زوج يرفع دعوى نشوز ضد زوجته بسبب خروجها المتكرر دون علمه
الأحد، 15 أكتوبر 2017 05:29 مإسلام ناجي
سحب "محمود" نفس طويل من سيجارته قبل أن يلقى بها على الأرض، ويسحقها بحذائه العتيق بقوة، كأنما يسحق معها هواجسه وقلقه، ليشير إلى الأتوبيس المتجه إلى شبرا، ويصعد درجاته المعدودة بصعوبة لشدة الزحام، ويقف إلى جانب أغراب سيشاركونه رحلته إلى محكمة الأسرة لرفع دعوة "نشوز" ضد زوجته المدللة "شيما"ء بعد أن عجز عن تحمل تصرفاتها غير المسئولة، وخروجها من المنزل فى أى وقت دون أن تعلمه بمكانها.
اقتحمت الذكريات عقل "محمود"، فقبل زواجه سمع الكثير عن الزواج متاعبه ومشاكله، وتبارى رفاقه الذين صارت المقاهى ملجأهم الدائم بعد العمل هربًا من الزوجة والعيال فى قص الحكايات والأهوال التى لاقوها فى زواجهم، كانوا يتحدثون إليه عن الجحيم الذى بإنتظارهم دومًا بالبيت، لكنه لم يصدقهم حينها، لأنه أعتقد أن حبيبته تختلف عن جميع النساء، وزواجه سيكون هادئًا، ومستقرًا، حتى تزوج بحبيبته الحسناء المدللة، وطرقت المشاكل بابه، فهرب هو الآخر إلى المقهى.
تذكر "محمود" المرة الأولى التى عاد فيها إلى المنزل بعد أن أنهى عمله متلهفًا لرؤية زوجته ففوجئ بغيابها عن المنزل، وعندما أتصل بها يستفسر عن مكانها، ويطمئن إن كان قد أصابها مكروه، أجابته أنها خرجت مع صديقاتها للتسوق، وستعود بعد ساعة، فغضب الزوج لتصرفها، ونبهها إلى ضرورة إعلامه بخروجها ووجهتها، فلم تهتم لكلامه، وأعتبرته يحاول التحكم فيها والسيطرة عليها، وفى اليوم التالى كررت فعلتها، وعاد الزوج مرهق يبحث عن الراحة والطعام فى المنزل فلم يجد أى منهما فضلاً عن غياب زوجته.
مرت الأيام، وتوالت المشكلات بين الزوجين، وزاد الأمر عن حده، فـ"شيماء" أصبحت تتأخر فى مشاويرها دون أن تخبر زوجها، وإن سألها عن سبب تأخرها أو مكان تواجدها تتأفف ضيقًا منه، فتنشب بينهما مشاجرة كبيرة لا تنتهى إلا بهروب "محمود" إلى القهوة بحثًا عن السكينة بين أصحابه، وفى إحدى المرات تأخرت الزوجة كثيرًا عند والدتها دون أن تخبر زوجها كالعادة، وعادت بعد منتصف الليل، فأنفعل عليها، وهم أن يتعدى عليها بالضرب إلا إنه تمالك نفسه فى اللحظة الأخيرة.
استغلت "شيماء" الموقف، ووضبت أغراضها، وأنتظرت حتى خلد "محمود" للنوم، وتسللت من عش الزوجية متوجهة إلى شقة أسرتها، وفى الصباح أستيقظ الزوج ليجد البيت خاليًا من زوجته وملابسه، فأتصل بها لكنها لم تجيبه، فهاتف والدها، وفهم منه رغبتها فى الإنفصال، فلم يجد بد من اللجوء إلى محكمة الأسرة عله يجد حلاً، ورفع دعوى نشوز ضد حبيبته.