مساعي القاهرة لاستمرار نجاح المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس

السبت، 21 أكتوبر 2017 08:10 م
مساعي القاهرة لاستمرار نجاح المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس
فتح وحماس
محمد الشرقاوي

بات نجاح المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، مرهونا بمدى تعاطي الطرفين حول المشكلات العالقة بينهما، على الرغم من أن كلاهما أكد تجاوبه من المصالحة التي تمت بمساعي مصرية.

تمثل التجاوب بين الطرفين في تصريحات متتالية، آخرها دعوة رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، اللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بعقد جلساتهم القادمة في قطاع غزة برئاسة الرئيس محمود عباس.

السنوار قال إنه شخصيًا سيتولى حراسة الرئيس الفلسطيني حال زيارته غزة، مضيفًا: حماس أخذت قرارًا لا رجعة عنه أنها لن تعود كطرف في الإنقسام الفلسطيني، مشدداً على أنه سيستقوي بالشباب الفلسطيني لكسر عنق من يريد تعطيل المصالحة.

وأعلن رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، أسفه على سنوات الانقسام بين "فتح وحماس" الذي استمر 11 سنة متواصلة، مؤكدًا أن حماس كانت أحد طرفي الانقسام.

بات إكمال نجاح المصالحة مرهون بتجاوز عقبات بين الطرفين، قال مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن القاهرة ستبذل كل ما في وسعها لإتمام المصالحة، وذلك في عرض بحثي، بعنوان: "كيف يمكن لمصر مساعدة حماس وفتح في تطبيق اتفاقهما الجديد".

المركز قال في الدراسة التي أعدها الباحث غيث العمري، زميل في معهد واشنطن، والمسئول السابق بالسلطة الفلسطينية، إن الاتفاق بين الحركتين يساعد على إرساء الاستقرار وتقديم بعض الإغاثة الإنسانية إلى غزة، إلا أن شروطه ليست نهائية بعد.

وتابع: أن مصر هي المحرك الرئيسي وراء إجراء المحادثات، حيث اغتنمت الفرصة الناتجة عن التحوّلات حيث نجحت في إقناع حركة حماس في التعاون معها بعد قطيعة بسبب تنفيذ الحركة لأجندات لا تتوافق مع القاهرة، لكنها أعلنت مجددا التزامها باحترام مصر والمصريين، مضيفًا أن الاتفاق ستكون له تبعات جيدة على الاستقرار الأمني في المنطقة.

وأضاف الباحث أن مصر نجحت في إثبات دورها الريادي في الملف الفلسطيني، وذلك قبل حصول تطورات وشيكة أولها استئناف المحادثات الفلسطينية-الإسرائيلية بقيادة الولايات الأمريكية، ونقل الحكم إلى خليفة أبو مازن والذي يزال مجهول الهوية.

وأكد الباحث نجاح مصر في تقويض دور قطر وتركيا في غزة، والمنطقة بأسرها،  في ظل فشل الوساطة القطرية والتركية في التوصل إلى وقف إطلاق نار لصالح الحركة بعد حرب «حماس» مع إسرائيل عام 2014، لذلك خلص قادة الحركة المتمركزون في غزة إلى أن العنصر الرئيسي لتحسين الوضع في القطاع يكمن في القاهرة.

أمس الجمعة، حذر محمود العالول نائب رئيس حركة فتح، من وجود إشارات لعرقلة ملف المصالحة الفلسطينية ومخاوف من مخططات لاستغلالها لتحركات إقليمية، الأمر الذي نفته حماس مؤكدة أنها ماضية في تحقيق المصالحة.

وأضاف العالول، أن حركة فتح والحكومة الفلسطينية جادتان جدا بالعمل على إعادة الوحدة الوطنية، فالمصالحة والوحدة الوطنية هدفنا الذي سنبذل كل الجهد من أجل تحقيقه، وأن لدينا مسائل هامة وأساسية والاختبار الحقيقي هو تمكين الحكومة من تحمل الأعباء والمسؤوليات.

اختمم المركز البحثي، القراءة البحثية بقوله: "لقد أحرزت هذه الجولة من المصالحة الفلسطينية تقدّمًا أكبر من سابقاتها، بسبب تزامنها مؤقتًا مع مصالح مصر وحماس وانعدام الخيارات الأخرى لأبومازن.

وتابع رغم أن العملية قد بدأت للتو، إلا أنها تواجه العديد من العقبات، وفي ظل الظروف المناسبة والصحيحة، وبضغوط مصرية مستمرة، يمكن تجاوز بعض تلك العقبات، وأنه لن تكون هذه الخطوات بمثابة إنجازات صغيرة، لأنها قد تساهم في تخفيف المعاناة الإنسانية في غزة، والحدّ من احتمال تجدد الصراع مع إسرائيل، وتمهّد الطريق أمام تلقي القطاع المزيد من المساعدة الدولية - وهو هدف محدد لإدارة ترامب. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة