من ينقذ طلاب «المتلازمة داون» - الطفل المنغولى - من التعليم المصرى؟

أولياء أمور الطلاب: «المناهج عقيمة واختبارات الذكاء تحدد دخول الطالب من عدمه.. و«معلمين غير مؤهلين»

الإثنين، 23 أكتوبر 2017 09:19 ص
أولياء أمور الطلاب: «المناهج عقيمة واختبارات الذكاء تحدد دخول الطالب من عدمه.. و«معلمين غير مؤهلين»
طارق شوقى وزير التربية والتعليم
ريم محمود

-  اختبار طلاب المتلازمة داون يتم فى مستشفيات التأمين الصحى ولا يتم فى مركز مؤهل

«أنا بخاف أسيب ابنى لوحده فى المدرسة.. هيتبهدل» بهذه الجملة كشفت إحدى أولياء أمور طلاب «المتلازمة داون» معاناتها مع التعليم المصرى، وكيفية تكوين حالة من النفور بين طلاب المتلازمة داون والمدرسة خاصة فى مدارس الدمج.

طلاب «المتلازمة داون» هم الذين كانوا يسمون قديما بـ «الطفل المنغولى»، ويرجع هذا الاسم نسبة إلى العالم «كليفورد داون» والذى اكتشف هذه الإعاقة عام 1866، وهى مجموعة من السمات والأعراض المختلفة فى أجهزة الجسم، ويصنف طالب المتلازمة من طلاب التربية الفكرية وهم طلاب الاعاقات المختلفة.
سؤال يتردد كثيرا على الأذهان هل تقوم وزارة التربية والتعليم بفعل كل ما عليها لهؤلاء الطلاب من حيث تأهيل المدراس والمعلمين، أم تصبح المدارس المصرية عبئا عليهم حتى تتسبب المدرسة فى نفور الطالب منها؟
 
هذه المعاناة التى شرحتها أمهات الطلاب «متلازمة داون» لـ «صوت الأمة».
 
فى البداية قالت نور مصطفى، ولية أمر طالب بمدرسة أبو بكر الصديق للتربية الفكرية بشبرا الخيمة إن المدرسة «زى قلتها»، وأن كل ما يذاع وينشر عن مجهودات الوزارات أو الدولة فى الاهتمام بهؤلاء الطلاب مجرد كلام، موضحة ما يعانيه الطلاب فى هذه المدارس قائلة نصا: « مفيش أنشطة، مفيش كتب، وحتى حصص التخاطب مفيش».
 
وأشارت نورا إلى أن أخاها طفل المتلازمة داون فى الصف السادس الابتدائى الآن، مؤكدة أنه لم يستلم الكتب المدرسية منذ الصف الثانى الابتدائى، وأنه لا يوجد متخصصون من المعلمين فى الأساس.
 
وناشدت نورا وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى الدكتور طارق شوقى للعمل على تعيين معلمين من الشباب لكى يتحملوا المشقة مع هؤلاء الطلاب ويعاملوهم برفق قائلة: «المدرسين فى المدرسة عواجيز ومالهمش طولة بال على تحمل هؤلاء الطلاب، بالإضافة إلى أنهم غير مدربين على ذلك من الأساس».
فيما فجرت ريم عوض والدة الطفلة حبيبة، وهى إحدى أطفال «المتلازمة داون» مفاجأة جديدة فى هذه القضية، مؤكدة أن التأمين الخاص بهؤلاء الطلاب يشترط دخولهم اختبار ذكاء ومن المهم أن يتخطوا نسبة 68 ٪، وأن طالب المتلازمة داون إذا لم ينجح فى هذا الاختبار لن يتم إلحاقه بالمدرسة.
وأشارت إلى أن هذا الاختبار لم يتم عمله فى مركز مؤهل، بينما يتم فى مستشفيات التأمين الصحى مستنكرة ما يحدث قائلة: «إزاى نعمل «إنترفيو» لطالب متلازمة داون فى مستشفى علشان ندخله المدرسة !».
 
وقالت ريم لـ «صوت الأمة» إن المصيبة الأكبر أن هذا «الإنترفيو» يشترط أن يجيد الطالب الكلام رغم أن أطفال المتلازمة داون يعانون من التأخر فى النطق، ويحتاجون دائما الى جلسات تخاطب، مشيرة إلى أنه فى بريطانيا يعد هذا الاختبار لمعرفة ما يحتاجه الطفل وما لا يحتاجه حتى يتم التعامل بناء على النتيجة داخل المدرسة، أما فى مصر فشرط هذا الاختبار هو الدخول فقط مؤكدة أن هذه النقطة تعد كارثة من الكوارث التعليمية التى لم يلتفت لها أحد من قبل.
وعن دمج «طلاب المتلازمة داون» مع الطلاب الأسوياء بالمدارس العادية، وليس مدارس التربية الفكرية، قالت ريم إن المعلمين بهذه المدارس يعاملون طالب المتلازمة داون كأنه «جربة» ولا يعاملونه مثل باقى زملائه، مؤكدة أن معظمهم غير مؤهلين، موضحة أن الهدف من الدمج هو الاختلاط بين الطالب العادى وطالب الداون حتى يتكيف مع الوضع ويشعر أنه مثله مثل غيره إلا أن المعلمين بمدارس الدمج يسببون الإحباط لطالب الداون حتى يصل الى درجة كره كبيرة من المدرسة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق