خادم الحرمين الشريفين يؤكد ضرورة مواجهة الإرهاب والتطرف
الأحد، 22 أكتوبر 2017 04:17 م
قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود " إننا نواجه فى منطقتنا تحديات خطيرة تتمثل فى التطرف والإرهاب ومحاولات زعزعة الأمن والاستقرار فى المنطقة مما يستدعى التنسيق التام لمواجهة هذه التحديات.
جاء ذلك فى كلمة الملك سلمان اليوم الأحد، خلال افتتاح الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودى العراقى والذى شارك فيه رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى فى قصر اليمامة بالرياض، بحضور وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ريكس تيلرسون.
وأضاف العاهل السعودى" إننا إذ نبارك لأشقائنا فى العراق ما تحقق من إنجازات فى القضاء على الإرهاب ودحره والذى شارك فيه التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة وتشارك فيه المملكة ودول شقيقة وصديقة، لنؤكد دعمنا وتأييدنا لوحدة العراق الشقيق واستقراره، ونأمل معالجة الخلافات داخل البيت العراقى من خلال الحوار، وفى إطار الدستور العراقي".
وقال العاهل السعودى- فى كلمته خلال الاجتماع، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) : " أن حضورنا اليوم يعكس اهتمامنا جميعاً بهذا المجلس، وما نعلقه عليه من آمال فى تطوير العلاقات وتعزيزها بين شعبينا وبلدينا الشقيقين فى كافة المجالات، وإن الإمكانات الكبيرة المتاحة لبلدينا تضعنا أمام فرصة تاريخية لبناء شراكة فاعلة لتحقيق تطلعاتنا المشتركة".
وتابع : " أن ما يربطنا بالعراق الشقيق ليس مجرد الجوار والمصالح المشتركة وإنما أواصر الأخوة والدم والتاريخ والمصير الواحد، ونتطلع جميعاً أن تسهم اجتماعات المجلس فى المضى بذلك لآفاق أرحب وأوسع، وستكون أعماله محل متابعة شخصية منا ومن رئيس مجلس الوزراء، ونسأل الله العلى القدير أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير بلدينا وأمتينا العربية والإسلامية والعالم أجمع" .
من جانبه، أشاد رئيس الوزراء العراقى- فى كلمته- بالتطور الذى تشهده العلاقات بين البلدين الشقيقين، مشيراً إلى أن الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودى ـ العراقى جاء ثمرة الجهود والنوايا الطيبة المشتركة التى تعبر عن توجهات وسياسات قيادتى البلدين .
واستعرض العبادى عددا من موضوعات التعاون والمصالح المشتركة بين المملكة والعراق، وربطها بشبكة علاقات بمختلف المجالات للإسهام فى تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية، وتوسيع التعاون الأمنى والاقتصادى والتجارى والثقافى، مؤكدا أهمية تركيز التعاون فى محاربة الإرهاب، والعمل لإيضاح أنه لا يمثل ديننا الإسلامى، وهو عدو للإنسانية جمعاء، وأن الدول العربية والإسلامية هى الأكثر تضرراً منه ودماراً .
وشدد العبادى على أن المنطقة لاتحتمل المزيد من التقسيم واستمرار النزاعات، وضرورة إنهاء النزاعات المسلحة ووقف سياسات التدخل فى شؤون الآخرين من أجل مصلحةٍ خاصةٍ لهذه الدولة أو تلك، والبدء بمرحلة جديدة من التعاون الشامل والتكامل الاقتصادى المشترك، وقال :" نحن نؤمن أن أمننا واستقرارنا واقتصادنا ومصالحنا يجب أن تتم صياغتها بعمل مشترك بين دول المنطقة، نريد أن يعيش الجميع باستقرار ورفاهية، وإننا مستعدون لتوحيد جهودنا مع جهود إخواننا للبدء بعهد جديد من السلام والاستقرار والتنمية وإقامة شبكة مصالح تخدم شعوبنا وتعمّق علاقاتنا وتفتح أبواب المستقبل للشباب بدلا من أن تخطفه عصابات الإرهاب والجريمة" .
و أضاف " نحن جادون بالتعاون وصادقون فى مدّ يدنا وسنعمل على إنجاح أى خطوة من شأنها ترسيخ الأمن والاستقرار والازدهار والتنمية، ونحن متفائلون بالمجلس التنسيقى المشترك بين العراق والسعودية وبما سيحققه لشعبينا الشقيقين بمشيئة الله، وأجدد شكرى وتقديرى لخادم الحرمين الشريفين على حسن الضيافة التى غمرنا بها" .
عقب الاجتماع، ألقى وزير الخارجية الأمريكى كلمة أثنى فيها على العلاقات الأمريكية السعودية والعلاقات الأمريكية العراقية، مؤكداً ضرورة نمو هذه العلاقات.
وأشاد بالإنجازات التى حققتها الحكومة العراقية فى محاربة تنظيم داعش الإرهابى، مبيناً أن العراق بحاجة ماسة لإعادة البناء وتعزيز الاستقرار .
ورحب بتأسيس مجلس التنسيق السعودى العراقى الذى سيسهم فى الإصلاحات وفى تنمية القطاع الخاص التى بدورها ستشجع على الاستثمار وفى جهود إعادة إعمار البناء فى العراق.
وأكد أن ذلك يبرهن على وجود اقتصاد قوى ومتنامى فى العراق بمشاركة من جميع مواطنيه الذى سيضع الأساس لتعاون مثمر، مشيراً إلى أن مجلس التنسيق السعودى العراقى يأتى لصالح البلدين والمنطقة بأكملها، مؤكدًا دعم الولايات المتحدة الأمريكية للتعاون المستمر بين المملكة والعراق.
وفى ختام الاجتماع جرى التوقيع على محضر تأسيس مجلس التنسيق السعودى العراقى، وقعه من الجانب السعودى وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد بن عبدالله القصبى، ومن الجانب العراقى وزير التخطيط ووزير التجارة الدكتور سلمان الجميلى.