التوفيقية.. المدرسة التي أخرجت "عقول" مصر في تاريخها الحديث

الجمعة، 20 أكتوبر 2017 06:10 م
التوفيقية.. المدرسة التي أخرجت "عقول" مصر في تاريخها الحديث
مدرسة التوفيقية
محمد أبو ليلة

 
أراد الخديوي توفيق، السير على نهج والده الخديوي إسماعيل، عندما اهتم الأخير بالتعليم في مصر، وأنشأ عدة مدارس، فقام "توفيق" عام 1881 بإنشاء مدرس التوفيقية- على اسمه- في حي شبرا بمدينة القاهرة، والتي اتخذت من قصر بناه محمد سعيد باشا والي سنة 1855، ليكون دار نزهته في بعض أيام السنة.
 
وبُني هذا القصر على الطراز الفرنسي، ويحتوي على حديقة بديعة نمق حواشيها بالأزهار البديعة، وأجرى إليه الماء في قنوات تحت الأرض حتى فاق القصور المجاورة، وكان يحيط به العديد من الحدائق، وفي أبريل سنة 1876 حوله الخديوي إسماعيل كقصر ضيافة لكبار الزوار.

"وما توفيقي إلا بالله"
وفي نفس العام نزل به أمير مكة الشريف عبد الله، ومن إعجابه بهذا القصر بعد عودته إلى مكة بنى بالطائف ضاحية أسماها شبرا تذكارًا لزيارته ذلك القصر.
 
وكتب في ظاهر قبة هذا القصر الذي أصبح مدرسة التوفيقية فيما بعد "وما توفيقي إلا بالله، طلب الأدب أولى من طلب الذهب"، فكانتا بشيرًا بما سيكون لهذه الدار من التوفيق في تخريج عدد وافر من أبناء الأمة النابهين.
 
وكان أول مُدير للمدرسة هو السيد موجيل بك وهو بريطاني الجنسية ، وتولى إدارة المدرسة من سبتمبر 1881الى نوفمبر 1885 ، وكان عدد الطلاب في أول سنة دراسية 29 طالباً.

مشاهير التوفيقية
"التوفيقية" ساهمت عبر تاريخها في تخريج الكثير من السياسيين والمشاهير من بينهم عبد الخالق ثروت باشا الذي شغل منصب رئيس وزراء مصر، وأيضا عبد الفتاح يحيى باشا ومحمد محمود باشا رؤساء وزراء مصر، والفريق أول يوسف صبري أبو طالب وزير الدفاع الأسبق، والدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق، والدكتور صبحي عبد الحكيم رئيس مجلس الشورى الأسبق.
 
بالإضافة لـ طلعت حرب باشا أبو الاقتصاد المصري وأحد الشخصيات البارزة في تاريخ مصر، ونجيب محفوظ باشا أحد أشهر أطباء أمراض النساء و الولادة في مصر في نهاية القرن التاسع عشر، والدكتور أحمد زكى باشا رئيس جامعه القاهرة الأسبق ومؤسس مجلة العربي، والمؤرخي والجغرافي المصري جمال حمدان، والأستاذ أحمد حمروش سكرتير عام منظمة التضامن الأفرو أسيوي.
 
وأيضاً لـ الشاعر أحمد زكى أبو شادي مؤسس مدرسة أبوللو الرومانسية، والشاعر إبراهيم ناجي، والكاتب الصحفي الأستاذ أحمد بهجت، والكاتب الصحفي الأستاذ صلاح منتصر، والفنان عماد حمدى، والفنان عبد الوارث عسر، والفنان يوسف شعبان.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق