووجودها فى مجلس الأمن الدولى الذى ترفض تنفيذ قرارته، يُعد سابقة خطيرة سوف تؤدى إلى عدم احترام المؤسسات الدولية.
وقال السلمى أن القضاء على ظاهرة الإرهاب، يتطلب إعادة تقييم الاستراتيجيات والاتفاقيات ذات الصلة بمقاومة الإرهاب ومكافحة التنظيمات المتطرفة، وتطويرها بما يتلاءم مع المستجدات التى طرأت فى عمل هذه التنظيمات الإجرامية، وإيجاد منظومة قانونية وأمنية متكاملة يمكن الاعتماد عليها فى إنهاء مظاهر الإرهاب، وفتح قنوات تواصل بين المنظمات الإقليمية والدولية، خاصة البرلمانية منها.
وفى هذا الصدد، أكد على النتائج والقرارات الهامة التى صدرت عن القمم التاريخية الثلاث التى عقدت فى المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أنه من أهم نتائج هذه القمم التاريخية، وبناء شراكة وثيقة بين الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة التطرف والإرهاب، والاتفاق على مكافحة الإرهاب والوقوف ضد الدول والمؤسسات الراعية والممولة له، وإنشاء المركز العالمى لمكافحة التطرّف "ﺍﻋﺘﺪﺍﻝ" ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻑ.. كما ثمن إنشاءها للتحالف الإسلامى العسكرى لمحاربة الإرهاب والذى انضمت له حتى الآن 41 دولة عربية وإسلامية..
وعبر عن مساندة البرلمان العربى للدول العربية المستهدفة بالإرهاب، معلنا التأييد لما تقوم به مصر والعراق والبحرين واليمن من جهود لمحاربة الإرهاب.. وأعرب عن تأييد البرلمان كذلك للرؤية المصرية الشاملة لمواجهة الإرهاب والتى اعتبرها مجلس الأمن وثيقة رسمية.