أرض الخوف.. الرئيس التركي ينقلب على حلفائه

الإثنين، 23 أكتوبر 2017 04:10 م
أرض الخوف.. الرئيس التركي ينقلب على حلفائه
اردوغان

 
أثار اعتقال السلطات التركية رئيس مركز الشرق الأوسط للأبحاث الإستراتيجية شعبان كارداش المعروف بقربه لرئيس الوزراء السابق داود أوغلو، في إطار اتهامه بالمشاركة في محاولة الانقلاب العسكري التي شهدتها تركيا في يوليو 2016، جدلًا واسعًا داخل تركيا، لاسيما وانه يحمل الكثير من الدلالات التي تشير إلى إنها بداية تصفية للمقربين من الحكومة التركية السابقة برئاسة أوغلو.
 
وألقت الشرطة التركية القبض على كارداش في منزله في العاصمة التركية أنقرة ونقلته إلى وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن إسطنبول.
 
 وكارداش الذي تولى رئاسة مركز الشرق الأوسط للأبحاث الاستراتيجية وهي مؤسسة نشر شبه رسمية تابعة للحكومة التركية وخارجيتها في عهد داود أوغلو، يعد أحد أشد المدافعين عن السياسة الخارجية للحكومة التركية ومؤيدي الحكومة في الفترة التي أعلن فيها أردوغان الحرب على حركة فتح الله جولن، وبعد هذه الحملة انتقل كارداش من الكتابة في صحيفة زمان التركية إلى الكتابة في صحيفة صباح المقربة للحكومة.
 
وعن هذه الخطوة التي اثارت الجدل لاسيما وأنها تحمل الكثير من الأهداف التي ابتعدت شكلًا وموضوعًا من محاربة تنظيم فتح الله جولن المعارض، قال الصحفي "أمره أوسلو" في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"  أن عملية اعتقال كارداش لا علاقة لها بحركة فتح الله جولن، بل هي حملة على داود أوغلو لتصفية المقربين منه، مشددا على أن أردوغان هو أفضل من يعي أن كارداش لا علاقة له بحركة فتح الله جولن. 
 
أوسلو استنكر مناخ الخوف الذي يسيطر على الجميع قائلا : "يا أنصار داود أوغلو هل سترضون بأن تكونوا شيطانًا أخرس أمام الظلم الممارس على زميلكم شعبان كارداش؟! هل خوفكم أبعدكم من الإنسانية إلى هذا الحد"، مؤكدًا أن اعتقال كارداش يأتي ضمن حملة علي أنصار الدولة العميقة في تركيا الداعمون لداود أوغلو، أو ما يعرف باسم تنظيم  "أرجينكون".  
 
وفي السنوات الأخيرة، بدأ يحوم الكثير من الجدل حول سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الداعية إلى التخلص من ما أسماه بالدولة العميقة التي تتمثل حتى في قيادات قديمة من حزب العدالة والتنمية، وفي هذا الإطار أكد نائب رئيس الوزراء التركي الأسبق عبد اللطيف شنار أن انتهاج أردوغان سياسات استبدادية حتى ضد أقرب المقربين منه داخل الحزب الحاكم “العدالة والتنمية” يشير إلى اقتراب نهاية حكمه.
 
وقال شنار في حديث لقناة الشعب التركية “ليس من حق أردوغان أن يتحدث بعد الآن عن الديمقراطية فهو يجبر أقرب المقربين منه بما فيهم رئيسا البلدية في اسطنبول وأنقرة للاستقالة في محاولة منه لفرض هيمنته المطلقة على الحزب ما يتسبب بتوتر مستمر داخل الحزب”.، مشيرًا  إلى استمرار أردوغان بالتذرع بالمحاولة الانقلابية التي شهدتها أنقرة لتبرير هذه الممارسات الاستبدادية ضد المقربين منه عبر اتهامهم بإقامة علاقة مع مدبر هذه المحاولة المزعومة.
 
واستشهد شنار بإقدام أردوغان على التخلص من وزير خارجيته أحمد داود أوغلو الذي كان مقربا جدا منه وكذلك من سلفه رئيس النظام التركي السابق عبد الله جول إضافة إلى عدد آخر من العسكريين الأتراك أيضا لفرض هيمنته على الحزب الحاكم .
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق