مرصد الأزهر: تنظيم داعش يدعو النساء للجهاد
الأحد، 22 أكتوبر 2017 12:23 م
كشف مرصد الازهر وحدة اللغات التركية في مقالات عدة عن ازدواجية تنظيم داعش الإرهابي، وتلَوُنه بألوان عديدة في حديثه مع مخاطبيه وأعضائه، سواء الجدد الذين يحاول التنظيم إقناعهم بأفكاره المتطرفة وآرائه الشاذة، أو القدامى الذين يحاول تثبيتهم في صفوفه، والحفاظ على موالاتهم له.
وتعد المرأة من أهم العناصر التي خدعها التنظيم مرات ومرات، وعمل التنظيم على استغلالها بشتى الصور، وطلب منها الشيء وضده في آن واحد، فبينما كان يُحرّم عليها مجرد الخروج من المنزل، تجده يناديها أن تقوم بعكس ذلك تمامًا، بل يأمرها بالخروج والقتال، أي بعد أن كان يخاف عليها من نظر الرجال أصبح يدعوها إلى انخراطها في القتال ضمن صفوفه، وانطلاقًا من دور مرصد الأزهر في لمواجهة التطرف، ورصد أخبار التنظيمات الإرهابية وما تقوم به من ممارسات وجرائم، وما تصدره من إصدارات.
تابَع المرصد مقالًا جديدًا لتنظيم داعش الإرهابي، صدر بتاريخ الخميس 15 محرم 1439 هـ الموافق 5 أكتوبر 2017م، ويحمل عنوان "واجب النساء في جهاد الأعداء" نشر في إحدى إصداراتهم، يقوم فيه التنظيم بحثِّ النساء على القتال، ويبدأ المقال بأن النساء شقائق الرجال، وكيف أنّ كثيرًا من المسلمات لم يقعدهنَّ أو يثنيهنّ ضعفهنّ وانشغالهنّ بتربية أبنائهنّ وطاعة أزواجهنّ عن أن ينَلْنَ من المعروف والفضل ما ناله الرجال، بل منهنَّ مَنْ طرقنَ أبوابًا هي من أخص خصائص الرجال؛ لما فيها من شدة على النفْس، وحاجة إلى القوة والعزيمة، مثل باب الجهاد في سبيل الله تعالى. وفي ظل الظروف التى تمر بها "الدولة الإسلامية" (على حد زعم كاتب المقال) في هذه الأيام فقد بات لزاما على المسلمات أن يعتبرنَ أنفُسَهنَّ مجاهدات في سبيل الله، ولا بد أن يتجهزنَ للدفاع عن دينهن بأنفسهن؛ فداءً لدين الله تبارك وتعالى.
وقد عرج المقال على ذكر نماذج من التاريخ الإسلامي فيما يطلق عليها المرأة "المجاهدة في العصر الذهبي للإسلام"، مؤكّدا أنه ليس غريبًا على المسلمات أن يتَّصِفِنَ بالفداء والصدق، مثلُهنَّ في ذلك مِثل الصحابيات والتابعيَّات. وعدّ من هؤلاء أم عمارة نسيبة بنت كعب الأنصارية؛ حيث عرض كاتب المقال ما قامت به ليلة العقبة، وأنها قد شهدت أُحُدًا، ويومَ حنَيْن، ويومَ اليمامة، وأنّ يدها قد قطعت في الجهاد.
وقد نوه المرصد في مقالات وتقارير سابقة إلى رغبة تنظيم داعش في الدفع بالنساء إلى ساحات القتال، لا سيّما بعد هزائمه المتكرّرة في مناطق الصراع، والتي تكبّد التنظيم خلالها عددًا كبيرًا من عناصره، بين مقتول وهارب ومعتقل، الأمر الذي أكدته صحيفة "الإندبندنت" نقلا عن "شارلي وينتر" كبير الباحثين في المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي من تنظيم داعش بدعوته النساء إلى النزول إلى ساحات القتال يكون قد غير من إستراتجيته، وتحول من أسلوب الهجوم إلى الدفاع.
كما يؤكد ذلك أن التنظيم قد غر من إستراتيجيته القتالية، وهو أمر يظهر مدى تراجع قوة التنظيم ورغبته في استخدام جميع أسلحته، في محاولة أخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وللإبقاء على حظوظه في المناطق التي لا تزال تحت سيطرته، ولا يعدّ هذا هو النداء الأول الذي يوجهه التنظيم لاستقطاب مقاتلين جدد للانضمام إلى صفوفه؛ إذ أطلق التنظيم دعوات متكررة بهدف حشد عناصر جديدة للقتال في صفوفه.
ففي 29 شعبان 1438هـ الموافق 25 مايو 2017 م أطلق التنظيم مقالا بعنوان "لَبُّوا النداء" دعا فيه الرجال والشباب إلى الانضمام لصفوفه، فيما أبدى أسفه لعجزه في ضم النساء، وقدم اعتذارا للنساء بقوله: "نعتذر للأخوات المسلمات اللائي أبدين رغبةً في الانضمام إلى جيش "الدولة الإسلامية"، وتابع البيان: إنّ الله خصّ الرجال دون النساء بالقتال. "الأمر الذي أكّد عليه التنظيم في مقال آخر بعنوان: "رحلتنا إلى الله" خاطب فيه المرأة مذكّرا إياها بأن الرحلة ما دامت إلى الله فلا بد فيها من التضحية بالغالي والنفيس، ونصحها بالبقاء في بيتها، وأن تتمثّل مهمّتها الأساسية في شحذ همم الرجال للجهاد والثبات في ساحة المعركة، فيما أضاف كاتب المقال قائلًا: "هناك كثيرات يخرجن من بيوتهن دون أن تكون لهن حاجه سوى اللَّهْث وراء الدنيا.
فما الذى جعل التنظيم يدعو النساء إلى ميدان المعركة بعد أن كان يأمرهنَّ بالبقاء في المنازل؟ لذلك فإنّ مرصد الأزهر لمكافحة التطرف يرى أنّ الهزائم المتلاحقة التى تعرض لها التنظيم في سوريا والعراق هي الدافع الأساسي للتغيير من إستراتجيته القتالية، وإلى سعيه ضم أكبر عدد ممكن من الشباب والنساء لتجديد دماء الجماعة؛ إذ يعتبر التنظيم نفسه الآن خلال هذه الآونة وفي تلك الفترة التاريخية في معركة وجود يستخدم التنظيم فيها كل أسلحته من أجل البقاء. وحدة رصد اللغة التركية.