بعد 3 أسابيع من الانتخابات.. ميركل تبدأ مشاورات تشكيل الحكومة.. وتواجه صعوبة تشكيل ائتلاف من أحزاب متعددة
الأربعاء، 18 أكتوبر 2017 11:37 ص
تبدأ المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الاربعاء، مشاورات صعبة لتشكيل ائتلاف حكومى من أحزاب متعددة ومن كافة الاطياف السياسية بعد تحقيق حزبها المحافظ نتائج ضعيفة فى الانتخابات.
ويبدأ معسكر المحافظين الذى فشل فى تحقيق غالبية مريحة فى انتخابات 24 سبتمبر، مشاورات مع الحزب الديموقراطى الحر الليبرالى المدافع عن مصالح الشركات، تتبعها مشاورات مع الخضر أنصار البيئة، اليسارى التوجه بعد الظهر.
ولمنع انهيار يمكن ان يحتم اجراء انتخابات جديدة يتعين على كافة الاطراف فى الاسابيع المقبلة التوصل الى تسويات صعبة حول مسائل شائكة من الهجرة الى اصلاح الاتحاد الاوروبى والسياسة المتعلقة بالمناخ.
واذا سارت مشاورات الاربعاء على نحو جيد، تلتقى جميع الاطراف الجمعة لبدء مفاوضات يمكن ان تفضى الى تشكيل حكومة، ربما بحلول كانون الثاني/يناير، فى أكبر اقتصادات الاتحاد الاوروبي.
وتأتى المفاوضات الحساسة فيما يقول المنتقدون ان المستشارة التى طالما حكمت باسلوب رئاسي، فى آخر ولاية سياسية لها وان قوتها السياسية ضعفت.
ويأخذ المنتقدون على الزعيمة المخضرمة أسوأ نتائج حققتها منذ 1949 لحزب المسيحيين الديموقراطيين، اضافة الى هزيمتها فى انتخابات محلية يوم الاحد الماضي.
ودانت صحيفة بيلد المؤيدة عادة لميركل، اصرار المستشارة على عدم تحمل مسؤولية هزيمة حزبها فى مقاطعة سكسونيا السفلى، وقالت ان المستشارة وحزب المسيحيين الديموقراطيين "يرفضان رؤية خطأهما".
وكتبت صحيفة سودويتشه تسايتونغ "حتى قبل سنتين، بدا أن ميركل لا تقهر. لقد زالت تلك الهالة الآن وبدأت قوتها كذلك تنحسر. إذا كان لدى الحزب المسيحى الديموقراطى اى شخص جاهز للتحدي، سيتعين على ميركل ان تشعر بالقلق".
عراقيل هائلة
واذا كان حزب ميركل يواجه مشكلات فإن حلفاءها البافاريين فى الاتحاد المسيحى الاجتماعى فى فوضى واضحة ويخشون هزيمة اخرى فى انتخابات برلمان المقاطعة العام المقبل.
وبعد معارضته المستمرة لقرار ميركل السماح لاكثر من مليون طالب لجوء بالدخول، أظهر الاتحاد المسيحى الاجتماعى تحولا كبير الى اليمين لكسب أصوات الناخبين من حزب "البديل لالمانيا" المعادى للهجرة.
وقال زعيم الاتحاد المسيحى الاجتماعى الكسندر دوبرينت ان انتخابات الاحد فى النمسا وفوز المرشح اليمينى سيباستيان كورتز تظهر ان على المسيحى الديموقراطى وحليفه المسيحى الاجتماعى "التموضع كقوة محافظة فى هذه المشاورات".
وتعزز مثل هذه التصريحات انعدام الثقة مع الخضر، الحزب الذى ظهر فى انتخابات ستينيات وسبعينيات القرن الماضى كحركة احتجاج على حرب فيتنام والاسلحة النووية والمؤيد لمجتمع متعدد الثقافات يرحب باللاجئين.
واشار زعيم الخضر يورغن تريتن الى الميول الشعبوية المتزايدة اليمينية فى تكتل المسيحى الديموقراطى والمسيحى الاجتماعي، وحذر من ان مطالبهم المتشددة إزاء مسألة اللاجئين ستمثل "عراقيل هائلة".
من جهته حذر دوبرينت قبل بضعة ايام من ان حزبه لن يتهاون مع اى "كلام تافه" من الخضر.
تداعى النفوذ
والمشاورات مع الشريك الاخر "الحزب الديموقراطى الحر" هى أكثر سهولة، فقد شارك الحزب فى حكومات مع المحافظين لفترات طويلة حتى خروجه المذل من البوندستاغ (البرلمان) فى الانتخابات الاخيرة عام 2013.
وزعيم الحزب الشاب كريستيان ليندنر الذى قاد الحزب داخل البوندستاغ، قدم مطالبه وعينه على وزارة المالية.
عشية المشاورات نبه ليندنر ميركل الى ضرورة عدم القيام بأى خطوات جريئة إزاء الاتحاد الاوروبي، خاصة اذا كانت تكلف دافعى الضرائب الالمان، قبل تشكيل اى حكومة جديدة.
وقال لصحيفة فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ "اتوقع من ميركل ... ان توضح ان حكومتها تقوم فقط بدور تسيير الاعمال" مضيفا "المانيا حاليا ليست فى موقع اتخاذ قرارات".
ووسط المصالح المتضاربة واسابيع من المساومات حول المناصب والسياسات القادمة، تنبأ موقع شبيغل على الانترنت انه "مع قليل من الحظ، يمكن لالمانيا ان تحظى بحكومة جديدة بحلول كانون الثاني/يناير".
وقال التعليق "ألمانيا تشهد ظاهرة غريبة (...) ائتلاف جديد يتم التفاوض عليه من جانب احزاب لا تريده حقا، فيما القوة والهالة المحيطة بالمستشارة السابقة والمقبلة انغيلا ميركل تتداعى".