مستقبل الأسد.. بعد لقاء بوتين وكيري

الجمعة، 18 ديسمبر 2015 07:13 ص
مستقبل الأسد.. بعد لقاء بوتين وكيري

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو تؤيد مبادرة واشنطن إلى مشروع قرار دولي بخصوص سوريا وتتفق مع أهم نقاطها، إلا أنه لم يستبعد الا تعجب بعض تلك النقاط الحكومة السورية.


فلاديمير بوتين يرسم بعشر نقاط صورة التسوية في سوريا
فلاديمير بوتين يحدد بعشر نقاط حال العلاقات الروسية التركية
بوتين يحدد النقاط الرئيسية في العلاقات بين موسكو والرياض
وقال خلال مؤتمره السنوي الموسع في موسكو الخميس 17 ديسمبر/كانون الأول: " نؤيد بشكل عام مبادرة الولايات المتحدة، بما في ذلك الاقتراح حول إعداد مشروع دولي حول سوريا. وجاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى موسكو (يوم الثلاثاء الماضي) بهذا المشروع بالذات".

وأضاف الرئيس بوتين: " أعتقد أنه بعد أن تتعرف القيادة السورية على نقاط القرار يجب أن تقبل به".. واستطرد :" ربما هناك بعض النقاط التي لن تعجبها".

وشدد بوتين في هذا السياق على أن تسوية أي نزاع مسلح مستمر منذ سنوات، تتطلب دائما قبول جميع الأطراف حلول وسط.

واستطرد تعليقا على المبادرة الأمريكية: "نرى أنه اقتراح مقبول بشكل عام، على الرغم من أنه يتطلب مواصلة العمل على صياغته".

واعتبر بوتين أن المبادرة الأمريكية تدل على قلق واشنطن والدول الأوروبية من التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، ولاسيما في اليمن وسوريا والعراق.

وتعهد بأن موسكو ستساهم بشتى الوسائل في تسوية الأزمة السورية وستسعى إلى المساعدة في اتخاذ قرارات سترضي جميع الأطراف.

وشدد بوتين على ان العمل يجب أن يبدأ من إعداد دستور سوري جديد، ومن ثم يجب استحداث آلية موثوقة وشفافة للرقابة على الانتخابات المستقبلية.

وأضاف:"على أساس هذه الإجراءات الديمقراطية يجب أن تتخذ سوريا بنفسها القرار حول نظام الحكم المقبول بالنسبة لها وتحدد الشخص الذي سيقود البلاد".

بوتين: لا نقبل أبدا فرض قرارات على سوريا من الخارج بشأن قيادتها المستقبلية

في الوقت نفسه أكد الرئيس الروسي أن بلاده لن تقبل أبدا أن يفرض أحد من الخارج مَن سيحكم سوريا، أو أي بلد آخر، مشددا على أن الموقف الروسي من هذا الموضوع لن يتغير.

وأردف قائلا: "إنه أمر لا يتوافق على الإطلاق مع العقل السليم والقانون الدولي".

وتابع بوتين أنه بحث هذا الموضوع في أثناء لقائه مع كيري يوم الثلاثاء الماضي، قائلا: "إن موقفنا لم يتغير، ويبقى مبدئيا. إننا نرى أنه لا يحق لأحد، باستثناء الشعب السوري، أن يحدد من سيقوده ووفق أي معايير وقوانين".

وشدد على أنه لا بديل للحل السياسي لتسوية الأزمة السورية، مؤكدا أن التصور الروسي في هذا المجال يتطابق تقريبا مع الخطة الأمريكية.

وأوضح: "تتطابق خطتنا في النقاط الرئيسية مع الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة، ويدور الحديث عن صياغة الدستور بجهود مشتركة، واستحداث آليات للرقابة على الانتخابات المبكرة، وإجراء الانتخابات وقبول نتائجها".

واعتبر أنه على جميع الأطراف المتصارعة في سوريا أن تبذل كل ما بوسعها من أجل تقريب مواقفها.

بوتين: لم نبدأ حربا بسوريا ونحقق نجاحا في توحيد جهود الجيش السوري والمعارضة المسلحة في مكافحة "داعش"

أعلن الرئيس الروسي أن روسيا تنجح جزئيا في توحيد جهود الجيش السوري وقسم من المعارضة المسلحة في سوريا في مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي.

وقال بوتين إن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند هو الذي بادر إلى طرح فكرة توحيد جهود قوات الجيش السوري والمعارضة من أجل محاربة "داعش"، مؤكدا "ننجح جزئيا في ذلك".

وأوضح أن روسيا تمكنت من إقامة اتصالات بأشخاص يمثلون المعارضة المسلحة التي ترفض أي تعاون مع الحكومة السورية، لكنها تريد محاربة "داعش" وتقوم بذلك على الأرض. وأكد أن سلاح الجو الروسي يؤيد جهود هذه القوات المعارضة مثلما يدعم الجيش السوري.

وشدد على أن روسيا لم تبدأ حربا في سوريا، مؤكدا أن القوات الروسية تجري "عمليات عسكرية منفردة باستخدام قواتنا الجوية والفضائية ومنظومات الدفاع الجوي والاستخبارات"، وأن ذلك لا يشكل عبئا إضافيا على الميزانية العامة الروسية، إذ يتم تمويل العملية في سوريا من خلال المبالغ المخصصة للتدريبات العسكرية.

وأردف: إننا نوجه جزءا من الأموال (المخصصة للتدريبات) لتمويل العملية في سوريا. ومن الصعب أن نخترع طريقة أفضل من ذلك لتدريب جنودنا. ومن حيث المبدأ يمكننا أن "نتدرب" هناك لفترة طويلة، دون أن يضر ذلك بالميزانية".

بوتين: لسنا بحاجة إلى قاعدة دائمة في سوريا ولا نخطط لأن نكون سوريين أكثر من السوريين أنفسهم

كما كشف بوتين أن بعض السياسيين الغربيين عرضوا عليه صفقات مختلفة بشأن سوريا، وتعهدوا بـ"أخذ مصالح روسيا بعين الاعتبار" وسألوه: "هل تريدون أن تبقى قاعدتكم هناك؟".

واعتبر الرئيس أن روسيا ليست بحاجة إلى قاعدة عسكرية دائمة في سوريا.

وتساءل: "لماذا؟ هل هناك داع لأن نفرض رقابتنا على كل شيء هناك؟ في السابق لم يكن لدينا صواريخ متوسطة المدى (علما بأن الاتحاد السوفيتي أتلف جميع هذه الصواريخ في إطار اتفاقية ثنائية مع الولايات المتحدة)، أما الآن فنملكها. ونملك على سبيل المثال الصاروخ البحري "كاليبر" الذي يبلغ مداه 1.5 ألف كيلومتر، وصاروخ " Х-101" الذي تحمله الطائرات ومداه 4.5 ألف كيلومتر. فلماذا نحتاج إلى قاعدة هناك؟ إذا كانت هناك حاجة في أن نصل إلى أحد ما، فسنصل إليه حتى بدون مثل هذه القاعدة".

وأكد بوتين أن سلاح الجو الروسي سيواصل شن الغارات على مواقع تنظيم "داعش" طالما استمرت العمليات الهجومية للجيش السوري.

وأضاف: "لكن عندما سنرى انطلاق عملية سياسية، وستقول السلطات السورية أنه حان الوقت لوقف إطلاق النار والشروع في التفاوض، عندها لن نخطط لأن نكون سوريين أكثر من السوريين أنفسهم، بدءا من هذه اللحظة".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة