الجيش العربى الذى لا يقهر
الأحد، 22 أكتوبر 2017 12:30 م
الدور المصرى والسورى فى الحرب كان الأساس، والمرتكز، ورأس الحربة، والعمود الفقرى للمهمة المقدسة، لكنى لن أتكلم عنهما ليس ترفعا، فهو شرف لأى كاتب أن يسطر بمداد قلمه بطولات وتضحيات الجيش المصرى العظيم فى النصر الأعظم فى تاريخنا الحديث، لكنى سأتوقف عند المشاركات العربية الجليلة فى هذه الحرب الحاسمة، كقيمة كبيرة سنظل نعترف بالجميل، مهما أخذتنا أمواج السياسة، ومهما ضربت طرقاتنا زلازل الخلافات.
فلولا اليمن ما تمكنت البحرية المصرية من إغلاق باب المندب بمدمرتين فقط، ولا ننسى مشاركة السودان بفرقة مشاة فى الحرب، ولا ننسى دور لواء المشاة المغربى الذى أمن الخطوط الخلفية للجبهة السورية.
أما بلاد الشيخ زايد «الإمارات الجميلة» فقد اشترت من بريطانيا غرف عمليات جراحية متنقلة وأرسلتها مباشرة للجبهتين المصرية والسورية، وقامت باقتراض مليار دولار من البنك الدولى وتحويلها للاتحاد السوفييتى تحت حساب الأسلحة التى تحتاجها مصر وسوريا، ولا ننسى مقولته رحمه الله «البترول العربى ليس أغلى من الدم العربى».
الكويت أرسلت لواء اليرموك وسرباً كاملاً من الطائرات، ليكون بجوار الجنود الكويتيين الذين شاركوا مع المصريين العبور العظيم.
وهنا كان الدور الاقتصادى فى الحرب والذى قاده العاهل السعودى الملك فيصل، والذى قرر مع الجزائر ودول الخليج وليبيا وقف صادرات النفط لأمريكا بعد أن أعلنت واشنطن عن مساعدات عسكرية عاجلة لإسرائيل.
لم يكن هذا فقط دور السعودية، فقد أقامت أيضا جسرا جويا لإرسال لواء ميكانيكى بكامل معداته إلى الجبهة السورية، فى المقابل قامت ليبيا بعقد صفقة طائرات ميراج مع فرنسا واستخرجت جوازات سفر ليبية للطيارين المصريين من أجل التدريب فى فرنسا وعندما واجهت مصر مشكلة شراء الدبابات تى 62 قامت ليبيا بدفعها، ووقت الحرب أرسلت سربين من الطائرات سرب يقوده قادة مصريون وآخر ليبيون.
عراق العروبة والشموخ، أرسل للجبهة المصرية ثلاث فرق مشاة نقلت جوا، وأرسل للجبهة السورية 600 دبابة، سار أغلبها على الجنازير، وقطعت مسافة قدرها 1000كم من بغداد إلى الجولان، لدرجة أن عددا كبيرا من الدبابات لم يعد صالحا للحركة بعد الحرب، ومعها فرقتان واحدة مدرعة والأخرى مشاة، كانتا ممثلتين للجيش العراقى على الجبهة، لذا يعتبر الجيش العراقى الجيش الثالث الذى اشتبك مع العدو الصهيونى بشكل مباشر، وسطروا بطولات تفوق الخيال والتصور.
كما أنه لا يمكن إغفال دور المقاومة الفلسطينية عند اندلاع الحرب حيث قامت بنصب الكمائن وزرع الألغام، وتنفيذ الإغارات على القوات الصهيونية، بخلاف المشاركة على جبهات القتال المصرية والسورية.
وأخيرا وليس آخرا كان موقف الجزائر، الذى كان آية فى العطاء، ونموذجا للكفاح، ومثالا للعزيمة الصلبة التى لا تلين، فما أن اندلعت الحرب حتى قام الرئيس بومدين بإرسال سرب طائرات سوخوي-7 وسرب ميج-17 وسرب ميج-21 إلى الجبهة المصرية.
ليس هذا فقط فخلال زيارة الرئيس هوارى بومدين إلى موسكو فى نوفمبر 1973 قدم مبلغ 200 مليون دولار للسوفييت لحساب مصر وسوريا ثمنا لأى قطع ذخيرة أو سلاح يحتاج لها البلدان.
ليس هذا فقط، بل إن الراحل العظيم الفريق سعد الدين الشاذلى وهو يضع خطة الحرب، لم يجد أقوى ولا أشرس ولا أعظم من الجندى الجزائرى كى يستأمنه على القاهرة، حيث تمركزت على طريق السويس كتيبة جزائرية، ضمن الخطة البديلة، لو انقلبت الأمور وفشل الهجوم المصرى.
تحية للجيش العربى.. الذى إذا اتحد.. لا يقهر.