الموسيقى والثقافة الشعبية.. مين بيكمل مين؟

الجمعة، 20 أكتوبر 2017 02:50 م
الموسيقى والثقافة الشعبية.. مين بيكمل مين؟
الموسيقى
إسراء سرحان

"الموسيقى يا صديقي خيط من النور إما أن نلمسه بعمق، فيعمق إنسانيتنا وأما أن نمر بجانبه بغباء، فنتحمل الظلمة التي يورثها بعد ذلك"- واسيني الأعرج، ترتبط الموسيقي ارتباطًا وثيقًا بالأدب الشعبي، فطريقة استخدامها قد أحيت شعوب ودفنت آخرين.

الموسيقى تتكلم تماما كما تتكلم اللغة، كل منهما وعاء للذكريات لا ينضب، يسجل الأحداث بحلوها ومرها، فيمكننا القول إن الإيقاعات الموسيقية في أي أمة من الأمم مرتبطة بإيقاعات لغتها الخاصة، وبحياتها، وبيئتها، وثقافتها، وبهوية شخصيتها بين الأُمم، تتطور بتطورها وتتأثر بتأثرها.

في سياق ذلك العصر الذهبي للموسيقى الغربية، شهد انتعاش الأدب المسرحي والرواية والثقافة والفكر بشكل عام، كما أن عصر الموسيقى الشرقية الرفيعة في مصر خاصة، تزامن مع نهضة أدبية وانفتاح سياسي وبزوغ ثقافة المسرح.

وكان ارتباط مؤلف الموسيقى، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، بوطنه وانشغاله بالحركة القومية في بلاده وبأجواء الصراعات القومية في أوروبا سببًا رئيسيًا لروعة الإنتاج الموسيقي في ذلك العصر، وقد شهدنا جانبا من هذا الدور في تطور الموسيقى المصرية في ثورة ١٩١٩ وفي بعض الألحان القومية الأشهر في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين.

فعلاقة الموسيقي باللغة علاقة طردية، فإذا نظرنا لخمسينيات وستينيات القرن العشرين، نجد الأدب الشعبي يشبه لغة الموسيقى، فكانت التحيات تُلقى بأسلوب منمق "نهارك سعيد، يسعد صباحك" حتى الغزل في هذه الحقبة كان كذلك "يا حلو صبح يا حلو طل، يا أبو ضحكة جنان، أوقاتي بتحلو معاك"، ومن منا يغفل عن أغاني هذا الوقت التي كانت تحمل نفس الكلمات.

وفي إطار ذلك إذا نظرنا إلى وقتنا هذا فتعاني الموسيقي من التدهور، وكذلك اللغة فاجتاح هذه الفترة الأغاني الشعبية الهابطة والمهرجانات الصاخبة، والمصطلحات التي يتداولها الشباب وأقل ما توصف به البذاءة، والتي بدورها أقامت ثورة من الانحدار الأخلاقي في كلاهما لا يغفل عنه احد.  

المفكر الفرنسي شارل نودييه، كتب عام ١٨٢٨ يصف اللغة اليونانية بصوت مياه نهر "بينوس" حسب الأسطورة الإغريقية وهي تنساب برقة وقدسية، ويصف اللغة الإيطالية بصوت سقوط المياه في شلال هادر وبصوت ارتعاد شجر الزيتون.

كذلك يعتبر الناس لغات البلاد الباردة ثقيلة "كصخب الأنهار المتوحشة"، ويعتبرون لغات بلاد التضاريس الصعبة جافة وقبيحة، ولغات بلاد تضاريس السهلة ناعمة وحلوة، لاحظ أن كل شعب يعتبر لغته الأجمل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة